المقالات

طلاسم..طلاسم..دولة طلاسم..!

1463 10:18:00 2013-05-26

توصف حكومات الشعوب بأوصاف عديدة إستحقتها لأسباب عديدة أيضا، منها حسب أدائها سلبا أو إيجابا، ومنها لوجود طيف معين يمسك زمام الأمور فيها، ومنها لأسباب  تشكلها مثل الحكومة الحديدية وحكومة الفقراء أو حكومة النهضة و حكومة إنقاذ..

ولقد حازت حكومتنا بجدارة على واحد من مثل هذه الألقاب، ولكن غير أي من تلك التي سميناها.. إذ حصلت على لقب اختصت به وبعد تصنيفها من مؤسسات عالمية وإقليمية وبدرجات عالية من الدقة والتشخيص،  على أنها من بين الحكومات الأولى بالفساد الإداري والمالي.. وفي وقت مبكر وصفها رجل حكيم بنظرة إستباقية بأنها حكومة أزمات، في حينها لم يلتفت البعض وربما الجميع لهذا القول، ولكن سرعان ما اجتمع عليه الجميع، وصرحوا به بقول مباشر أو غير مباشر ولكن بعد فوات الاوان.

بيد أن ثمة صفة أخرى يراها البعض وأنا منهم، ممن  لا يجيدون لعبه السياسة ولا يعرفون طريقا لدهاليزها ، فأناس بسطاء مثلي يقرؤون الصحف ويصدقون ما كتب بها، ويستمعون الى تصريحات الساسة ويتعاطفون معها، ..يرون أنها حكومة طلاسم..!..

أول طلاسمها من أول لحظات تشكلها طلاسم.. طلاسم..ولا يستطع احد حل واحد من طلاسمها، إلا  الذي عقد تلك الطلاسم، حيث صرح ساسة الحكومة أنهم أتوا من اجل المظلومين والمحرومين من جراء ظلم الحكم ألبعثي السابق، من شهداء وسجناء ومغيبين وضحايا الارهاب، ولكننا فوجئنا بأن أبطالنا المطلسمين قاموا باستثناء بعض من رموز النظام السابق، ممن يمجدون بالبعث، بل جرى بمثابرة عجيبة توليتهم مناصب عليا في الدولة، فيما تم إهمال مؤسسات السجناء والشهداء، وتسلم زمام قيادها بنيابة الى من ليس له علاقة بالشهداء أو السجناء..!

وفي جعبتنا طلسم آخر، تمثل في توقيع إتفافية أربيل، ثم تلاه توقيع التي ينصص على تسليح البيشمركة من أموال الدولة العراقية، وحل كل معوقات المادة140 وتسهيل تنفيذها، وإعطاء حزب الدعوة الحاكم وحزب البارزاني حق البت في القراءات المهمة والإستراتيجية في العراق، وهذا يدل على اتفاق على مستوى عالي من التفاهم، رغم ما عليه من ملاحظات..

ثم ينفتح طلسم آخر إذ تشتد الأزمة بين الكورد والحكومة، وتصل حد الصدام وتحشيد الجيوش لولا تدخل الحكماء في البلد، ثم الطلسم اللغزي بتحشيد الرأي العام والعشائر والقيام بتجييش البلد ضد الارهاب والارهابين، وإذا بنا نذهل أمام واقعة إخراج مئات الأرهابيين من السجون والمعتقلات تحت عنوان عريض لطلسم آخر هو طلسم المصالحة الوطنية بكلفتها الباهظة من دماء جديدة وأموال ضخمة..!

ولقد حاول ملايين العراقيين فك سر طلسم حكومة الشراكة الوطنية التي تدار معظم مؤسساتها بالوكالة من قبل رجال "رضي" عنهم واحد فقط أمسك بعدة وكالات، فرضوا عنه وأرضاهم..!

غير أن أعقد الطلاسم ما صرح به أبو الطلاسم، بذلك الطلسم الذي أفقدنا صوابنا وجعنا صرعى الذهول، أن يصرح أعلى مسؤول في الدولة انه يعرف من يقتل شعبه، ويعرف الأدوات المستخدمة في الجريمة، ويعرف الإرهابيين بأسمائهم ممن يريدون ان يدمروا العمليه السياسية و العراق برمته، ولكن هذا الذي يعرف كل شيء ولربما يعرف الغيب لا يتخذ آي إجراء ضد الذين يعرفهم.. خوفا على العملية السياسية أو خوفا من معركة الـ"بوكسات" حسب ما قال مرة في لقاء متلفز من قناة فضائية نحسب أنها لنا كقناة عراقية، غير أنها هي الأخرى طلسم آخر..!..

اغرب تلك الطلاسم أن يصرح مسؤول طاقوي ـ نسبة الى توليه زمام الطاقة ، بأن العراق وفي هذه السنة سوف يصدر الكهرباء..ولم يخبرنا جنابه كيف سيصدر كهرباءه  بينما لا يصل إنتاج الكهرباء داخل العراق الى 40% ..أحد الخبثاء قال أن أبو الطاقة سيصدر علب مشروبات الطاقة..!

لو دقق اي منا حوله..سيجد طلاسم أخرى ربما غابت عن حصرنا..

الطلسم ألأعظم متى تفك هذه الطلاسم؟!   

     

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عباس الساعدي
2013-05-27
هوه المالكي شلون صار ريئس وزراء هذه اكبر طلسم محيرني ليش التحلف مابيه بس الدعوه من جعفري للمالكي والباقين وين
صباح محسن
2013-05-26
أحسنت وأجدت وهناك مئآت الطلاسم بل ربماآلاف منها فكل مسؤول بالدولة العراقية هو طلسم لوحده..شكرا على الفكرة
كاظم /الخالص
2013-05-26
اخى الكاتب بعد التحية واضيف الى طلاسمك وهى صحيحة وحقيقية طلسم وهو اذا كان هذا الشخص له كل هذه القدرة على عرقلة مايريده الاخر فلماذا لاتجتمع الكرد والتحالف والعراقية وتخرجه وهم اكثرية وهو اقلية وتريحون العباد والبلاد ؟؟حدث العاقل بما لايعقل فان صدق فلاعقل له!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك