ضياء الجبوري
حروب توالت...أزمات تفاقمت، وشبح الطائفية لما يزل يدور بيننا ليحصد أجساد الذين أخطؤا الاختيار، فسيدوا عليهم من لا يحسن الا الدمار فيما كانوا يأملون منه الأعمار .. والنتيجة دماء تسفك أرواح تزهق.. لتحوم حول سافكيها ومزهقيها متسائلة عن معنى لما حدث ويحدث، وتكتشف الارواح التي تحوم في سماء العراق إن من أزهقها ما كان يبغيها بل كان يبغي قتل كائن اسمه العراق.أذا قتل هذا الكائن ما الذي سيتحقق؟ ولماذا يقتل كائن عمره بعمر البشرية ؟! سنحاول الإجابة .. عزف الساسة الجدد على أوتار طائفية تتناغم مع الهدف أعلاه، بأدوات جديدة كانت مخبأة لمثل هذا الوقت، نقبوا في تلافيف التاريخ ليستعيدون دهاء معاوية ووحشية الحجاج ومجون بني العباس، ليعيدوا أنتاج الماضي بصبغة الحاضر..معزوفة السني والشيعي كانت هي الأداة ،هذه المرة عزف السني ـ ان صح التسميةـ لحن التهميش وهو لحن لم يكن مسموعاً في هذا الوسط ، قبالته انشد الشيعي ـ ان صحت التسمية ايضا ًـ نشيد المظلوم ، في تناغم غريب أنتج ما نحن فيه من أزمة، ربما لن يشهد جيلنا نهاية لها، فهي معزوفة تطرب أذان الدهماء... يبحث كلا ً منهم على لقب أفضل عازف ليكون ضرورة المسرح وقائدا ً همام لمرحلة قادمة .في المشهد عازف آخر، صحيح انه خرج من رحم الشيعة ومن بيت من اعرق بيوتاتها، لكنه بدا للوهلة الأولى يعزف معزوفة نشاز وسط الصخب الطائفي.آلة عزفه انسجم معها السنة وأطربت الشيعة، فيما اهتزت لها الأقليات جذلتً هذا العازف، قرأ تاريخ والجغرافية، تجول في أزقة النجف الاشرف ، تسلق ذراع كوردستان، اخذ إغفاءة في ظل نواعير هيت، تناول طعامه بين عائلة جنوبية على حافات الأهوار، ليرسم بعد ذلك ما يصح أن نسميه مسار.لا مراء أن رئيس المجلس الأعلى العراقي الإسلامي"عمار الحكيم"، هو ذلك العازف الذي عزف على وتر طائفي من نمط خاص، فصفق له "الكورد" بتحالفهم الواسع ،ولم يكن بيد زعامات القائمة العراقية إلا أن تقف له محييةً عزفه المجيد "ائتلاف المالكي" هذا الاخ اللدود اسقط في يده ووقف على قدميه محيياً، بقية الساسة من نسميهم ومن لا نسميهم ..كتلتي "الفضيلة" و"العراقية البيضاء " ..وممثلين عن المكونات: "المسيحي" و"الصابئي" و "الأيزيدي" ، كلهم قالوا نعم، وحسبكم دعواته المستمرة ومنها الأخيرة التي دعا فيها الحكومة والأجهزة الأمنية أن تأخذ دورها الميداني للنهوض بمسؤولياتها وملاحقة فلول الإرهاب، فيما دعا الساسة إلى ضرورة توحيد خطابهم السياسي، ولو بالحد الأدنى ، ومهما كانت الخلافات بينهم، كأنه كان يوجه أصابع الاتهام بصورة غير مباشرة، ويرسل رسالة مؤداها، أن الشعب لا يعاني أي خصومة، و أنما انتم الخصماء.ما سبق سرده يشير إلى أن العراق لا يزال مربكاً يحكم مصير شعبه ساسة ً خلقوا ليختلفوا، وقادة مابرح أسلوب المعارضة غائباً عن أدمغتهم، مبادرة الحكيم بحاجة الى صحوة ضمير أولا ً قبل تصفيق الجماهير.أذا لم يعجبك ما تتلقاه راجع جيداً ما تقدمه
https://telegram.me/buratha