عبدالله الجيزاني
ايه سيدتي.. يارفيقة الاحزان، في الخامسة تُزيد أو تقل عرفت الرزايا طريقها الى قلبِك الطاهر، فقد رَحل جدك المصطفى، وسمعتي وشاهدتي امك الزهراء تنعاه حتى ضج من انينها الاصحاب..! ليبني لها اباك بيت للاحزان.وفي خِضِم أحداث الإنقلاب وألم فراق ابيها نبي الامة، يعاجلها نفس الاصحاب بكسر ضلعها واسقاط اخاك الجنين محسن، وتُحرم من نحلتها من ابيها، وانتِ في عمر الطفولة تسمعين (صبت علي مصائب..) وتشاهدين الطاهرة المطهرة أم ابيها ونفسه التي بين جنبيه تأن من الالم ولاتقوى على الحركة.ايه سيدتي.. اي طفولة عشتيها مع الألم والدموع وفَراق الاحبة الواحد تلو الآخر، فلم يُمهلك القدر طويلا حتى رُزئتي بأمك وحبيبت جدك، لقد رحلت الزهراء، لتجدي نفسك بين أب مفجوع، وأخوة في مقتبل العمر أيتام، ومسئولية يجب ان تنهضي بها.ويتزوج أباك من أم البنين الطاهرة التي رفضت حتى اسمها كي لاتثير فيك مواجع فراق الام، لتنجب الكفيل الذي تربى بين أحضانك، تمر السنوات وواحده توصي الاخرى بأن لاتسمح للحزن ان يفارقك.ويضطر الاب لإنقاذ امةُ الإسلام ويتولى خلافة الامة، ليرحل وترحلوا إلى الكوفة حيث يمكن أن تتشكل دولة، على خلاف صحراء الحجاز، وهناك يعود الدهر من جديد ليقتل الاب الحاني عليك، على يد اشقى الاولين والاخرين.وبعد ان نلتي من الكوفة مانلتي، تعودي الى المدينة المنورة من جديد علها ترحم او تعتذر او قد تكتفي بما اصابك فيها من الرزايا مع صغر سنك، فتعاجلك بالسبط الحسن.ولايدوم المكوث طويلا حتى يتولى امر الدولة الاسلامية ارذل الاراذل، فيعود الركب من حيث أتى ومع من ..؟ مع العباس الذي تعهد وتكلفل رحلك. ايه سيدتي.. بماذا شعرتي عندما اخبرك اخيك الحسين بالرحيل الى حيث مصرع الإخوان وسبى حرم الرسالة وتتولي المسئولية الكبرى التي يعجز عنها اكثر الرجال صلابة وقدرة.ماذا دار في خلدك وانتي تتخيلي ذاك المنظر الحسين على الثرى مقطع، والعباس بلاكفوف، وزين العابدين يجر بالسلاسل رغم مرضه، والاطفال تأن من الرعب والعطش والجوع، والنساء ثكالى بين من فقدت ابن وبين من فقدت زوج. كيف كنتي سيدتي في حينها تسترقي النظر الى الحسين وابا الفضل وتتذكري انك ستفارقيهم بالصورة التي جرت لهم في كربلاء، كيف تحمل قلبك وانتي تتخيلي منظر شبيه رسول الله علي الاكبر وهو مقطع اربا اربا، والحسين يحمله الى المخيم ليضعه بين جثث اخوتك وابناء اخوتك وهم مجزرين كالاضاحي، كيف تحملتي منظر العليلة فاطمة بنت الحسين وهي تأن خلف رحلكم، وكيف كنتي عندما تكلمك رقية، وانتي على علم انها ستموت على منحر اباها.ايه سيدتي.. تلك الامة التي تدعي الانتماء لجدك فعلت بكم مالم تفعله اي امة باحد رعاياها وليس بعائلة كبير من كبارها ناهيك عن نبيها. ايه سيدتي.. هذا هو واقع الامة التي تدعي الإنتماء لجدك، بدل أن تضع لكم الخدم والحشم وتسلم عليكم بالإمرة فعلت ماشاهدتي، واليوم وحيث تمر رزية فقدك على اتباع جدك واباك، يقف اسلاف من فعلوا ماشاهدتي يحيطون بضريحك الطاهر لغرض التجرء عليه وتدنيسه.ايه سيدتي.. هم أخلاف لنفس الاسلاف امتهنوا القتل والتكفير والسب والشتم، وضعوا ايديهم بيد احفاد سرجون والهدف دين جدك واتباعه، وعزاء اتباعكم سيدتي انهم ينتظرون فرجكم ال محمد بظهور مهديكم ليثأر من ابناء الزرقاء وآكلة الاكباد، ويملئها عدلا وقسطا بعد ان ملئها ال سعود وال ثاني وال خليفة ظلما وجورا...
https://telegram.me/buratha