بقلم/ ضياء المحسن
طالما تعودنا من عمار الحكيم، على كل ما فيه خير هذا البلد الجريح بيد أبناء عاقين، كل همهم التكسب على حساب أبناء جلدتهم. وما فتئ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى "وهو سليل المرجعية ممثلة بالسيد محسن الحكيم( قدس سره) الذي يعرف مواقفه القاصي والداني، والتي كانت تؤكد في مضامينها العامة على الوحدة الوطنية؛ وعدم التفرقة بين أبناء البلد الواحد مهما إختلفت مسمياتهم وإنتماءاتهم المذهبية والقومية". ينادي بضرورة جلوس الفرقاء على طاولة واحدة والتحدث بصراحة فيما يهم المواطن وكيفية تقديم خدمة له توازي ما قدمه من تضحيات جسام، ولا نغالي إذا قلنا أنه يكاد الشخصية الشابة الوحيدة التي لا يكاد يختلف عليها السياسيون من جميع الكتل، ويعتبره المختصون بالشأن السياسي بمثابة صمام الأمان أمام الأزمات التي تواجه البلد، ه ذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الحكيم منذ أن تسلم رئاسة المجلس وهو يقوم بتقديم المبادرات التي تهتم بشؤون المواطن العراقي، فمن مبادرة البصرة عاصمة إقتصادية للعراق لما تتمتع به من موقع يطل على الخليج العربي وهي المنفذ المائي للعراق المطل على الخليج العربي و لكونها تصدرما يعادل 60% من مجموع صادرات العراق النفطية، وكثير من معامل العراق الستراتيجية موجودة فيها، الى مبادرة تأهيل محافظة ميسان التي أصابها الوهن بسبب حروب النظام السابق، مرورا بالكثير من المبادرات منها ما يخص المعوقين ومنظمات المجتمع المدني.لقد كانت مواقف الحكيم مركبة، في جميع الأزمات التي حدثت بين الفرقاء؛ فوقف بوجه جبهة أربيل عندما حاولوا سحب الثقة من رئيس الوزراء، في ذات الوقت الذي وقف مع الإخوة الكورد في أزماتهم مع الحكومة المركزية، ووقف مع المتظاهرين في الأنبار وبقية المحافظات الغربية، ليس لأنه متقلب المزاج بل لأنه يقرأ الواقع السياسي من جميع الوجوه، فالحق ليس مع الجميع في الكثير من الحالات، فسحب الثقة من رئيس الوزراء كان سيوصل البلد الى حكومة تصريف أعمال لأن الجميع لم يكن متفق على شخصية لشغل هذا المنصب، بالإضافة الى أن بعض القوانين التي كانت محل إختلاف بين جبهة أربيل ورئيس الوزراء ليس من إختصاص الحكومة، كما أن الحكيم عندما وقف المتظاهرين في المطالب المشروعة خاصة فيما يتعلق بالجزء الذي يكون تطبيقه من صلاحيات الحكومة، ووقف مع الحكومة في ذات الأزمة لكون هناك مطالب هي ليست من صلاحيات الحكومة بل من صلاحيات مجلس النواب.واليوم يطل علينا، في يوم ولادة جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بمبادرة للم شمل الشركاء في محاولة منه لرأب الصدع الذي إن إتسع "لا سامح الله" فلن يترك أخضرا أويابسا في أرض العراق.إننا من هنا ندعو الجميع الى التسامي فوق كل المطالب "حتى مع مشروعيتها" والجلوس على مائدة الحكيم لحل كل الإشكاليات التي تعصف بالعملية السياسية، والتي من جرائها تذهب أرواح الأبرياء نتيجة الأعمال الإرهابية التي وجدت مناخا ملائما لأنكم منشغلون بأمور جانبية.فهل تنتهزون هذه الفرصة وتنتصرون على أنفسكم من أجل المواطن؟ لعل وعسى!
https://telegram.me/buratha