المقالات

سراب النجاح...

420 18:55:00 2013-05-25

الإسلام يؤمن أن العمل السياسي يحتاج إلى حُنكة وحِكمة وقُدرة على توظيف الأحداث للوصول للغايات، ضمن مُحددات شرعية وأخلاقية معروفة، لايمكن تجاوزها، ولايوجد في الإسلام شي مُطلق ضمن مبدء الغاية تُبرر الوسيلة، إلا اذا تَخلى مَن يؤمن بذلك عن إنتمائه للإسلام، فلإسلام يُقر أن الوسائل من جنس الغايات.  فمن يُريد الخدمة في أي مَجال لايُمكن أن يستخدم وسائل غير شرعية للوصول، وهذا هو قياس لتمييز اصحاب الاهداف السامية عن سِواهم، فمتى كانت الوسائل ملتوية وغير مشروعة لايمكن أن تنتج حالة إطمئنان وثقة بالغايات المعلنة، أوقد تنتج مايطمح إليه المواطن. وعندما نتصفح أوراق التاريخ نجد أن الإنحراف ابتدأ مع استخدام المناورات الغير مشروعة في العمل السياسي، لذا لم يثمر عن اي نجاح، والدولة الاسلامية التي صعدت سريعا في بعض مراحل حياتها، بوسائل القوة الغير مشروعة والكذب والدهاء والتأمر والقتل، كما في الفتوحات الاسلامية وماذا انتجت اليوم..؟  امة مريضة في كل شيء عقائد فاسدة اصبحت محط تندر من المسلمين انفسهم..!  تبعية ذليلة امام العدو الأول للإسلام، تخلف في كل المجالات، شعوب تعيش على الهامش وسط عالم متصارع الأفكار كل يريد ان يثبت وجوده، خيراتها يمول بها اعدائها، حكام كل مافيهم سيء، فهم أرذل وأشر مواطنيها. وكل هذا يعود الى الميكافيلية الذي استخدمها حكام الامة قبل ان ينظر له الايطالي ميكافيلي في كتابه( الأمير)، حيث سبقة لذلك معاوية مثلا.  ربما العقليه الصحراوية التي عليها العرب واستصحابها معهم لجسد الدولة الإسلامية كان سبب، أو أن التدخل الخارجي في الدولة الإسلامية مع بداية نشوءها هو من رسم طريق هذه الامة. وعلى هذا أصبحت عقلية معظم المسلمين تعتقد أن السياسة البارعة هي خداع ومكر ونكث وعود.  والحقوق أو توفير الامن والمنعة لاطريق له إلا بالتشدد والنفاق والتلون، وأن الناجح سياسيا هو الأكثر دهاء وقدرة على التأمر، رغم انهم يحصدون يوميا نتائج هذه السياسة ويلات وتخلف.  اما سياسة الإسلام التي تؤمن بأن السياسة حكمة وحنكة وتحكم بضوابط وشروط شرعية أخلاقية، غدت غريبة ومستهجنة ومن يمارسها ويؤمن بها يعده البعض غير متمكن من العمل السياسي، ولايمكن أن يُعيد حق أو يوفر إستقرار..! ويعلل امير المؤمنين لاهل الكوفة حيث يخاطبهم ( يااهل الكوفة اتروني لااعلم مايصلحكم؟بلى ولكني اكره ان اصلحكم بفساد نفسي)،  وهذا عين مانشهده في العراق، حيث يعتقد البعض ان من يدعون للوحدة والشراكة الحقيقية والحوار والتنازلات المتبادلة ناتجه عن ضعف فيهم ..!  أو أن من يمارس سياسة الإسلام اليوم يوصم بأخفاء نواياه الحقيقية وأهدافه البعيدة، ويتم التأليب ضده تحت هذه التهمة.  لان هذا مايسود العالم ألإسلامي اليوم، حيث يشيع اعداء الاسلام ضد الدول التي تقف بوجه مشاريعهم التي تريد بالامة الشر، بأن هذه الدول لها اهداف بعيدة تهدف للسيطرة على الشعوب الإسلامية والعربية..!  كما يحصل مع الجُمهورية الإسلامية الايرانية، والغريب أن المسلمين يدعون لسياسة الإسلام ويبشرون بها ويدعون لها، ويعادون من يمارسها..! لذا نجد ان اضعف القوى السياسة في الساحة هي تلك القوى التي تؤمن بمباديء وقيم وترفع شعارات من جنس الاهداف، وتمارس سياسة معتدله تسعى للم الشمل ومنح الكل فرصة المساهمة في بناء البلد، وضعفها ناتج من صدقيتها، والتزامها ازاء ماتقول وتدعي. حيث تتعامل مع قوى تمسي بموقف وتصبح بأخر، وتتلاعب بمشاعر المواطن وتغير الحقائق، وهذا سر قوتها انها تطرح سراب النجاح.. لكن الأكيد أن هذه السياسة مصيرُها الفشل لأن السراب سيكشف في النهاية...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك