المقالات

أي مبادرة يتحدث عنها الحكيم ؟

410 13:24:00 2013-05-25

احمد عبد راضي

معروف ان النوايا هي التي ينظر الله اليها وهي المعتمدة لديه في سجل الاعمال وليس غيرها ، فكم من رجل اراد بالناس خيرا وبذل دون ذلك الغالي والنفيس الا انهم بغضوه وحاربوه ولكنه مرضي عند الله ، وكم من رجل بذل ماله وجهده دون ان يحضى بمرضاة الله لانه لم يكن مخلصا لله ، شخص كان يقود سيارته مسرعا فقابله في (السايد) الثاني رجل مسرع يعاكسه في الاتجاه ، فقال له .. كلب ، فامتعض الاول وغضب واستمر مسرعا حتى اصطدم بكلب كان يقف على قارعة الطريق ، الرجل كان يحذره لكنه فهم انه يسبّه ، وهذا قطعا يلاحظه الله ويميزه ويفرز بين الامرين فالتحذير كان انسانيا جدا ، الغاية منه المحافظة على حياته لكنه لم يفهم ذلك .احيانا النوايا تكون حسنة لكن لمن يفهمها ويقدرها ، او لمن هو بحاجة اليها او ان يكون ممن يبحثون فعلا عن الحلول المناسبة والناجعة ، فاذا لم تتوفر اي من هذه الشروط او العوامل ستكون المبادرة قطعا في غير محلها او ربما في غير وقتها .لست الوم السيد الحكيم على مبادرته الاخيره التي دعا فيها جميع الاطراف الى تحريم الدم العراقي والوقوف صفا واحدا ضد الارهاب ، فهي كسابقاتها مبادرة خيرة ولا غرو ان تكون خيرة فهي مبادرة لسليل المرجعية وابنها البار ، ولكن لمن اطلق السيد الحكيم هذه المبادرة ؟ هذا هو السؤال الذي يجب ان نجيب عليه ، فالاطراف المتنازعة مختلفة النزعات والاراء والتوجهات ، ويتفق معي الجميع ان الكثير منها لا يهمه استقرار البلد او اتساع رقعة الامن والامان فيه ، فالنوايا غير واضحة والسلوكيات تشير وبما لا يقبل الشك ان هناك من لايريد بهذا البلد خيرا وان كان يشغل مفصلا مهما من مفاصل الدولة ، شاهدنا ذلك وسمعناه وعرفناه بالعين المجردة ودون مؤثرات صورية او صوتية ، بعض الساسة لا ينفع معهم (الفوتوشوب) فنواياهم واضحة وانيابهم مكشرة وجرائمهم عرفها الشعب واكتوى بنارها ، السؤال هو كم ستكون المبادرة مؤثرة في هؤلاء ، علما ان (هؤلاء) كثر ، لا اقول ذلك جزافا ، الحقائق تؤكد ذلك وبقوة ، فكم مسؤول عراقي فاسد ؟، كم مسؤول عراقي باع بلده مقابل مبالغ مالية ؟ ، كم مسؤول كبير ونافذ استغل منصبه لقتل ابناء البلد؟ ، كم مسؤول جند الناس ومدهم بالمال والسلاح لقتل العراقيين؟ ، والمصيبة ان الكثير من العراقيين قتلوا باياد واموال عراقية ، فضلا عن التخطيط والقيادة وادارة العمليات ، لست ممن يخالف ليعرف ولكن مبادرة السيد الحكيم ستنجح ويكون لها صدى واسعا في حال كانت الاطراف تبحث بصدق عن حلول وعن مبادرات وترمي الى خلق اجواء مستقرة ، ولكن مع كل ما سلف فان نسبة نجاح هكذا مبادرات ستكون ضئيلة ، وهذا لا يعني انك ايها الحكيم قد اخطأت ، ابدا ، ولكنك ولدت في غير زمنك ، فاصبر ان وعد الله حق .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك