المقالات

شعب بلا حصانة

375 07:06:00 2013-05-28

واثق الجابري

قيم دستورية وأليات ديمقراطية يتشكل على أساسها النظام الديمقراطي , سبقتنا دول عريقة في المضمار جعلت من كل مواطن يشعر انه مصدر السلطات لا يمانع ان يكون رجل أمني يساعد السلطات في اي موقع في البلد بعد ان وجد الحس الأمني والقدر الكبير من وطنية المسؤول , حديث عنها وعن الدستور القانون مختلف تماماً عن طبيعة السلوك , بتناقض الشعارات وما يدور داخل الغرف والكواليس , اصوات ترتفع عالياً وتخفت في جلسة شاي بمقايضات وتنازلات لا يعرفها المواطن , قواعد الديمقراطية ليست لعبة بين السلطات الثلاث و تعاون لا معركة حقيقية , ولا هنالك معركة بين النظام السياسي والأرهاب , وأصوات نشاز تضج دون محاصرتها,تعلو خلال الأنفاق المظلمة كشاب متهور يريد ألفات نظر الأخرين بأزعاجه لهم , شعور توالد بالعودة للمربعات الأولى وندور في حلقة مفرغة من دبلوماسية داخلية وخارجية في حالة من السبات , شعب يشعر بالترنح والدوار لضجيج ما يدور من حوله من مخططات للأطاحة به لسلامة رؤوس المرتبعين على العروش واصحاب ( الكروش) , بسيل كلام كل يوم من منابر السلطات وقنوات فضاء ترشقتنا بالرصاص الحي وكم المفخخات , السلطات الثلاث فقدت ماهيتها في التعاون والتداخل لغرض الدفع للأمام , وصوت الوطنية لا يتوقف عند جهة ما سواء كانت الأغلبية او الأقلية , لكنها صارت مشلولة بالتشهير والتسقيط والألحاح بالاعتماد على وسائل الاعلام من تسجيلات يفتعلها غربان الصحافة وروايتهم الغير موثوقة .قبة البرلمان في طبيعتها الجدلية المنتجة , ولكنها وصلت للتشابك بالأيادي والضرب بالكراسي وحتى رمي الأحذية , , البعض يعبر عن أيمانه بأفكاره لحد رفضه أليات التصويت ورأي الاخر وإنتهاز للفرص وفرضها بالقوة وإن تطلب الخروج عن الذوق والأعراف الديمقراطية والمصلحة العامة , السلطة التنفيذية لطالما تردد فشل البرلمان والشارع أدرك ذلك , والواضح ان الخلافات سياسية لا تتعلق بعمل البرلمان التشريعي والرقابي , ويراد زج البرلمان حتى في التوجهات الطائفية , وأصوات إرتفعت بقسوة ضد كردستان إختفت بعد زيارة وفد منه لبغداد ولقاء دولة القانون , بينما تثار الشبهات وتلصق الاتهامات والشكوك لأي موقف يراد منه الحلول الوسطية , سواء كان داخلياً او خارجياً وهذا ما أنتج الركاكة الدبلوماسية وهشاشة القاعدة الوطنية ,حتى على أبسط المستويات الدبلوماسية توسل لأقامة دورة رياضية خليجية في العراق رغم الأستحقاق , بينما تعتذر حكومة العراق رسمياً عن تصريح معلق رياضي, القوى السياسية عاجزة عن إتخاذ موقف موحد في قضايا تعصف الساحة وتسيل لأجلها انهار الدماء كل يوم , الصراع تحول بشكل علني بين البرلمان والسلطة التنفيذية , وبذرائع يروج لها طائفياً , والتحالف الوطني من يملك الأغلبية ورئاسة الوزراء دوره الأساس تقوية عمل البرلمان والدفع لتشريع القوانين المهمة ويتحمل المسؤولية الكبرى فيها , وهذا يكون بالسعي الجاد لعقد الجلسات وإبعاد النزاعات السياسية عن ساحته ولا يتحقق التشريع بالتمني من خلال وسائل الأعلام والخطب الرنانة والجلوس في كافتريا البرلمان والمقاطعة , برلمان يتهم الحكومة بالتعطيل وعدم التنفيذ والحكومة تتهتم البرلمان بالشلل وعدم اقرار القوانين , بينما تغاضى البرلمان والحكومة عن فساد مسؤولين كبار لكونهم من كتلهم وتعطل المشاريع لمزايدات سياسية , سؤال في الأخير لماذا يراد تعطيل البرلمان وهو قبة الشعب وماذا تفعل حكومة عاجزة عن حماية مواطنيها وعن تفعيل قوانين تصب لخدمة مواطنيها , وتراكم لديها كم من سوء العلاقات الدبلوماسية لحماية الشعب وأصبح العراقيون شعب بلا حصانة بمسؤولين أصبحوا شركاء للأرهاب ومضللين للقضاء بالتلويح بملفات تحفظ فوق الرفوف لا تستخدم الاّ عند الضرورات النفعية ويتحصون بترسانة دروع الفقراء البشرية .

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك