المقالات

الماء والقدح .......... الشعب والوطن

465 10:18:00 2013-05-29

احمد رزج

ليس من طبعي التشاؤم بل اني انظر للنصف المملوء من قدح الماء وأحاول ان اقدم الافكار واتناقش مع الاخر في كيفية ملئ القدح بأكمله، انطلاقا من مبدأ "تفاءلوا بالخير تجدوه".الا ان الواقع احيانا يفرض عليك أفكارا منبعها التشاؤم تطيح بكل احلامك الوردية ورؤيتك التفاؤلية.فعندما تشاهد ان الماء بدأ يأخذ صبغة الدم الاحمر أو ان القدح نفسه بدأ بالتهشم والتكسر .... فهل من السهولة ان تؤمن بان القادم سيكون افضل مما هو قائم؟ واننا سنكون قادرين على الحفاظ على سلامة القدح الذي لو خسرناه لضاع منا الماء كله؟.فواقعنا اليوم يسجل لنا ان الشعب في كل يوم يغرق في بحر دم والوطن يعاني من ايادي خبيثة تحاول تقسيمه وتفتيته ..... ويوما بعد يوم لا بحر الدم يتوقف ... ولا تلك الايادي الملطخة بدم الابرياء تقطع ليُحمى الشعب ونحافظ على الوطن.فالازمة تنتهي بأزمات اكبر وأحيانا الاختلافات في وجهات النظر تتحول الى سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة ورصاصات كاتم قاتلة، واصحاب الامر والقرار دخلوا النفق منذ سنوات باحثين عن الحل وفي كل مرة ما تكون حلولهم سواء على المستوى السياسي او الامني حلولا (ترقيعية) واحيانا يكون الحل عبارة عن مشكلة اكبر أو أزمة أضخم تنسينا الازمة او المشكلة الاولى.ومع أشتداد كل أزمة نسمع دعوات للاصوات المعتدلة للجلوس على طاولة الحوار واختيار الحوار نهجا واسلوبا في حل الخلافات والمشاكل بدلا من الصراعات التي تبدأ من خلال المنابر الاعلامية وتنتهي ببحر دم في شوارع بغداد والمدن العراقية الاخرى.وكان أخر تلك الدعوات التي وجهها رئيس المجلس الاسلامي الاعلى السيد عمار الحكيم لجميع ممثلي الكتل السياسية لعقد اجتماع اعتبر ان الهدف الاساسي له هو توحيد الصف امام الارهاب وأصدار ميثاق شرف يعلن فيه الجميع موقفهم ضد الطائفية ويرسل رسالة للشعب العراقي بان "الساسة مهما اختلفوا الا انهم ينحنون امام الدماء البرئية وتصغر خلافاتهم امام تضحيات الشعب العراقي".وبكل صراحة لا اتوقع ان التفجيرات والعمليات الارهابية ستنتهي لو لبى الجميع دعوة الحكيم وجلسوا على طاولة الحوار واجتمعوا واصدروا ميثاق الشرف، لاني واثق ان قوى الارهاب لا تفهم للحوار لغة ولا للشرف معنى.لكن ان نلتقي جميعا بمختلف احزابنا وتوجهاتنا ومذاهبنا ونخرج بكلمة موحدة تعري القتلة ولا تجعل لهم أي مبرر مزعوم للقتل ونشر الدمار فهذه ضرورة كبيرة يجب على كافة الكيانات السياسية دعمها والسير باتجاهها، وكلي امل ايضا ان تجد هذه الدعوة ترحابا ودعما من قبل المرجعيات الدينية للشيعة والسنة لما لها من دور مؤثر على الواقع العراقي، اضافة الى دعم شيوخ العشائر لها لان البعض يحاول ان ينزل الصراع من تجاذبانه السياسية وتحويله الى صراع اجتماعي طائفي وبالتالي يكون هذا الحوار وهذا الاجتماع جهد باتجاه عزل وحصر الارهاب في زاوية حرجة وخلق اجواء مناسبة لمحاربته بالشكل الصحيح والمناسب.وبالعودة للماء والقدح، كلي امل ان تكون اليد التي تمسك القدح يد تفهم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها في حماية هذا القدح الغالي والحفاظ على ما يحويه، والسلام ختام.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-05-30
انه وهم قاتل الى متى السكوت
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك