يطلقون علينا الاستفزازات، يطلقون التحدي والبطولات الوهمية، يطلقون علينا باسم الاسلام الدين العظيم المتسامح الذي غيّر وجه الانسانية وكان النبي محمد خاتمة الانبياء ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ليستعملوا هذا الدين العظيم لتفرقة الامّة وجعل الصهيونية تربح علينا. وما نالوا حظهم، وما نالوا مآربهم، وما نالوا شيئاً مما يريدون. نحن قوم نفتش عن الموت، نفتش عن الموت متى كان طريقا للحياة، نفتش عن الاستشهاد، تاريخنا استشهاد، تاريخنا بطولات، يا ابناء الحسين، انا الماروني شارل أيوب، لا أريد مكسباً ولا شعبية بل افتش في عمق وجداني الذي ورثته عن والدي وعن اجدادي، وعن تاريخي، وعن بطولات الحسن والحسين، وابو العباس، والابطال وستنا زينب، ولا ارى الا البطولات امامي، ولا ارى الا اهل البيت، هم اصحاب البيت واسياد البيت، ومهما طال الزمان، ومهما غابت الشمس واشرقت من جديد، وطالما موج البحر مستمر، فأنتم كموج البحر، تزدادون، تستمرون، تقاتلون، تعانقون الشمس، تعانقون العنفوان، وهيهات وهيهات منا الذلة، كم هي عظيمة تلك العبارة كم هي فاعلة في دمنا الحار، كم هي فاعلة في عنفواننا وعزة نفسنا، يا هيهات العز تعالي، تعالي واسمعي اصوات ابناء الحسين، ونحن كلنا ندين بالله لربّ العالمين، منا من اسلم لله بالقرآن، ومنا من اسلم لله بالانجيل، ومنا من اسلم لله بالحكمة، فاتّقوا الله، واعلموا انه ليس لنا من عدو في حقنا وديننا ووجودنا الا الصهيونية ومؤامراتها، والله لو قال كلمة واحدة عبارة واحدة، لو قالها السيد حسن نصرالله، يا ابناء الحسين، هيهات منا الذلة، ويا ابناء الحسين الى الجهاد، وستنا زينب لن تُسبى مرة ثانية، فان ذلك كافٍ لتغيير وجه التاريخ كله ووجه المشرق العربي كله، ووجه العالم كله، ووالله لزحفت جحافل من كل العالم، لتقيم المقام الكبير لستنا زينب الأبيّة الكريمة المقدّسة، الشهباء، العظيمة بموقفها، الصامدة بعنفوانها، اليست هي ابنة الإمام عليّ ـ كرّم الله وجهه ـ أليست هي اخت الحسين الذي صرخ هيهات منا الذلّة، الموت ولا الذلّ، والله يا سيد حسن نصرالله، لو قلت كلمة واحدة لغيّرت وجه المشرق، والله لا القصير ولا مقام الست زينب، ولا غيرهما عاجزون نحن عن حمايتها والدخول اليها والسيطرة على كل موقع يقاتلوننا فيه، والله يا سيد حسن نصرالله، الدم الحار يغلي في شراييني وفي شرايين شباب الحسين وفي شباب الاسلام كلهم، وهم احرص من يحرص على اهل السنّة، وهم والسنّة لا فرق بينهم ابداً، اننا كلنا عباد لربّ العالمين، اننا كلنا نؤمن بالكتاب، نحن أهل الكتاب، نحن اهل القرآن والانجيل والحكمة، نحن أهل السنّة والشيعة والدروز والمسيحيين والذين آمنوا بربّ العالمين، انه للجميع، وليس لفئة كما يريدون ابناء شعب الله المختار الذين يدّعون ان الههم اعطاهم حق احتلال واغتصاب فلسطين، وانه وزّع على أسباط اسرائيل ارض فلسطين، واغتصبوها في لحظة كان الانتداب يسيطر عليها ويقبعنا، ولقد انتصرنا ولقد دبّ الوعي فينا، ولقد انتصر الايمان الحقيقي فينا، فوقفنا مسيحيين، موارنة وروما ارثوذكسا وكاثوليكا وبروتستانتا، ووقفنا مسلمين سنّة وشيعة ودروزا، وعلويين، وانتصرنا كلنا ووقفنا في وجه هذه الفئة التي تدّعي ان الله جعلها