المقالات

شعب بلا حصانة

314 07:06:00 2013-05-28

واثق الجابري

قيم دستورية وأليات ديمقراطية يتشكل على أساسها النظام الديمقراطي , سبقتنا دول عريقة في المضمار جعلت من كل مواطن يشعر انه مصدر السلطات لا يمانع ان يكون رجل أمني يساعد السلطات في اي موقع في البلد بعد ان وجد الحس الأمني والقدر الكبير من وطنية المسؤول , حديث عنها وعن الدستور القانون مختلف تماماً عن طبيعة السلوك , بتناقض الشعارات وما يدور داخل الغرف والكواليس , اصوات ترتفع عالياً وتخفت في جلسة شاي بمقايضات وتنازلات لا يعرفها المواطن , قواعد الديمقراطية ليست لعبة بين السلطات الثلاث و تعاون لا معركة حقيقية , ولا هنالك معركة بين النظام السياسي والأرهاب , وأصوات نشاز تضج دون محاصرتها,تعلو خلال الأنفاق المظلمة كشاب متهور يريد ألفات نظر الأخرين بأزعاجه لهم , شعور توالد بالعودة للمربعات الأولى وندور في حلقة مفرغة من دبلوماسية داخلية وخارجية في حالة من السبات , شعب يشعر بالترنح والدوار لضجيج ما يدور من حوله من مخططات للأطاحة به لسلامة رؤوس المرتبعين على العروش واصحاب ( الكروش) , بسيل كلام كل يوم من منابر السلطات وقنوات فضاء ترشقتنا بالرصاص الحي وكم المفخخات , السلطات الثلاث فقدت ماهيتها في التعاون والتداخل لغرض الدفع للأمام , وصوت الوطنية لا يتوقف عند جهة ما سواء كانت الأغلبية او الأقلية , لكنها صارت مشلولة بالتشهير والتسقيط والألحاح بالاعتماد على وسائل الاعلام من تسجيلات يفتعلها غربان الصحافة وروايتهم الغير موثوقة .قبة البرلمان في طبيعتها الجدلية المنتجة , ولكنها وصلت للتشابك بالأيادي والضرب بالكراسي وحتى رمي الأحذية , , البعض يعبر عن أيمانه بأفكاره لحد رفضه أليات التصويت ورأي الاخر وإنتهاز للفرص وفرضها بالقوة وإن تطلب الخروج عن الذوق والأعراف الديمقراطية والمصلحة العامة , السلطة التنفيذية لطالما تردد فشل البرلمان والشارع أدرك ذلك , والواضح ان الخلافات سياسية لا تتعلق بعمل البرلمان التشريعي والرقابي , ويراد زج البرلمان حتى في التوجهات الطائفية , وأصوات إرتفعت بقسوة ضد كردستان إختفت بعد زيارة وفد منه لبغداد ولقاء دولة القانون , بينما تثار الشبهات وتلصق الاتهامات والشكوك لأي موقف يراد منه الحلول الوسطية , سواء كان داخلياً او خارجياً وهذا ما أنتج الركاكة الدبلوماسية وهشاشة القاعدة الوطنية ,حتى على أبسط المستويات الدبلوماسية توسل لأقامة دورة رياضية خليجية في العراق رغم الأستحقاق , بينما تعتذر حكومة العراق رسمياً عن تصريح معلق رياضي, القوى السياسية عاجزة عن إتخاذ موقف موحد في قضايا تعصف الساحة وتسيل لأجلها انهار الدماء كل يوم , الصراع تحول بشكل علني بين البرلمان والسلطة التنفيذية , وبذرائع يروج لها طائفياً , والتحالف الوطني من يملك الأغلبية ورئاسة الوزراء دوره الأساس تقوية عمل البرلمان والدفع لتشريع القوانين المهمة ويتحمل المسؤولية الكبرى فيها , وهذا يكون بالسعي الجاد لعقد الجلسات وإبعاد النزاعات السياسية عن ساحته ولا يتحقق التشريع بالتمني من خلال وسائل الأعلام والخطب الرنانة والجلوس في كافتريا البرلمان والمقاطعة , برلمان يتهم الحكومة بالتعطيل وعدم التنفيذ والحكومة تتهتم البرلمان بالشلل وعدم اقرار القوانين , بينما تغاضى البرلمان والحكومة عن فساد مسؤولين كبار لكونهم من كتلهم وتعطل المشاريع لمزايدات سياسية , سؤال في الأخير لماذا يراد تعطيل البرلمان وهو قبة الشعب وماذا تفعل حكومة عاجزة عن حماية مواطنيها وعن تفعيل قوانين تصب لخدمة مواطنيها , وتراكم لديها كم من سوء العلاقات الدبلوماسية لحماية الشعب وأصبح العراقيون شعب بلا حصانة بمسؤولين أصبحوا شركاء للأرهاب ومضللين للقضاء بالتلويح بملفات تحفظ فوق الرفوف لا تستخدم الاّ عند الضرورات النفعية ويتحصون بترسانة دروع الفقراء البشرية .

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك