أنس الساعدي
أنا بحر من الأحزان , تيارات من أمواج المواجع تعلو, تدنو, تحطم مراكبي الرصينة, يقطع ما بين الحنايا سكين مسمومةٍ تفرق بين أشلائي , لِترميني على سطح نار من الآهات, أبكي منذ نعومة أظفاري حتى تحولت الأدمع صخراً من تراكم ترسبات القهر والآه ..جسدي مثخن بالجراح, مكبل بالهموم, في غربة المكان والزمان, فالظلم ينحدر عليَّ من كل حدب وصوب,هذه عولمة حياتي الحزينة التي نزفت وتنزف ألماً, مهمشٌ أنا, محطمٌ أنا, أحتاج الى من يشدني ويقول لي أني أنسان,قصتي هي أنني مواطن عراقي مضطهد في زمن المقبور, وعانى الكثير من الحرمان, وضحى بالغالي, فقدت أُسرتي عدد من الشهداء, حدث هذا في الإنتفاضة الشعبانية, ملاذي الوحيد قلم وورقة تتحمل شجوني ولا تفضحني لجلادي السلطة, مستقبلي ضاع؛ فقدتُ دراستي, أحلامي لا أكاد أتذكر منها شيئا لُوحقت وشُردت, لم أر بصيص أمل يشدني المستقبل المجهول، ولو كان مثل خيط شمسٌ أو نهار, كأني مجرم يساق على حتفه لا محال, فالخوف والقلق يلاحقاني حتى بين ثقوب الجدران, أزلام النظام, سلبوني كل معنى من معاني حقوق الإنسان ,أُتهمت بوطنيتي وبديني وبعقيدتي.....ساءت بي الأمور الى درجة أخاف من ورائي ومن خلفي ومن خيالي, أكملتُ حياتي مسيرةٍ في نفق مظلم حالك، ورهبةٌ من مستقبلٌ مجهول , عندما نويت الزواج لم أعطِ معلومات كافيةٌ عني مخافة أن تستخدم ضدي..ضحيت بالغالي والنفيس, وسكنت الشوارع المظلمة، ونمت على الأرصفة، ولازالت لحد الأن شواهد على أضلعي تحكي ألم تلك الفترة. الحزن كان رفيقي الأكبر يتدفق بين شراييني, تمنيت أن يكون كالبشر يفارقني يوماً.من يرفع الظلم مني؟؟ أين هي حقوقي؟!هل العهد البائد والحاضر نفس الميزان؟لم أُنصف قط من أي جهة كانت, منظمات أو حكومة, أين زمن التحرير والمساواة؟ أين حقوقي كعراقي مضطهد في زمن الغبن ؟؟ هل لي شبرمن تراب في بلد عانيت بهِ لحد الإحتضار!مظلوميتي بين يديكم , كتبت عن نفسي فقسيت عليكم ,لا أريد أن احزنكم , ولكني عدت لرفيقي القديمين وأواسي نفسي بينهم؛ كي لا ينفجر صدري من حرقة الكبت الجامح .سقط العهد البائد الأعمى وانتهى الخوف, ولكن لم تنتهي المظلومية!!.أطالب بوطنيتي بهويتي بأرضي التي لا أملك منها أي شئ وأي مستقبل كان..نهاية كلامي كَسرتُ أقلامي، ومزقت أوراقي.!!ختاما لا أملك من القول إلا كلام الله سبحانه وتعالى:ـ(وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد )
https://telegram.me/buratha