المقالات

مع الحوراء في محنتها.....

442 09:01:00 2013-05-26

عبدالله الجيزاني

ايه سيدتي.. يارفيقة الاحزان، في الخامسة تُزيد أو تقل عرفت الرزايا طريقها الى قلبِك الطاهر، فقد رَحل جدك المصطفى، وسمعتي وشاهدتي امك الزهراء تنعاه حتى ضج من انينها الاصحاب..! ليبني لها اباك بيت للاحزان.وفي خِضِم أحداث الإنقلاب وألم فراق ابيها نبي الامة، يعاجلها نفس الاصحاب بكسر ضلعها واسقاط اخاك الجنين محسن، وتُحرم من نحلتها من ابيها، وانتِ في عمر الطفولة تسمعين (صبت علي مصائب..) وتشاهدين الطاهرة المطهرة أم ابيها ونفسه التي بين جنبيه تأن من الالم ولاتقوى على الحركة.ايه سيدتي.. اي طفولة عشتيها مع الألم والدموع وفَراق الاحبة الواحد تلو الآخر، فلم يُمهلك القدر طويلا حتى رُزئتي بأمك وحبيبت جدك، لقد رحلت الزهراء، لتجدي نفسك بين أب مفجوع، وأخوة في مقتبل العمر أيتام، ومسئولية يجب ان تنهضي بها.ويتزوج أباك من أم البنين الطاهرة التي رفضت حتى اسمها كي لاتثير فيك مواجع فراق الام، لتنجب الكفيل الذي تربى بين أحضانك، تمر السنوات وواحده توصي الاخرى بأن لاتسمح للحزن ان يفارقك.ويضطر الاب لإنقاذ امةُ الإسلام ويتولى خلافة الامة، ليرحل وترحلوا إلى الكوفة حيث يمكن أن تتشكل دولة، على خلاف صحراء الحجاز، وهناك يعود الدهر من جديد ليقتل الاب الحاني عليك، على يد اشقى الاولين والاخرين.وبعد ان نلتي من الكوفة مانلتي، تعودي الى المدينة المنورة من جديد علها ترحم او تعتذر او قد تكتفي بما اصابك فيها من الرزايا مع صغر سنك، فتعاجلك بالسبط الحسن.ولايدوم المكوث طويلا حتى يتولى امر الدولة الاسلامية ارذل الاراذل، فيعود الركب من حيث أتى ومع من ..؟ مع العباس الذي تعهد وتكلفل رحلك. ايه سيدتي.. بماذا شعرتي عندما اخبرك اخيك الحسين بالرحيل الى حيث مصرع الإخوان وسبى حرم الرسالة وتتولي المسئولية الكبرى التي يعجز عنها اكثر الرجال صلابة وقدرة.ماذا دار في خلدك وانتي تتخيلي ذاك المنظر الحسين على الثرى مقطع، والعباس بلاكفوف، وزين العابدين يجر بالسلاسل رغم مرضه، والاطفال تأن من الرعب والعطش والجوع، والنساء ثكالى بين من فقدت ابن وبين من فقدت زوج. كيف كنتي سيدتي في حينها تسترقي النظر الى الحسين وابا الفضل وتتذكري انك ستفارقيهم بالصورة التي جرت لهم في كربلاء، كيف تحمل قلبك وانتي تتخيلي منظر شبيه رسول الله علي الاكبر وهو مقطع اربا اربا، والحسين يحمله الى المخيم ليضعه بين جثث اخوتك وابناء اخوتك وهم مجزرين كالاضاحي، كيف تحملتي منظر العليلة فاطمة بنت الحسين وهي تأن خلف رحلكم، وكيف كنتي عندما تكلمك رقية، وانتي على علم انها ستموت على منحر اباها.ايه سيدتي.. تلك الامة التي تدعي الانتماء لجدك فعلت بكم مالم تفعله اي امة باحد رعاياها وليس بعائلة كبير من كبارها ناهيك عن نبيها. ايه سيدتي.. هذا هو واقع الامة التي تدعي الإنتماء لجدك، بدل أن تضع لكم الخدم والحشم وتسلم عليكم بالإمرة فعلت ماشاهدتي، واليوم وحيث تمر رزية فقدك على اتباع جدك واباك، يقف اسلاف من فعلوا ماشاهدتي يحيطون بضريحك الطاهر لغرض التجرء عليه وتدنيسه.ايه سيدتي.. هم أخلاف لنفس الاسلاف امتهنوا القتل والتكفير والسب والشتم، وضعوا ايديهم بيد احفاد سرجون والهدف دين جدك واتباعه، وعزاء اتباعكم سيدتي انهم ينتظرون فرجكم ال محمد بظهور مهديكم ليثأر من ابناء الزرقاء وآكلة الاكباد، ويملئها عدلا وقسطا بعد ان ملئها ال سعود وال ثاني وال خليفة ظلما وجورا...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك