حيدر عباس النداوي
قبل اسبوع تقريبا اطلق زعيم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم مبادرة منتظرة جديدة وهي واحدة من عشرات المبادرات الجيدة التي يطلقها بين فترة واخرى اما لترطيب الاوضاع السياسية المتازمة او من اجل النهوض بالواقع الاقتصادي والخدمي الذي يعيشه ابناء الشعب العراقي.
ومبادرات السيد الحكيم لم ولن تنتهي لانه شخصية محورية وفاعلة ومطلوب منها المساهمة في احلال الامن والنظام والبحث عن حلول وفرص للنجاح والخروج من الازمات المتكررة وهو بتصدية المباشر للازمات واطلاقه المبادرات انما ينطلق من تكليف شرعي واخلاقي بغض النظر عن مدى التزام الاطراف الاخرى بمثل هذه المبادرات والحلول وقد يكفيه ويجعله بمحل المنتصر اذا ما حاول طرف ما تقمص نفس الدور وادعاء ماليس له لان المهم لدى السيد الحكيم النتيجة وهذا ما رايناه في الطاولة المستديرة التي دعا اليها الحكيم لكنها لم تنجح في بغداد لكن الطاولة نجحت ولو مؤقتا في اربيل لان السيد مسعود هو من اطلقها مع حيلة شرعية نجحت الى حد ما.
السيد الحكيم اطلق مبادرة جديدة بعد ان تعالت الصيحات والمطالب بان يتدخل في حلحلة الازمة والدخول المباشر على خط تفكيل المشكلة الكبيرة التي تكاد تعصف بالبلاد وبمستقبله ومستقبل ابنائه وهو بمكانته ومقبوليته لدى الجميع يملك فرصة التقدم نحو الاخرين اكثر مما تملكها الاطراف الاخرى، لهذا دعا زعيم المجلس الاعلى الفرقاء السياسيين الى اجتماع وطني يحضره جميع المعنيين بما فيهم الوقفين الشيعي والسني وارسال رسالة تطمين الى الشعب العراقي بتوحد ساسته وان الاختلاف لا يلغي للود قضية.
مبادرة الحكيم الجديدة القديمة وجدت استجابة مباشرة وفورية وسريعة واكثر مما كان متوقعا لها من قبل جميع الاطراف وجميع المعنيين واعلنوا عن موافقتهم على عقد الاجتماع وارسال رسائل التطمين المراد ارسالها الى ابناء الشعب العراقي في وقت تخيم اجواء التشنج والشحن والاقتتال على الشارع العراقي.
هذه الموافقة من قبل الجميع لا تعني الحضور وابداء المرونة من قبل الجميع لاسباب كثيرة منها ان موافقة البعض القصد منها ذر الرماد في العيون وعدم تحميل الجهة الرافضة مسؤولية الفشل ومخاطر الفشل... الشيء الاخر ان البعض لا يريد لهذا المؤتمر النجاح بغض النظر عن تداعيات الموقف في الشارع العراقي حتى لا يحسب هذا النجاح للسيد عمار الحكيم وللمجلس الاعلى ولائتلاف المواطن خاصة وان الدعوة جاءت متزامنة مع صعود نجم المجلس الاعلى في الساحة السياسية المحلية والعربية والاقليمية والدولية الامر الاكثر اهمية من كل ذلك هو ان بعض الاطراف تعتاش على الازمات وان حل الازمة سيجردها من كافة اثامها وبالتالي ستكون عاجزة عن تقديم ما مطلوب منها لذا فان ادامة المشاكل يعني ادامة زخم وجودها بل ان هذه المشاكل هي المهمة الاساسية التي يعمل عليها هؤلاء من اجل استمرار مكاسبهم على كافة الأصعدة.
اتمنى ان اكون مخطئا فلربما يوجد في السياسة وفي فن الممكن قلب رحيم يحتوي الازمات من قبل الجميع فيكون الاجتماع الوطني رسالة وجسرا لمرور ابناء الشعب العراقي الى ضفة الامان وعندها فان النجاح لن يكتب للسيد الحكيم بل يكتب للعراق وللجميع وهذا هو المهم.
https://telegram.me/buratha