رياض ابو رغيف
يروى في تراثنا الشعبي ان رجلا يدعى (فويلح ) جرب كل الاعمال وامتهن شتى المهن وكان لا يجني منها الا الرزق القليل كما هو حظه العاثر ولان الناس كانو يرأفون بحاله ويؤلمهم قلة رزقه اقترحوا عليه ان يشتري صقرا ويرافق (الصكارين ) حين خروجهم للصيد لعل هذا الصقر يقتنص له غزالا او ارنبا او معزة فيجني ببيعه شيئا يعينه على فقره .وبالفعل عمل فويلح بنصيحة من نصحه واستدان مبلغا واشترى صقرا ورافق الصيادين الى حيث الغنائم والقنائص .... اطلق فويلح صقره كما فعل رفاقه وانتظر بصبر ما قد يجلبه اليه من غنيمة ورزق مل انتظاره وجزع من قلته ...وبدات الصقور تعود وكلما عاد احدها تلقف صاحبه الغنيمة غزالا او معزة او ارنبا اما (صكر فويلح ) فقد حلق فارشا جناحه يحوم فوق راس صاحبه ...ثم القى علي فويلح ثعبانا كبيرا كان هو حظه من صيد الصقر ....فصارت قصة "(صكر فويلح ) مثلا يطلق على من قل نصيبه وعثر حظه ...ولاننا تعيسوا الحظ قليلو النصيب فان شأننا صار مثل شأن صاحبنا (فويلح ) لم ننل من كل ما جرى في العراق من احداث وتغيير وتغير غير (الثعابين ) التي انهالت علينا واضرمت انيابها فينا فمنذ ان جرى التغيير في العراق وسقط نظام البعث بقضه وقضيضه والعراق تنهش لحمه الافاعي السامة التي حملتها الينا صقور شتى وجوارح عديدة .... البعثيون افاعي اختفت في جحور الظلام تخرج الينا كلما جاعت لتاكل من لحومنا الحي قتلا وتفجيرا وسفكا لدمائنا بعد ان اورثوا بلادنا وشعبنا القهر والحرمان والجهل والامية وسؤ الحال وخراب النفوس قبل الاجساد وبعد ان اورثو العراق خرابا اقتصاديا واجتماعيا وفي كل المجالات ....وحملت الينا غربان الاحتلال ثعابين التفرق والفرقة والفتنة والخراب...وجاءت أكلات الجيف او (مايسمى بالمقاومة ) بافاعي القتل والذبح والطائفية والتكفير واشعال الفتن واسقط على رووسنا سياسيوا مابعد السقوط افاعي الفساد والافساد والسرقة والتزوير وكل قاذورات الدنيا .ثم ما فتأت تلك الافاعي تقاتل بعضها بعضا وتعصر بعضها بعضا وهي في قتالها هذا تنهش لحومنا وتهدد حياتنا وحياة ابنائنا .وكل يوم (صكر فويلح العراق ) يحمل الينا فتنة شيوخ الحروب وامراء النكبات ليسقطوها افعى ضارية تاكل اشلائنا وتطحن عظامنا .تلك الجوارح الضارية الحاملة بين مخالبها اشد الافاعي فتكا فينا تتجنب ان يجرح بعضها بعضا فتعتزل القتال والعراك ولا تستخدم مناقيرها ومخالبها .تقف هناك فوق الاشجار العالية والصخور المرتفعة تراقب افاعيها تنهش اجساد العراقيين الخائرة .ثم تحلق وتحوم فوق مجازرها الرهيبة و تهوي لتاكل قلوبنا واكبادنا وتلعق دمائنا ولا تشبع هكذا تعيد الكرة تلو الكرة قادمة من خلف اسوار العراق حاملة بين مخالبها افاعي جديدة اشد ضراوة واكثر فتكا .صكر فويلح حمل لفويلح افعى حظه العاثر ....اما (صكورنا ) فحملت لنا افاعي الشر والقتل والهلاك من كل مكان ....
https://telegram.me/buratha