شعبه المختار ونحن لهم عبيد وغوييم، فليس لنا من عدوّ الا هم، اما أهل السنّة فنحن لهم ودمنا لهم، ونحن أحرص الناس عليهم، موارنة كنا ام شيعة ام علويين، لان الذي يجمعنا هو الله ربّ العالمين، ومن أقدر من ربّ العالمين على جمع عباده والمؤمنين به. أية كذبة تلك هي التفرقة بين السنّة والشيعة، يا أهل السنّة، يا أهل الشيعة، يا أهل العلويين، يا أهل الدروز، يا أهل الموارنة، كلنا يد واحدة في وجه الصهيونية، وخذوا منا يا أهل السنّة كل حرارة محبة، كل حرارة اخلاص لكم، وعندما نقول ابناء الحسين، ألستم أنتم من يسمّي عليّ، ألستم أنتم من يسمّي الحسن والحسين، ألستم أنتم من حافظتم على الدين كما حافظ أهل الشيعة وأهل العلويين، واهل الدروز وغيرهم. لا تفرقة بين سني وشيعي وماروني ودرزي وعلوي وغيره، لا فرق ابدا، لاننا نحن اهل الكتاب نحن اهل الانجيل والقرآن والحكمة، نحن نعبد ربّا واحدا، ولذلك فالان ساعة ان نتسامح، ان نتفق، ان نضع يدنا في يد بعضنا، لا القصير معركة عزّ لنا، ولا حمص معركة عزّ لنا، ولا دمشق، ولا حلب الشهباء ولا حماة ولا درعا، بل انكم شعب سوري موحّد، عشتم آلاف السنين معا، تتنشقون الهواء واحدا، وتشربون مياها واحدة، وتعبدون رباً واحداً، كلنا كذلك، في فلسطين، في القدس، في لبنان، في الاردن، في العراق، في سوريا، في كل المشرق العربي، نحن شعب من بيئة واحدة، نشرب من المياه والانهر ذاتها، ونتنشق الهواء الواحد ونعبد ربّ العالمين ربّا واحدا، ولذلك من العار ان تتم التفرقة والمطلوب اليوم قبل الغد انهاء الاشتباكات والقتال والتوحد من جديد، سنّة وشيعة، وخاصة يا أهل السنّة، نصدقكم الكلام انكم انتم مثال للايمان الحنيف، للايمان بالدين الحنيف، وغيركم لا يقلّ عنكم ابداً ايمانا بالدين واحتراما للقيم الدينية ولربّ العالمين .
ولذلك نقول لكم، ان جرحاً عميقاً يحزّ في قلبنا، ان خنجر تركيا يضرب في خاصرتنا، ان خنجر قطر والصهيونية يضرب في ظهرنا، ان المؤامرة الصهيونية تريد ان تلعب على تفكيك اهل السنة والشيعة والعلويين والدروز وغيرهم، لكنها لن تنتصر. اليوم نطلب ان تحصل المصالحة في القصير، اليوم نطلب ان تحصل المصالحة في حمص ودمشق ودرعا وبيروت، وطرابلس، فبالله عليكم ماذا سيفعل القتل وماذا يفيد، اذا قُتل شاب من جبل محسن، او شاب من باب التبانة، او شاب في حمص، او جندي نظامي سوري في ادلب او جندي منشقّ في دمشق، كلها خسارة للامة، كل ذلك خسارة لنا، فنحن شعب واحد، ونحن نعبد ربّا واحدا، ونحن مصيرنا واحد، وتاريخنا واحد وجغرافيتنا واحدة، الجبال تجمعنا، الانهر تجمعنا، السهول تجمعنا، رائحة الاشجار تجمعنا، رائحة زهر الليمون تجمعنا.
نقول لكم اصبروا وصابروا وقاتلوا في سبيل رب العالمين، ولا تتقاتلوا، وابعدوا الفتنة ما بينكم، فلا فرق بين سنّي وشيعي وعلوي ودرزي ومسيحي ماروني، وغيره، بل اننا كلنا مصير واحد في وجه عدو واحد هو اسرائيل، من كان مسلماً سنيّا او شيعياً هو مسلم بمقدار ما يكون ضد اسرائيل، من كان مسيحيا حقاً لعرف ان اليهود صلبوا المسيح لانه لم يقل لهم انهم شعب الله المختار، كل مسلم، كل مسيحي، كل سنّي كل شيعي كل درزي كل ارثوذكسي لا يعتبر ان اسرائيل هي العدو الاول له، هو لا يستحق دينه، ولا يستحق الايمان بربه.
واخيراً نقول للذين قرروا التكفير وقرروا قتل كل من لا يسير في خطهم المغلق والذي يكفّر الاخرين، نقول لهم، لهؤلاء فقط، والله والله، الجهاد الجهاد آتٍ من ابناء الحسين ومن أهل السنّة، وستنا زينب لن تُسبى مرة ثانية، ووالله والله، لن يصحّ الا الصحيح، ولن يكون لنا عدوّ الا اسرائيل، ومن العار ان يتقاتل سنّي مع شيعي، وشيعي مع سنّي، وان يتقاتل علوي مع سنّي او سنّي مع علوي، أهل نستيم كيف خاض الجيش السوري بالعلويين والسنّة والمسيحيين والشيعة معركة حرب 1973 واحتل جبل الشيخ وحرمون ودخل سهل الحولا واستنفرت اميركا نوويا، لان الكيان الصهيوني تصدّع بفعل الوحدة الوطنية العربية، هل نسيتم انكم قوم عرب اصحاب قومية عربية هي سابقة للاديان كلها، هل نسيتم ان فتح انطلقت ثورة فلسطينية، في 1/1/ 1965 وانضم اليها المسيحي والسنّي والشيعي والعلوي والارثوذكسي والماروني وقاتلوا في صفوفها ضد اسرائيل، هل نسيتم ان الاقباط المسيحيين هم اول من عبروا بطائراتهم وكان الطيار الاول هو جورج زيدان الذي قاد الطائرة الاولى التي اجتازت قناة السويس وذهبت تضرب قواعد في اسرائيل، هل نسيتم ان الجيش المصري من مسلمين ومسيحيين، اجتاز خط بارليف ودخل الى قلب سيناء، لماذا تنسون كل ذلك، اين كان الفرق بين الشيعي والسنّي والمسيحي عندما اجتازوا قناة السويس، اين كان الفرق في فتح عندما كانت تضم السني والشيعي والعلوي والمسيحي ومن كل الطوائف، اين كان الفرق عندما جرت حرب 1973 وخاض الجيش السوري بالسنّة والشيعة والعلويين والدروز والمسيحيين حرب الجولان واحتلها واستردّها، ولولا الجسر الاميركي الذي اعطته اميركا من المانيا لاسرائيل لكانت اسرائيل انهزمت الى حد ان اميركا اعلنت الاستنفار النووي. هل نسيتم انه في 12 تموز ضربت اسرائيل جسر جونيه مثلما ضربت جسر النبطية، هل نسيتم انها ضربت عكار والذين اليوم يحاولون القتال في الذهاب الى تلكلخ او القصير ان اسرائيل ضربتهم بالقنابل وضربت جسورهم وبيوتهم، هل نسيتم يا اهل السنّة كيف ضربت اسرائيل مناطقكم في حرب 12 تموز، فبالله عليكم لنكن صفا واحدا متراصا، لنكن شعبا موحدا شعبا جمعته الجغرافيا وجمعه التاريخ وجمعه المصير الواحد، جمعته الحضارة، حضارة ما بين النهرين وابلة واوغاريت وبعلبك وتدمر وزنوبيا والشاطىء الفلسطيني الكنعاني كله، وارز لبنان الخالد وكل ذلك جمعنا في بوتقة واحدة لنشكل المشرق العربي فجاء الانتداب وجاءت المؤامرة الاسرائيلية تغتصب فلسطين وتزرع السرطان في جسمنا كي نشتبك شيعة وسنّة. نقول لكم اخيرا، ان كل ذلك عابر ومؤقت، وسيعود السنّي والشيعي والدرزي والعلوي والمسيحي اخوة، وسيقاتلون اسرائيل السرطان الذي يجب اقتلاعه من ارضنا.
14/5/13528/ تح: علي عبد سلمان
https://telegram.me/buratha