المقالات

تحليل سياسي إستراتيجي .. مهم لمعرفة ما يدور وما قد يحصل: بعـــد القصيـــر.. لبنــــــان ثم سورية ثم الكارثة

2429 06:38:00 2013-05-25

المتابع لتطورات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، لا يمكنه التعامل مع المشهد السوري بمعزل عن المشهد اللبناني والإيراني، والعكس صحيح أيضا.. فاستهداف سورية كما أصبح واضحا للجميع هو استهداف للبنان وإيران في نفس الوقت، ومن يعتقد أن سقوط سورية (لا قدر الله) سيعفي لبنان ولن يأثر في إيران فهو جاهل بالإستراتيجيات ومشتبه بالسياسة.

المشهد السوري يتطور بشكل متسارع جدا، فالأنباء الواردة من ميادين القتال تؤكد قرب حسم الجيش العربي السوري لمعركة القصير وريفها خلال أيام، والتي تعني في الإستراتيجيات إعادة خط الإتصال والإمداد والتواصل بين حمص والضاحية الجنوبية، باعتباره العمود الفقري للمقاومة اللبنانية، إذ بدونه لا يمكن أن تكون هناك مقاومة أصلا في لبنان، ولا يمكن بالتالي الحديث عن إنتصارات هذه المقاومة في وجه الكيان الصهيوني المعتدي.

من هنا أهمية هذا الخط المحوري، وسيطرة “الإرهابيين” على بلدات وقرى هذا الخط الممتد من حمص إلى الحدود اللبنانية مرورا بمدينة القصير ولفترة طويلة من الزمن (سنتان)، لم يكن من باب الصدفة، بل كان بتخطيط وتوجيه ودعم مباشر من إسرائيل لأهمية عزل حزب الله عن عمقه السوري. لذلك لم تتأخر إسرائيل في إعتبار سقوط مدينة القصير انتصارا كبيرا للجيش السوري وحزب الله اللبناني، برغم شعورها بالصدمة والخيبة في نفس الوقت.

موقع ديبكا المقرب من الدوائر الإستخباراتية الصهيونية قال في تقرير له يوم الثلاثاء 21/5/2013: “أن نجاح الجيش السوري في عملية إعادة السيطرة على مدينة القصير تعد بمثابة خطوة جديدة تعزز من بقاء النظام السوري في السلطة، إلى جانب تمهيد الطريق لنقل أسلحة سورية وإيرانية متطورة لحزب الله”. مشيرا إلى أن: “إعادة السيطرة على مدينة القصير من قبل الجيش السوري تعتبر انتصارا كبيرا لكونها همزة الوصل بين جبل الهرمل بمرتفعات لبنان ومدينة حمص السورية”. ونقل الموقع عن مصادره الإستخباراتية الخاصة قولها: “إن هذا الإنتصار للجيش السوري سيجلب له فوائد قوية هي: قطع قنوات إمداد المتمردين السوريين بالسلاح القادم من قطر والسعودية عبر لبنان، كما أن القصير نقطة استراتيجية ستضمن له إحكام القبضة على الطرق الرئيسية المؤدية لحمص وحلب ودمشق، بالإضافة إلى أن إحكام الجيش السوري قبضته على مدينة القصير يجعل من تركيا مصدرا وحيدا لإمداد المتمردين بالسلاح”، بعد أن تم تطويق منطقة ‘درعا’ مع الحدود الأردنية.

وعليه، فالذين ينتقدون تدخل حزب الله في الصراع السوري ويعيبون عليه توريط لبنان في حرب “لا علاقة له بها”، إنما يخادعون الناس ويخدعون أنفسهم في نفس الوقت، لأنهم بانتقادهم هذا إنما يطالبون حزب الله بالقعود ساكنا مع الخوالف إلى أن تدق الحرب أبواب بيته في الجنوب فيموت موتا رحيما.. إنها دعوة ملغومة للإنتحار باسم سياسة “النأي بالنفس” وذريعة “تجنيب لبنان تداعيات الحرب السورية حفاظا على الأمن والإستقرار في بلد الأرز”. وهذا لعمري قمة النفاق السياسي… لماذا؟..

لأن من يطالبون حزب الله بعدم توريط لبنان في الحرب السورية هم من فتحوا المنطقة الشمالية الشرقية المتاخمة للحدود السورية وحولوها إلى ممر للسلاح والإرهابيين القادمين من كل مكان، ونقصد بذلك تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية.. بدليل عديد التقارير الصحفية اللبنانية والدولية التي تحدثت عن تورط قوى 14 الشهر في المستنقع السوري بأمر من ‘الحريري’ الذي أقسم أن لا يعود إلى بيروت إلا عبر مطار دمشق.

وقد أكدت مصادر سورية مطلعة لصحيفة “المنار” أن التحقيقات الأولية مع عدد من الإرهابيين الذين ألقي القبض عليهم في مدينة القصير تفيد بأن شخصيات لبنانية متورطة في سفك دماء أبناء سورية، من خلال تجنيدهم للمرتزقة ودعمهم بالمال والسلاح والمواد المتفجرة، من بينهم سعد الحريري وسمير جعجع. وجاء في اعترافات الإرهابيين أنهم يتلقون الأموال من جهاز الاستخبارات السعودي من خلال أحد ضباطها الذي كان يتردد على المنطقة باستمرار، ويقيم تحت حماية عصابة المستقبل الذي يتزعمها الحريري، وأن عناصر أمنية إسرائيلية دخلت القصير عدة مرات، مع مسؤول في عصابة جعجع، وعثر الجيش السوري على أجهزة اتصال إسرائيلية متطورة. واعترف الإرهابيون أيضا بأن كل واحد منهم يتلقى حوالي ألف دولار شهريا، وأنهم وعدوا بالعمل مستقبلا في السعودية ودول خليجية، وخلال عملية التطهير التي يقوم بها الجيش السوري، عثر على مخازن للمتفجرات ومكانا لتفخيخ السيارات وساحة للتدريب. وأكدت المصادر أن لقاءات عديدة كانت تعقد بين متزعمي الإرهابيين، وضباط أمن إسرائيليين لتلقي التعليمات والتوجيهات منهم.

لكن من فضح الحريري وعملائه، وألقى الكثير من الضوء حول أهمية معركة القصير هو التقرير الذي أعده الصحفي ‘مازن إبراهيم’ يوم السبت 18/5/2013 ونشره موقع ‘بانوراما الشرق الأوسط’ نقلا موقع ‘الحقيقة’، استنادا إلى تقرير لدبلوماسي بريطاني عمل في السفارة البريطانية في دمشق لكنه لا يزال يتابع الأحداث السورية أولا بأول، حيث جاء في معطياته: “في هذه البقعة الصغيرة (مدينة القصير) هناك حرب عالمية حقيقية، بالمعنى الفعلي لا المجازي، حيث تتواجه دول كبرى وإقليمية على نحو شبحي غير مرئي، تارة من الأرض وتارة أخرى عبر الأقمار الصناعية وطائرات التجسس من دون طيار. ففي معركة بابا عمرو المجاورة، على سبيل المثال، تدخل الروس عبر الأقمار الصناعية، وخبراء لهم من الأرض، لدعم معركة الدولة السورية، بينما كان عشرات التقنيين من عناصر المخابرات الفرنسية والقوات الخاصة البريطانية تقود الثوار داخل حمص نفسها وفي بابا عمرو، فضلا عن محطات الاتصال والقيادة التي أقاموها في منطقة وادي خالد شمال شرق لبنان بتسهيل وحماية من رئيس فرع المعلومات اللبناني آنذاك وسام الحسن. ومن هذه المنطقة جرى إدخال أكثر من 60 بالمائة من الدفعات الأولى من السلاح والمسلحين المستجلبين إلى سوريا عموما، والمنطقة الوسطى خصوصا، خلال السنة الأولى من الأزمة”. فعن أي “نأي بالنفس” يتحدث المتآمرون وزعيمهم الحريري متورط في النزاع السوري من قمة رأسه إلى أخمص قدميه؟..

ويتابع التقرير: ”صحيح ما قاله الخبراء والمحللون عن أن المنطقة تشكل خاصرة سوريا، والمنطقة التي يمكن لمن يسيطر عليها أن يشطر سوريا إلى قسمين ويعزل عاصمتها عن شمالها وساحلها، لكن هذا ليس كل شيء. بل إنه ليس سوى جزء صغير من القصة الحقيقية. فالمنطقة، وفق الاعتبارات الإستراتيجية الإسرائيلية والغربية عموما، تعتبر أخطر وأهم منطقة في الشرق الأوسط لجهة ما يتصل بالمواجهة بين المحور الإيراني ـ السوري والمحور الإسرائيلي ـ السعودي. فهي وفق تقارير الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، المستند بعضها إلى تقارير وسام الحسن حتى اغتياله، معبر لأكثر من 80 بالمائة من الأسلحة الثقيلة والذخيرة التي تصل مستودعات حزب الله، لاسيما الصواريخ بعيدة المدى، من مصانع الصواريخ السورية في محافظتي حماة وحمص”.

وحيث أن الأمر كذلك، فهل يتوقعون من حزب الله أن لا يحرك ساكنا ولا يواجه قدره ومصيره في هذا الصراع الذي يستهدف سورية بقدر ما يستهدف وجوده وكيانه ووطنه لبنان؟.. علما أن سيطرة حلف إسرائيل على هذه المنطقة الحساسة، بعد أن تأكد تبعية الجيش الحر والعصابات التكفيرية على الحدود الجنوبية والحدود مع الأردن للموساد والجيش الإسرائيلي، معناه نهاية أسطورة إسمها “حزب الله”، وقتل آخر أمل لهذه الأمة في التحرير والنصر، بعد أن وهبها الله قائدا عربيا مؤمنا صادقا وملهما بحجم السيد حسن نصر الله، ليخرجها من هزيمتها ويقودها نحو النصر والعزة والتمكين.

وطبقا لتقارير استخبارية غربية و إسرائيلية، تقع منطقة ‘القصير’ الحساسة قرب مستودعات حزب الله الإستراتيجية كلها، لاسيما تلك التي تضم الصواريخ بعيدة المدى. وهي الخزان الرئيسي لسلاحه وذخيرته التي تذهب إلى جبهات القتال في الجنوب خلال الحرب، كما حصل في حرب تموز / يوليو 2006. ومجرد وجود آلاف المسلحين على بعد أقل من 15 كم من قلبه العسكري ورئته اللوجستية التي يتنفس منها، ويحيطون بها مع السلفيين اللبنانيين من ثلاث جهات، فهذا يعني أنه يمكن أن يصاب بجلطة قاتلة خلال أي مواجهة مقبلة مع إسرائيل. من هنا خطورة ما كان يخطط له ضد حزب الله، لذا لم يستطع الحزب أن يقف مكتوف الأيدي ولا يتدخل لمساعدة الجيش العربي السوري في تحرير هذه المنطقة الإستراتيجية، حيث كشف الدبلوماسي البريطاني عن أن السلاح من صواريخ وعتاد وذخيرة الموجود لدى الحزب في المنطقة، لا يأتي إلى سوريا من روسيا وإيران فقط، بل من الصين ومن جنوب أفريقيا كذلك.

أوردنا هذه الشهادات لإبراز أهمية وخطورة المعركة التي جرت ولا تزال في مدينة القصير وريفها، وما يتم التحضير له اليوم من قبل أمريكا ومحور الفاشلين التابع لها من هجمة مسعورة جديدة ستطال سورية ولبنان معا في المرحلة المقبلة، لأن سقوط منطقة القصير يعني ببساطة انتصار محور المقاومة، وهذا ما لا يمكن أن تسلم به أمريكا وتقبله إسرائيل، لما يمثله من تهديد جدي وخطير على أمنها وأمن حلفائها، خصوصا بعد أن استشعروا أن ساعة الحساب قد تكون قريبة، وأن محور المقاومة قد أعد العدة لها بعد أن حضر نفسه لمواجهة إسرائيل من محور الجنوب اللبناني والجولان السوري، ما دفع إسرائيل إلى تعزيز وجودها في الجولان بوضع 30 ألف جندي على هذه الجبهة.

قرب حسم معركة ‘القصير’ جعل محور أمريكا – السعودية يعطي الضوء الأخضر لتفجير الساحة اللبنانية بشكل تدريجي وتصاعدي بهدف الضغط على حزب الله لينسحب من سورية، بموازاة شن حملة تصعيد مسعورة ضد حزب الله من الرئيس أوباما شخصيا الذي هدد الرئيس سليمان بعواقب وخيمة إن لم يتم الضغط على السيد حسن نصر الله ليسحب جنوده من القصير. كما أن التعليمات أعطيت للإتحاد الأوروبي لإدراج الحزب ضمن لائحة الإرهاب الأوروبية، ما يعني أنه لن يكون في مقدوره المشاركة في الحكومة اللبنانية المقبلة، وإلا لن يتم الإعتراف بها من قبل المجتمع الدولي.

ومباشرة بعد التهديدات الدولية تصاعد الهجوم على حزب الله من قبل جوقة الخونة والعملاء، ابتداءا من رئيس الوزراء التركية ‘رجب طيب أردوغان’ الذي انتقد حزب الله بشدة بسبب ما قال إنه يقاتل إلى جانب القوات السورية في مدينة القصير، ووصفه بأنه “تدخل أجنبي”. وشدد ‘أردوغان’ في محاولة لإستغباء العالم، على أنه لا توجد أي قوات عسكرية تركية داخل سورية، وأقرّ بأن حكومته تقدّم “مساعدة لوجستية” للمعارضة السورية، إلاّ أنه أشار إلى أنها مساعدة “إنسانية” فقط، وفق قوله متناسيا إتهام المعارضة التركية له بالمشاركة المباشرة في سفك الدم السوري على مدى أكثر من سنتين وتورطها المفضوح في تفجيرات “الريحانية” وفق ما كشفته الصحافة التركية نهاية الأسبوع المنصرم لاتهام المخابرات السورية واستجداء تدخل أجنبي ضد الرئيس بشار الأسد بحجة مكافحة الإرهاب.. كما نشط العملاء الصغار كسعد الحريري والمجرم جعجع في إثارة الرأي العام اللبناني ضد حزب الله بسبب ما قالوا أنه توريط للبنان لحرب لا علاقة له بها.

الأحداث في طرابلس انفجرت بشكل مفاجأ ودون سابق إنذار، ولم يكن هناك من سبب وجيه يبرر أعمال العنف هذه التي تطال الحزب العربي الديمقراطي وأنصار سورية في جبل محسن، والغريب أن المهاجمين هذه المرة هم عناصر الجيش الحر السوري والسلفية التكفيرية المستقدمة من مختلف أصقاع الأرض لتجاهد تحت لواء القاعدة التي تحركها وتمولها السعودية. وقد لاحظ المتابعون لتطورات الوضع الميداني في طرابلس غياب القوى الأمنية عن الميادين بشكل كامل، وهذا أمر متوقع ما دامت هذه القوات في عهد اللواء أشرف ريفي والمقبور وسام الحسن رئيس فرع المعلومات هي من أدخل الجيش الحر والإرهابيين والسلاح والعتاد والذخيرة إلى طرابلس وصيدا وشمال لبنان عموما، تحضيرا للفتنة الكبرى. أما الجيش فوجوده يكاد يكون صوريا ليس إلا.. لأنه لا يستطيع إطلاق النار على الإرهابيين المعتدين من باب التبانة ما دام لا يملك غطاءا سياسيا، وكل ما يمكنه فعله هو توجيه بنادقه تجاه السحاب لإحداث بعض الضجيج في انتظار الأوامر بالحسم والتي لن تأتي في غياب “التوافق”.

ووفق الأخبار الواردة من لبنان، فإن الأحداث انفجرت كذلك هذا اليوم في صيدا عاصمة الجنوب، ويتوقع أن تمتد إلى بيروت ليتم الإحتكاك مع الضاحية الجنوبية معقل حزب الله، والهدف كما هو واضح، إشغال الحزب في حرب مذهبية خبيثة، ليتسنى بعد ذلك لإسرائيل الإنقضاض على المقاومة في الجنوب. وواضح أن من يحرك هذه الفتنة المذهبية الجديدة هو النظام الوهابي السعودي، الذي فجر الأوضاع في العراق لمعاقبته على منع مرور الإرهابيين والسلاح من حدوده الجنوبية نحو سورية، ثم اتحد القرار بتفجير الساحة اللبنانية بعد أن فشل انقلابه في ضرب النفوذ السوري في لبنان والإمساك بالقرار السياسي بعد استحالة التوافق بين مختلف الفرقاء على قانون للإنتخابات وتعيين حكومة على مقاس فريق 14 الشهر، ما سيدخل لبنان في الفراغ الذي قد يطول إلى أن تتضح الصورة في سورية، وتتم تسوية جديدة على “أساس طائف 2″ وفق ما يعتقد فريق الفاشلين، في حين يرى حلف المنتصرين أن لبنان دخل مرحلة جديدة لن تنتهي إلا بقيام الدولة المقاومة القوية المستقلة العادلة، وأن الحسم على الأرض في سورية ولبنان هو من سيرسم معالم المنطقة المستقبلية وليس التسويات من تحت الطاولة.

ما يحدث اليوم في لبنان من تفجير تزامن مع وصول قائد القيادة المركزية الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال ‘لويد أوستن’ الى بيروت على رأس وفد عسكري أميركي نهاية الأسبوع المنصرم (18/5/2013)، حيث زار كل من رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان وقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، وعقد اجتماعات سرية لم يعلن عنها مع قوى من 14 آذار، وقام بزيارات سرية إلى الحدود مع فلسطين المحتلة في الجنوب، وإلى الحدود اللبنانية السورية في الشمال. وهي الزيارة التي طرحت العديد من الأسئلة لتزامنها خصوصا من قرب سقوط مدينة القصير، وإدراك أمريكا أنها لم تعد تتحكم بالجبهة اللبنانية كما كان الحال من قبل، وهي الجبهة التي استطاعت من خلالها إدخال 60% من السلاح والإرهابيين إلى سورية زمن اللواء أشرف ريفي و وسام الحسن.

زيارة الجنرال الأمريكي ‘أوستن’ للبنان ليست خبرا عاديا يمكن أن يمر مرور الكرام، لأنها تحمل أكثر من دلالات خطيرة، حيث جاءت عقب تهديد السيد حسن نصر الله بالإنخراط في جبهة الجولان لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي. ولعل من دلالاتها الخبيثة، تأجيج الفتنة المذهبية ومد الإرهابيين والجيش الحر في الشمال بالسلاح النوعي لمواجهة حلفاء سورية وحزب الله، ومحاولة تحييد الجيش اللبناني عن الصراع بين حزب الله وإسرائيل، حتى لا تنفذ هذه الأخيرة تهديدها بضرب البنية التحتية اللبنانية في كل مكان وإعادة لبنان 50 سنة إلى الوراء، كما سبق وهددت إسرائيل من خلال رسالة بعثتها إلى الرئيس سليمان عبر وفد من أربع دبلوماسيين أمريكيين زاروا بيروت الأسبوع المنصرم.

وفي هذا الشأن، أوضح العميد ‘حطيط’ في حديث لـ”قناة المنار” أن “زيارة الجنرال ‘أوستن’ لها أهداف محددة ترتبط بشكل أساسي بالوضع في سورية والوضع الداخلي اللبناني في ظل الاختلاف السياسي بين الفرقاء حول قانون الانتخاب واستطلاع قدرات القوى اللبنانية المختلفة وخصوصا المقاومة بما يرتبط دائما بضمان أمن كيان العدو”. لافتا إلى أن: “الهدف الأول للزيارة هو استطلاع الواقع الميداني اللبناني فيما لو تفلت الأمر في سورية وانطلقت النار عبر الحدود الى لبنان”، مضيفا أن: “الحديث الأميركي الدائم عن أنهم يريدون لبنان سيد ومستقل يعني بحسب الرغبة والنية الأميركية إن يكون لبنان وقراره السياسي بيد الإدارة الأميركية وان لا يكون الفريق المقاوم شريكا فعليا في القرار والسلطة في لبنان كما كان الوضع عليه منذ العام 2005 وحتى العام 2008 حيث كان الحاكم الفعلي للبنان هو جيفري فيلتمان، ووقتها كانوا لا يتوقفون عن تكرار إن لبنان سيد ومستقل”. وأشار حطيط الى إن “الهدف الثاني لزيارة الجنرال أوستن الى لبنان وهو هدف بالغ الخطورة، يتركز باستطلاعه ماذا بإمكان لبنان إن يفعل ويقدم للمجموعات المسلحة السورية بعد الانجازات العسكرية التي حققها الجيش العربي السوري في منطقتي ريف دمشق وريف القصير والتي عطلت دور لبنان كورقة ضاغطة على النظام السوري كما تريد أميركا وكما استعملته خلال السنتين الماضيتين من الأزمة السورية”.

وبهذا يتأكد أن الهدف العام للزيارة هو دراسة إمكانية إعادة صياغة الواقع اللبناني عسكريا للتغلب على المستجد في سورية الذي أفقد أميركا قدرة استخدام لبنان في الواقع السوري. ما يؤشر بشكل قوي إلى أن أمريكا تحضر الميدان لما يمكن تسميته بـ “الإنفجار الكبير”، حتى تتحكم بأوراق اللعبة فلا تضيع منها المنطقة بالكامل، من خلال تحضير القوى التي ستواجه حزب الله في الداخل اللبناني لتمنع وصول السلاح النوعي الكاسر للتوازن الذي هدد الأسد بتزويد المقاومة اللبنانية به قريبا، وفتح الحدود بين لبنان وسوريا في الشمال لضخ المزيد من السلاح النوعي والإرهابيين لسفك الدم السوري وإحداث المزيد من الدمار والخراب في أرض الشام.

وقد كان لافتا أن يخرج اليوم الخميس كل من مستشار الأمن القومي للرئيس الروسي ‘بوتين’ ووزير خارجية حكومته ‘سيرغى لافروف’ بمناسبة انعقاد مؤتمر موسكو للأمن القومي، ويصرحون بما مفاده، أن روسيا تتوقع اضطرابات مؤلمة وطويلة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بسبب إصرار قوة كبرى (في إشارة إلى أمريكا) على تغيير الأنظمة بالقوة ضدا في شرعة الأمم المتحدة، وتمويل وتسليح الإضطرابات عبر أدوات إقليمية لإحداث الفوضى التي تمكنها من الحفاظ على هيمنتها على المنطقة والعالم. وقال أن تداعيات هذه الفوضى ستعبر الحدود لتأثر على أمن واستقرار بلدان أوروبا. وهو ما يعني أن إجتماع “جنيف 2″ مصيره الفشل، ما دامت أمريكا غير مستعدة لإقتسام نفوذها مع روسيا والصين حتى لو خربت المنطقة، ما دام الدم الذي يسيل ليس دما أمريكيا. لكن هناك معنى كبيرا وخطيرا لهذا الإقرار الروسي، ومفاده، أن أمريكا اتخذت قرارا حاسما بتدمير العالم العربي من الماء إلى الماء وإعادته إلى العصر الحجري حتى لا تقوم له قائمة، فيما العربان يتنافسون على إرضاء إسرائيل وخدمة أمريكا التي تتربص بهم شرا.

إسرائيل من جهتها تعرف أن الأزمة السورية قد دخلت أيامها الأخيرة، وشارفت على الانتهاء في أفق نهاية العام الجاري، وكل المؤشرات تدل على أنها باتت محسومة لصالح الدولة السورية وقيادتها، وتقول هذه التقديرات الإسرائيلية أن القيادة السورية تمكنت من تحقيق وإحراز العديد من الأهداف الميدانية التي تمنع فريق التآمر من استعادة زمام المبادرة. وتنقل مصادر غربية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: “أن الأمور في سوريا تتجه نحو الحسم الميداني لصالح النظام عشية الصعود على عتبة الحل السياسي، وأنه على المستوى السياسي الإسرائيلي يجب إعادة النظر في السياسة المتبعة والتوجهات الصادرة بتقديم دعم أكبر للإرهابيين، لأن التراجع عن إسناد العصابات الإرهابية قد يشعل الحدود مع سوريا والانزلاق سريعا الى حرب إقليمية، لذلك من مصلحة إسرائيل دعم الإرهاب في سورية ولبنان لإطالة عمر الأزمة حتى لا يجد النظام وحزب الله متنفسا ليفكر من خلاله في مواجهة الكيان الصهيوني. وفي هذا الصدد، كشف جون كيري اليوم الخميس من تل أبيب، أن الإدارة الأمريكية وضعت الجنرال “جون أليسون” بتصرف الجيش الصهيوني لتنسيق العمليات على الأرض، ما يشير إلى أن ثم خطة تصعيدية جديدة يتم التحضير لها ضد سورية ولبنان. لذلك قال وزير خارجية أمريكا ‘جون كيري’ الخميس من تل أبيب: “أن على الأسد أن لا يطمئن لإنجازاته الميدانية المؤقتة”، ووصفها بـ”المؤقتة” دليل واضح على أن ما يحضر لسورية من مخططات كفيل بإعادة خلط الأوراق من جديد في سورية والمنطقة.

