ابو ذر السماوي
بعيدا عن لغة المحاور والاصطفافات والانحياز والتعاطف والمجامله والدبلوماسية لم يبق للعراق الا ان يتعامل بلغة المصلحة او درا الخطر والعمل بالمقولة والحكمة المشهورة (الوقاية خير من العلاج )...فبعد تجربة عشر سنوات من الحرب الغير معلنة اثبتت التجربة بان البقاء في خانة الصمت والابتعاد عن الواقع وعدم المواجهة لاتجدي نفعا وستكلف الشعب العراقي ثمنا باهضا يزيد على كل ما مادفعه من اثمان باهضة طوال الفترات السابقة على الرغم مما فيها من الم وحسرة وظلم وطغيان وحرمان ....ان ما يحدث في سوريا يحتم على العراق ان يتخذ موقفا صارما وجادا يدرا عنه الخطر ويجنبه ويلات ما سيحدث خاصة وان نذر هذا الشر بدأت تقترب وتدخل العراق وان الاوضاع الاخيرة والاحداث التي شهدتها البلاد لاتبشر بخير ...ظل العراق على الحياد وقد رفع سياسة عدم التدخل طوال الازمة السورية مع كل الضغوط العربية والدولية والتي ارادت ان تجره لهذه المعركة والمحرقة واذا كان هنالك خاسر فان الشعب السوري هو الخاسر الاكبر وهنا كان لابد من جر العراق بالقوة فبدا الضرب على الوتر الديني والطائفي وهو ما لايستطيع ان يتحمله انسان مهما كان متعقلا او متادبا او مسالما فان تهلك وتقتل وتظلم باسم الدين بسبب ما تعتقد وان تنتهك مقدساتك ولا تحرك ساكنا معناه ان يتمادى الطرف الاخر ويزداد طغيانه واستهتاره ....اليوم وبعد التطور الذي حدث على ارض الواقع واختلاف الموازين وتحولها الى جانب الجيش السوري بعد عمليات القصير وريف ادلب وبعد النكسة والضربات الموجعة التي تلقاها جيش النصره....ان لبنان و بعد خطاب السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله وما تلاه من احداث حددت موقفها با لن يسمح بحرق لبنان رأينا كيف تحركت اذرع ومحاور لاحراق لبنان بقصف الضاحية الجنوبية (يحرقونها كي يحيدونها ) لكن البلاد تلتهب والنار على الابواب....ولن نكون افضل حال من لبنا فالتفجيرات الاخيرة تدلل على هذا الوصف اعيد النار على الحدود هل ندرأها ونخمدها او ننتظرها ان تدخل البلاد وتحرق الاخضر واليابس.؟... صحيح اننا نتمنى للشعب السوري الخلاص ولا نريد ان نتدخل في الشان السوري الا في الخير ونشر السلام واستتباب الامن والامان فيها... لكن من يحرقنا ليس الشعب السوري وهو من يجتاح الارض السورية فكيف الحل ؟ الحل في سوريا يجب ان لايكون على حسابنا فلن يكون امان سوريا على حساب خراب العراق وعلى الجميع ان لايسمح باحراق العراق باخماد النار في سوريا .....ان تجميع المجرمين والقتلة وشذاذ الارض في سوريا من قبل قطر وتركيا واسرائيل (اعداء سوريا) من مختلف الجنسيات والقوميات ومدهم بالسلاح والدعم واستباحة الارض السورية والتركيز على جرائمهم وتبنيهم اعلاميا ودوليا ومن ثم تركهم كالكلاب المسعورة فالعقل يقول انهم اما ان يعودوا الى بلدانهم (وهي بالاصل من لاتريد هذه العودة )كما حصل في تجربة الافغان العرب ابان اجتياح السوفيت لافغانستان اوان يجدوا ملاذ امن وهو ان يمتدوا ويتراجعوا بعيدا عن نيران الجيش السوري وبالتالي لن يكون هنالك غير العراق!!!! والمناطق الغربية بالتحديد!!!!... فلبنان بوجود حزب الله(وبتعقيد الملف الطائفي ) مكان مستحيل ولن يكونوا في اسرائيل طبعا وكذلك ينبطق الامر على الاردن وتركيا التي بدات مفاوضاتها مع الاكراد وسبقت الجميع بالخلاص من مشكلة(pkk)بتصديرها الى العراق .....هذا المشهد يحتاج من الشعب العراقي ان يستبق الاحداث وان يتعامل مع التحدي الارهابي بتجفيف منابعه مبكرا في سوريا فالفرصة الذهبية هو تجمعهم وضربهم في تلك المناطق لا انتظارهم ان يتحولوا الى امراء قتل وزعماء فصائل ومفتين للتفخيخ والتفجير والتهجير .....ان ذكرى استشهاد السيدة زينب (عليها السلام) اظهرت بان قلوب العراقيين معلقة هنالك وان اقامة العزاء والسفر الى مرقد السيده زينب من قبل اتباع ال البيت (عليهم السلام ) ونصب المواكب لهو خطوة جيدة وفريدة وشجاعة وهي بمثابة الخطوة الصحيحة الاولى منذ زمن واذا كان الشعب والمواطن يفكر بهذه الطريقة فعلى الحكومة وخاصة وزارة خارجيتها واجهزة استخباراتها..... ان تكون قد اعدت العدة منذ زمن لهذه المرحلة وان تقوم بهذه الحركة خاصة بعد تفجير ونبش قبر الصحابي الجليل (حجر ابن عدي ) يضاف اليه باننا نسمع احاديث ومنذ فترة عن معركة (اسوار بغداد) وعن اجتياح سلفي تكفيري وهابي عبر عن نفسه مؤخرا بشعارات (قادمون يا بغداد ).......نتمنى ان لايكون الوقت قد فات وان لاتكون الحكومة العراقية قد تاخرت كثيرا او ان مرحلة الوقاية قد انتهت او ان المرض تجاوز الحدود بشكل كبير ...اقسمنا ان لا تسبى زينب مرتين وان لايعاد التاريخ الى الوراء وسوف لن يسير الدهر اعمى هذه المرة ولن يهمنا التخويف والارهاب واشاعة الرعب ونشر مشاهد التقطيع والذبح واكل القلوب فانها حيلة العاجز واساليب الموتورين ونماذج الطلقاء ومنهج وطريقة المفلسين ...نطالب الجميع بان يكونوا اهلا للمسؤولية التاريخية والواجب مسؤولين واحزاب وحركات ومنظمات مجتمع مدني واعلام بان يدعموا فكرة ان نقاوم المد والنزوح المتوقع وان يستبق العراق الضربة فعلى الحكومة ان تستعد لضربة استباقية هجومية خاطفة و لاتنتظر القدر او تعول على أي شيء اخر ...ان ما يقوم به ابطال حماية مرقد السيدة زينب (عليه السلام ) هو الخط الاول والخطوة الاولى وراس الحربة في هذه الضربة كما فعل اتباع ال البيت (عليهم السلام) بالسفر واحياء ذكرى استشهاد السيدة زينب( عليها السلام) تحدي واثبات وجود .ودليل على ان (همم الرجال تزيل الجبال ) واننا باقين على العهد الكربلائي والنهج الحسيني باننا والله لن ننسى زينب ولن ننسى السبي ولن نسمح بان تسبى زينب مرتين .....
https://telegram.me/buratha