المقالات

مَنْ يعمّر الأرضَ الكافرُ أم التكفيري ؟

600 08:06:00 2013-05-28

صالح المحنّه

معلومٌ للجميع أن التكفيرَهو ُشعارٌ ومنهجٌ للفكر الوهابي والسلفي والحركات المتطرّفة على إختلاف مشاربها وأصحاب العقائد الملوّثة والمنحرفة ... هذه المجاميع التي تُسمّى دينٌ وعنونت إجرامها ومنهجها المتطرّف بأسم الإسلام...عودتنا على تكفير ثلاثةِ أرباع الكرةِ الأرضيةِ أو يزيد..مع إنها أكثر المخلوقات تمتعاً وأستهلاكاً لمنتجات مَنْ تكفّرهم ، وأسوأها أيضا في كيفية إستغلال منتجات ذلك العالم الذي يكفّرونه ! واكثرهذه المخلوقات سوءا وأشدها تخلّفاً أولئك الذين أستوطنوا الشرق الأوسط وأستعربَوا فهم أشدّ ُنفاقاً ونكراناً لأنعمِ الله وجهود خلقهِ الذين أبدعوا وأستغلوا عقولهم وأستثمروا ذكائهم لخدمة الإنسانية ...، في مقارنة بسيطة بينهم وبين الذي يكفرونه ... يتضح لنا من هو أولى واحقُّ بعمارة الأرض .. .وليس هذا ترويجا لمن يدعونه كافرا ولكنها الحقيقة الساطعة والدامغة التي تفرض علينا الإعتراف بها..إنَّ هذا الذي يسمّونه كافراً قد فجّر من تحتهم آبار النفط التي كانت تربض عليها حيواناتهم وهم لايفهمون ولا يشعرون ، ثمّ وظّفَ لهم كلّ إمكانياته لتوفير كلَّ مايحتاجونه من خلال إستغلال ثرواتهم النفطية التي لم يكونوا يعلمون أين هي؟ هذا الكافر أخرجهم من كهوفهم وكافح الحشرات والطفيلات العالقة بأجسامهم ، وفرّق بينهم وبين ابلهم بعدما كانت تشاركهم عيشهم ، لم يشفع لهم ولم ينفعهم فكرهم التيمي الوهابي السلفي، الذي أفسد الطبيعة البشرية ،أن يخلصهم من أمراضهم المزمنة والمعدية ، لولا ذلك الذي يسمونه كافرا والذي إستخدم عقله فأكتشف لهم الدواء الذي انقذهم من عللهم ، نفس هذا الكافر نفذ من أقطار السماوات والأرض فأبدع، بينما الخطاب القرآني بين يدي التكفيري مدعي الإسلام (يامعشر الجن والأنس إن استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والأرض فأنفدوا لاتنفدون إلا بسلطان ...33 الرحمن) أجادوا ترتيله وتجويده وجهلوا معناه وهدفه الحقيقي .. ثم غاص ذلك الكافر في البحار ليكتشف كلَّ ما ينتفع به الإنسان ، سار في الأرض منقباً عن تراثها وآثارها ومكنونها باحثاً عماّ يخدم سكانها متجنبا نبش قبور الموتى كما يفعل أصحاب الشرائع المنحرفة من التكفيريين ! وفي الختام أن كل ما يتمتع به العالم اليوم من تقنية وتكنلوجيا يعجزُ المرءُ عن إحصائها هي من إنتاج وإبداع ذلك الكافر وبغض النظر عن أهدافه ومايعتقد به التكفيريون وغيرهم بأنه يريد السيطرة على شعوب الأرض والهيمنة عليها سياسياً وحتى لو كان هذا هدفه الرئيسي فهو خير ممن يسعى في خراب الأرض ومن عليها ...ولكن فلنتعرّف على ما أعطاه التكفيريون والمتطرفون الى هذا العالم ؟ بل ماهو حجم ضرر وجودهم على هذه الأرض ؟ لقد ملئوا الدنيا إجراماً ودماءا وخرابا ، تفوقواعلى العالم بزراعة العبوات الناسفة لقتل الأطفال والنساء ..أجادوا وأبدعوا في تفخيخ السيارات لتفجيرها وسط الحشود البشرية التي تخالف عقيدتهم الفاسدة..ملئوا البلدان مدارساً ومساجداً لتربية الأجيال وتدريسهم مباديء الكراهية والحقد والبغض حد الموت للأنسان الآخر الذي يخالف نظرياتهم التخريبية...قتلوا البراءة في أطفالهم وزرعوا فيهم وحوشاً وذئاباً لاتتردد عن أكل لحوم البشر وشرّعوا لهم الإنتحار دفاعاً عن مصالحهم بأسم الدين .... لامكان للجمال والسلام والتسامح في قاموس عقيدتهم ...أستبدلوا كلَّ جميل بالقبيح ..أشكالهم صورهم لباسهم منطقهم نظراتهم أحلامهم نفوسهم دينهم خطاباتهم قوانينهم شيوخهم فتاويهم كلُّها مستوحاة من عالمٍ يختلفُ عن عالمنا ...عالم لايمت للإنسان بصلة وإن تشابهوا معه في الخلق والتقويم ...كل المؤشرات الإنسانية أستنتجت ودلت بشكل واضح بأن الفكر الوهابي السلفي الإخواني هو فكر تدميري لايصلح أن يتعبد به الإنسان السويّ.ولايمكن أن يطمئن له الأنسان الآخرمالم يتخلى عن عدوانيته وكراهيته لمن يختلف معه في العقيدة والدين ...وأن يسود الشعار العالمي الذي أعلنه إمام المتقين علي بن ابي طالب ع (الأنسان أخوالأنسان..أما اخ له في الدين وأما نظيرٌ له في الخلق )وبدونه لايصلح حال البشرية.. ِ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك