هادي ندا المالكي
تتزايد في المنطقة الغربية هذه الأيام وخاصة في ساحات الاعتصام صيحات الاتجاه إلى تشكيل الأقاليم بحجة التخلص من سطوة المركز وتفرده بالسلطة في وقت كان الحديث عن الفدرالية حتى وقت قريب خطيئة كبرى يتهم كل من يتحدث عنها بالعمالة والخيانة والسعي الى تقسيم العراق رغم ان الدعوات السابقة دعوات حقيقية للفدرالية اما الدعوات الحالية فإنها دعوات للتقسيم والاحتراب خاصة في ظل سيطرة المتشددين والعصابات الإرهابية على سلطة القرار في ساحات الاعتصام التي تشهدها محافظات الموصل والانبار وصلاح الدين والحويجة في كركوك ذات الوضع الخاص اما ديالى فانها خالية من ساحة للاعتصام كما هي في محافظات المثلث السني.والدعوة للإقليم في هذا الوقت دعوة حق يراد بها باطل لان الأوضاع السياسية في العراق عامة وفي مناطق الأكثرية السنية"الانبار وصلاح الدين والموصل" ليست مهيأة لمثل هذا الحدث الكبير لان تحقق أهدافها لان أصحاب الدعوة الى الإقليم في هذه المحافظات أصوات مأجورة ومدفوعة الثمن وليس همها الخوف على مصالح الناس وحمايتهم بقدر تنفيذها لأجندات خارجية تابعة الى إمارات وممالك الخليج والكيان الصهيوني وتركيا وهي امتداد لأصوات القتلة والمجرمين في سوريا وفي بعض دول الجوار.والحديث عن تشكيل الإقليم السني قد لا يكون حديثا عاطفيا في حال التطبيق لان هذا الإقليم غير مهيأ نفسيا وسياسيا واقتصاديا وإداريا وقد يكون تشكيله بابا للاقتتال بين المكونات السنية خاصة في ظل تعدد مصادر القرار وعدم وجود قيادة موحدة مقابل تواجد هذا الكم الهائل من القيادات العشائرية والدينية والسياسية والصحوات والمجاميع الإرهابية من أتباع تنظيم القاعدة والبعثيين.كما ان المثلث السني قد ينفرط عقده ولا يحقق مراده اذا ما عرفنا ان كركوك وديالى خارج هذا الإقليم، فكركوك لها وضعها الخاص في الدستور العراقي وليس هذا فقط فالأكراد لن يدخلوا في نقاش مع السنة في هذا الموضوع كما ان التركمان لن يكونوا طرفا محايدا بل ستكون لهم كلمة لكن ليست مع الدخول في الإقليم السني إذا ما خيروا بين السلة والذلة ولن يكون للحويجة صوت كافي للالتحاق بجاراتها من اجل الاستمرار بصنع الدسائس والمكائد، أما ديالى التي أظهرت الانتخابات الأخيرة أنها في اتجاه المكون الشيعي أكثر مما هي باتجاه المكون السني بعد ان أفرزت الانتخابات واقعها الحقيقي ومنحت أكثريتها للمكون الشيعي هذه الأكثرية تعززها علاقة متينة مع الكرد الذين يحظون بموطئ قدم في مناطق معينة من ديالى وهذه الأكثرية سوف تقف حائلا ايضا دون دخول ديالى في ركب اقليم السنة المبشر به .ان اقتصار الاقليم السني على محافظات ثلاث سيكون عامل إحباط للدعاة لهذا الإقليم لان هذه المحافظات لن يكون بإمكانها تحقق الهدف المنشود ولن تكون قادرة على تحقيق فرص نجاح حقيقية على مدى المستقبل المنظور من كافة الأصعدة وستكتب شهادة موت الاقليم قبل ولادته لهذا فليس هناك فرصة حقيقية لتشكيل الإقليم في هذا الوقت طالما ان المغزى الحقيقي هو التقسيم والحصول على اكبر منافع على الأرض كونها ستصطدم بخيارات الأطراف الأخرى والتي تمتلك المؤهلات الحقيقية للدفاع والتمسك بخياراتها.ان من سوء حظ دعاة فدرالية التقسيم في المناطق الغربية ان خياراتهم محدودة جدا على عكس الأطراف الأخرى التي تمتلك خيارات المال والسلطة والقوة والنفوذ.
https://telegram.me/buratha