وفي نفس السياق، كشفت وسائل إعلامية عن لقاءات أمنية سرية عقدت نهاية الاسبوع الماضي بين مسؤولين أمنيين سعوديين وإسرائيليين، تناولت الموضوع السوري، والتنسيق المشترك للاستمرار في سفك دماء أبناء سوريا، ومحاولة إنقاذ العصابات الإرهابية التي يلحق بها الجيش السوري خسائر فادحة، وبعد يوم واحد فقط عقد لقاء أمني قطري إسرائيلي للغرض نفسه، أعقبه لقاء تركي إسرائيلي أمني تناول إمكانية شن هجمات عسكرية على سوريا وفق ما كشفت صحيفة “المنار” المقدسية الأربعاء. كما جاءت زيارة ولي العهد السعودي أمس إلى تركية لتكتمل خيوط المؤامرة، حيث تم الإتفاق على أن تنخرط تركية بشكل أكبر في الصراع السوري مع إسرائيل من خلال ضخ المزيد من السلاح والإرهابيين، وربما التدخل العسكري المباشر من خلال قصف مواقع معينة في سورية، وهو ما بشر به ولي العهد السعودي بقوله للإعلام في ختام زيارته لتركية: “أن على الأمة أن تنتظر أخبارا طيبة قريبا”. وهو يقصد بذلك “الأمة السنية” طبعا، الأمر الذي يؤشر إلى احتمال التصعيد ضد سورية وحزب الله وإيران كذلك من قبل أمريكا وحلف الفاشلين في المنطقة.

الدور السعودي الخبيث الذي يلعبه النظام الوهابي ضد محور المقاومة ليس جديدا، فقد كشف مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى وفق ما أفادت صحيفة ‘المنار’ المقدسية’ الأربعاء، أن اعتقاد وإيمان السعودية بالدور الإسرائيلي جعلها ودول خليجية أخرى على استعداد لتقديم كل ما تطلبه منها تل أبيب، مقابل مواصلة التحريض على إيران في دوائر صنع القرار في العالم، لفرض المزيد من العقوبات عليها. ويكشف المسؤول الإسرائيلي عن أن السعودية قدمت الكثير من الخدمات لإسرائيل خلال السنوات الأخيرة، وهي خدمات تعاظمت في الأشهر الأخيرة خاصة في الميدان الأمني والاستخباري، وتحولت الرياض الى ذراع يعمل لصالح إسرائيل في المنطقة. وتحدث المسؤول الإسرائيلي عن أن السعودية عقدت عشرات الصفقات بمختلف أنواعها ومجالاتها مع الشركات الأمنية الإسرائيلية، كشكل من أشكال المكافأة لجهود الكيان العبري.

والحقيقة أن ما كشفه المسؤول الإسرائيلي ليس بغريب على النظام الوهابي ألتلمودي المحتل لشبه الجزيرة العربية، ولم يعد يخفى على أحد الدور الذي تلعبه السعودية ودول خليجية في دعمها للعصابات الإرهابية في سوريا، وهو دور متناغم ويتماهى مع الرغبات والآمال الإسرائيلية في رؤية الدولة السورية مدمرة، وحزب الله مهزوم ومنزوع السلاح، وإيران مقصوصة الأجنحة ومحاصرة بعيدا عن المنطقة العربية، حتى لو أدى الأمر إلى تدخل عسكري إقليمي تقوده تركية وإسرائيل والسعودية والإمارات والأردن. وهذا ما جعل السفير السوري في عمان بهجت ‘سليمان’ يحذر الحكومة الأردنية من اللعب بالنار بشأن الأزمة السورية.

وفيما له علاقة بالأردن، فقد أصبح واضحا اليوم انخراط النظام في هذا البلد في المؤامرة الدولية على محور المقاومة الممتد من لبنان إلى إيران. فتصريح رئيس الوزراء عبد لله النسور الأخير بحاجة الأردن إلى بطاريات ‘باتريوت’ على الحدود مع سورية يؤكد هذا المنحى. أما تبريره ذلك بتوفير “الحماية” للاجئين السوريين فلا يعدو أن يكون نوع من الإستغباء والإستهزاء بالعقول. كما لا يمكن فهم هذه الخطوة الخطيرة في إطار بحث الأردن عن تحصين موقعه ضد أي هجوم سوري محتمل إلا إذا كان أمرا جللا وشيئا خطيرا يحضر في الخفاء ضد سورية، والأردن جزء من هذه المؤامرة الجديدة، ما استدعى طلب هذا النوع من البطاريات. كما قد يكون الأمر مرتبط بهجوم محتمل من قبل إسرائيل على مواقع نووية إيرانية، وتم الإتفاق مع الأردن على حماية إسرائيل من الصواريخ الإيرانية التي قد تمطر سمائها، مثل ما تم تزويد تركية بهذه البطاريات لنفس الغاية، مع السماح لطائرات حربية إسرائيلية بالمرابطة في مطار عسكري جنوب تركية منذ أزيد من أسبوعين في إنتظار أمر مهمة جديد. ما يعزز احتمال إشتعال المنطقة بحرب مفاجأة تفجرها إسرائيل.

ووفق ما ذكر مراقبون فإن هناك لغزا مخفيا ورابطا سريا غامضا لم يتضح بعد بين عمان وواشنطن وتل أبيب وتركية، له علاقة بسيناريوهات أعدت للمنطقة، يعتقد أنه سيتم تنفيذها مباشرة بعد مؤتمر “جنيف 2″، الذي وضعت كل الترتيبات اللازمة لإفشاله، وفق خطة أعدتها واشنطن وأملتها على المعارضة السورية لتحميل الأسد مسؤولية هذا الفشل المرتقب.. وفي ذات السياق أتى بيان اجتماع “أصدقاء إسرائيل وأعداء الشعب السوري” في الأردن، وتصريح معاد الخطيب، ليضعا شروطا مستحيلة التحقيق، ومفادها، أن تمتلك الحكومة الإنتقالية المقبلة في سورية كل القرارات السيادية بما فيها السلطة على المؤسسات وخصوصا الجيش العربي السوري، وضرورة مغادرة بشار الأسد دمشق في ظرف 20 يوما. وزعمت مصادر أردنية وفق ما نشرته جريدة الأخبار اللبنانية الخميس 23/05/2013، أن: “أمريكا وروسيا متفقتان على حكومة انتقالية ورحيل الأسد، وأنه في حال رفضه فإنها الحرب”…

كما أن انفجار إجتماع الجامعة العربية الخميس بالقاهرة وتعليقه دون إصدار بيان ختامي أو عقد ندوة صحفية لإيضاح ما حدث، يدل على أن المؤامرة تعثرت على مستوى الجامعة، بسبب معارضة وزير خارجية الجزائر ووزير خارجية العراق على تضمين البيان الختامي توصية بضرورة رحيل الأسد، لينسجم الموقف العربي مع بيان مؤتمر “المعارضة” في الأردن و إسطنبول، ما من شأنه إفشال “جنيف 2″ وتحميل الأسد مسؤولية ذلك برفضه الإنصياع لقرارات المجتمع الدولي.

أما سورية، فواعية لما تحضر له قوات التآمر الدولية، وفي هذا الصدد، يؤكد مراقبون أن المنطقة الشمالية في محيط نهر اليرموك بين الأردن وسوريا بمحاذاة إسرائيل تشهد نشاطا مجنونا في البعد الإستراتيجي والأمني والعسكري من قبل كل الأطراف، حيث يعمل الجيش العربي السوري حاليا على تنظيف هذه المنطقة من كل مراكز قوى المعارضة بسبب تمركز قوى أمريكية مشبوهة (200 من المارينز الذين وصلوا قبل أيام إلى الأردن وانضموا إلى 150 من الجنود المتواجدين هناك، وتتحدث مصادر عن آلاف من المارينز). وهناك احتمال قوي يتردد حاليا حول محاولة جديدة لإحياء مشروع فرض منطقة عازلة ممتدة من الجولان إلى الحدود الأردنية، لمنع أي هجوم سوري محتمل على إسرائيل والأردن، بعد فتح جبهة الجولان للمقاومة وإعلان السيد حسن نصر الله الإنضمام إليها.

في شهر يونيو 2012 قامت الدفاعات الجوية السورية بإسقاط طائرة فانتوم تركية ـ أمريكية الصنع، كانت في مهمة غامضة قرب الحدود بين البلدين. الطائرة أسقطت قرب القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، وتبين فيما بعد أن الطائرة التركية كانت في مهمة لجس النبض واختبار رد الفعل السوري لمعرفة قوة الدفاعات الجوية التي تحدث عنها الروسي عندما قال في وقت سابق للحادثة أن سماء سورية مقفلة على الطيران المعتدي. أمريكا وإسرائيل وحلف الناتو فهموا الرسالة، وتيقنوا بأن سورية ليست ليبيا، وأن أية مغامرة عسكرية من حلف الناتو لن تكون محمودة العواقب، لذلك تراجع الحديث عن التدخل العسكري وخلق منطقة عازلة على الحدود التركية السورية، وتم التركيز على استنزاف سورية وتدميرها من الداخل عبر ضخ عصابات الإجرام والإرهاب العابر للحدود والقارات.

لكن إسرائيل لم تكن مقتنعة بقدرة الدفاعات الجوية السورية على التصدي لهجمات عسكرية مكثفة ومركزة من خلال القصف السجادي الجوي، فأقدمت على ضرب مركز ‘جمرايا’ في فبراير من هذا العام انطلاقا من الأراضي اللبنانية، ثم عاودت المغامرة بطائرات “ف 18′ المتطورة على ضاحية دمشق والمطار انطلاقا من البحر على بعد 100 كلم من المواقع المستهدفة بصواريخ دقيقة موجهة، دون أن تكون مضطرة لاختراق سماء سورية. وعلى إثر هذا العدوان، خرج السيناتور الجمهوري ‘جون ماكين’، المعروف بتأييده المطلق لإسرائيل، ليقول : “الغارة الإسرائيلية على ضاحية دمشق والمطار أثبتت أن دفاعات الأسد الجوية ليست بالقوة والدقة التي تم الحديث عنها من قبل”. وطالب بإعادة النظر في قرار إنشاء منطقة عازلة تكون على الحدود بين سورية والجولان المحتل.

روسيا من جهتها فهمت اللعبة الإسرائيلية، وتيقنت أن هذه الأخيرة ستضغط في اتجاه تدخل عسكري ضد سورية بعد أن اكتشفت ثغرة الهجوم على مواقع استراتيجية سورية بصواريخ ذكية عن بعد من خارج المجال الجوي السوري، فقررت تزويد سورية بست (6) بطاريات من منظومة صواريخ S-300 التي باستطاعتها التعامل مع هذا النوع الجديد من التهديد، حيث بإمكان بطارية واحدة التعامل مع 12 هدفا في نفس الوقت حتى لو كانوا على بعد 200 كلم، أي فوق المجال الجوي لتل أبيب، ما أغضب أمريكا وأقلق إسرائيل بشكل جدي، فعاد الناتو ليؤكد عدم رغبته التدخل في سورية.

لكن يومية “يو إس إيه توداي” قالت قبل يومين أن خبراء أميركيون يعتقدون بإمكانية استهداف منظومة الدفاع الجوية الروسية المتطورة S-300، عبر شن هجمات إلكترونية “لإصابة الدفاعات السورية بالعمى دون إطلاق طلقة واحدة”، موضحة على لسان خبراء عسكريين إن الاستهداف قد يتم عبر “تسليط هجمات الكترونية تتضمن إدخال برامج خبيثة (فيروسات)، تشن من طائرات مزودة بأجهزة تشويش على الرادار”. وهو ما نفته روسيا مؤكدة أن التكنولوجيا الجديدة المستعملة من قبل هذه البطاريات محصنة ضد الاختراق.

لكن الجديد في الأمر، هو ما أوردته صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ نهاية الأسبوع المنصرم (19/5/2013)، حيث كشفت أن جمهوريين وديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي وقعوا قرارا بتعديل قانون مكافحة الإرهاب المعمول به منذ 2001، بما يسمح باستعمال القوة العسكرية لمطاردة الجماعات الإرهابية التابعة للقاعدة في البلدان التي تنشط بها. وقد دافع السيناتور الصهيوني ‘جون ماكين’ على هذا التعديل مؤكدا أنه لابد من إعادة تحين القانون بسبب التغيير الجذري الذي حدث في الحرب ضد القاعدة والجماعات التابعة لها والتطرف الإسلاموي منذ 2001. ومن شأن هذا التعديل أن يتيح للجيش الأمريكي التدخل في أي بلد لملاحقة الجماعات الإرهابية التابعة للقاعدة، الأمر الذي يطرح مسألة السيادة الوطنية لهذه البلدان.

ويثير مقترح التعديل مخاوف البلدان التي تنشط داخلها جماعات إرهابية ترتبط بالقاعدة، ومن بينها الجزائر، التي تعنى أكثـر بالقانون، باعتبار أن القاعدة تنشط بداخلها وباعتبار أن نفس التنظيم يرابط في منطقة الساحل كذلك.

لكن المفاجئة جاءت من ‘جون ماكين’ الذي دافع بإلحاح عن تعديل هذا القانون، والذي سبق أن دعم القيام بضربات جوية في سوريا، ويروج حاليا لفكرة استعمال طائرات دون طيار في أرض الشام، خاصة أن بها مجموعة إرهابية تطلق على نفسها “جبهة النصرة”، أعلنت تبعيتها لتنظيم القاعدة، حيث قال ‘جون ماكاين’: “إنه بإمكان الولايات المتحدة استعمال القوة ضد هذه الجماعة في سورية”. وبالرغم من أن جبهة النصرة كما القاعدة هما وجهان لعملة واحدة تصرفها أمريكا والسعودية في الساحة السورية، وبالتالي لا تهدد أمريكا بأي حال من الأحوال، ما يجعل من تعديل هذا القانون تهديدا خطيرا لسورية، ومحاولة خبيثة لإستعمال الطائرات من دون طيار لإغتيال الرئيس ‘بشار الأسد’ الذي لا يتخذ الإحتياطات الكافية في خرجاته وتنقلاته. ويرى مراقبون، أن هذا الهدف (إن تحقق لا قدر الله) من شأنه أن يحسم الصراع في سورية بأقل تكلفة. ويرجح أن تستعمل هذه الطائرات الحاملة للصواريخ الدقيقة من الأردن وإسرائيل وتركية.

هذا القانون تم تعديله وتوقيعه من قبل الرئيس ‘باراك أوباما’ اليوم الخميس 23/05/2013، حيث قال: “أن أمريكا لا يمكنها أن تتدخل عسكريا في كل البلدان التي ينشط فيها الإرهاب، لكن بفضل هذه الوسيلة (الطائرات بدون طيار) يمكنها أن تقوم بعمليات موضعية ضد إرهابيين خطيرين في أي مكان”.

بعـــد القصيـــر.. لبنــــــان ثم سورية ثم الكارثة

3/5/13525/ تح: علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
fras
2013-05-25
لذلك كان اغلب الناس يحذرون من المخطط من المظاهرات الغربية هذه المظاهرات التي ظاهرها الدفاع عن (حقوق السنة المغتصبة والتهميش) بينما الحقيقة السيطرة على العراق بالكامل وجزر ابنائه جزرا وبدون رحمة كما فعل بالجنود والمختطفين واني احذر اولئك الذين مخدوعين بالشعارات المزيفة التي ترفع والتي لاتنطلي على اغبى الناس وكلما كان هناك تراجع على الساحة السوري بالنسبة للارهابيين يؤثر على قادة ساحات (الغدر والخيانة )لذا ندعو كافة الساسة الشيعة ان يعوا خطر هذه المرحلة لانها مرحلة وجود اما صم الاذان لايفيد في شئ
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك