المقالات

صحوة ضمير قبل تصفيق الجماهير

490 14:38:00 2013-05-27

ضياء الجبوري

حروب توالت...أزمات تفاقمت، وشبح الطائفية لما يزل يدور بيننا ليحصد أجساد الذين أخطؤا الاختيار، فسيدوا عليهم من لا يحسن الا الدمار فيما كانوا يأملون منه الأعمار .. والنتيجة دماء تسفك أرواح تزهق.. لتحوم حول سافكيها ومزهقيها متسائلة عن معنى لما حدث ويحدث، وتكتشف الارواح التي تحوم في سماء العراق إن من أزهقها ما كان يبغيها بل كان يبغي قتل كائن اسمه العراق.أذا قتل هذا الكائن ما الذي سيتحقق؟ ولماذا يقتل كائن عمره بعمر البشرية ؟! سنحاول الإجابة .. عزف الساسة الجدد على أوتار طائفية تتناغم مع الهدف أعلاه، بأدوات جديدة كانت مخبأة لمثل هذا الوقت، نقبوا في تلافيف التاريخ ليستعيدون دهاء معاوية ووحشية الحجاج ومجون بني العباس، ليعيدوا أنتاج الماضي بصبغة الحاضر..معزوفة السني والشيعي كانت هي الأداة ،هذه المرة عزف السني ـ ان صح التسميةـ لحن التهميش وهو لحن لم يكن مسموعاً في هذا الوسط ، قبالته انشد الشيعي ـ ان صحت التسمية ايضا ًـ نشيد المظلوم ، في تناغم غريب أنتج ما نحن فيه من أزمة، ربما لن يشهد جيلنا نهاية لها، فهي معزوفة تطرب أذان الدهماء... يبحث كلا ً منهم على لقب أفضل عازف ليكون ضرورة المسرح وقائدا ً همام لمرحلة قادمة .في المشهد عازف آخر، صحيح انه خرج من رحم الشيعة ومن بيت من اعرق بيوتاتها، لكنه بدا للوهلة الأولى يعزف معزوفة نشاز وسط الصخب الطائفي.آلة عزفه انسجم معها السنة وأطربت الشيعة، فيما اهتزت لها الأقليات جذلتً هذا العازف، قرأ تاريخ والجغرافية، تجول في أزقة النجف الاشرف ، تسلق ذراع كوردستان، اخذ إغفاءة في ظل نواعير هيت، تناول طعامه بين عائلة جنوبية على حافات الأهوار، ليرسم بعد ذلك ما يصح أن نسميه مسار.لا مراء أن رئيس المجلس الأعلى العراقي الإسلامي"عمار الحكيم"، هو ذلك العازف الذي عزف على وتر طائفي من نمط خاص، فصفق له "الكورد" بتحالفهم الواسع ،ولم يكن بيد زعامات القائمة العراقية إلا أن تقف له محييةً عزفه المجيد "ائتلاف المالكي" هذا الاخ اللدود اسقط في يده ووقف على قدميه محيياً، بقية الساسة من نسميهم ومن لا نسميهم ..كتلتي "الفضيلة" و"العراقية البيضاء " ..وممثلين عن المكونات: "المسيحي" و"الصابئي" و "الأيزيدي" ، كلهم قالوا نعم، وحسبكم دعواته المستمرة ومنها الأخيرة التي دعا فيها الحكومة والأجهزة الأمنية أن تأخذ دورها الميداني للنهوض بمسؤولياتها وملاحقة فلول الإرهاب، فيما دعا الساسة إلى ضرورة توحيد خطابهم السياسي، ولو بالحد الأدنى ، ومهما كانت الخلافات بينهم، كأنه كان يوجه أصابع الاتهام بصورة غير مباشرة، ويرسل رسالة مؤداها، أن الشعب لا يعاني أي خصومة، و أنما انتم الخصماء.ما سبق سرده يشير إلى أن العراق لا يزال مربكاً يحكم مصير شعبه ساسة ً خلقوا ليختلفوا، وقادة مابرح أسلوب المعارضة غائباً عن أدمغتهم، مبادرة الحكيم بحاجة الى صحوة ضمير أولا ً قبل تصفيق الجماهير.أذا لم يعجبك ما تتلقاه راجع جيداً ما تقدمه

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك