المقالات

أيار يكتسح ما قبله ..فماذا تتوقعون لحزيران ؟؟

522 23:45:00 2013-05-29

هادي ندا المالكي

سجلت الحوادث الدموية التي طالت الأبرياء والعسكريين على حد سواء في شهر ايار رقما قياسيا في اعداد الضحايا الذين سقطوا نتيجة انفجار السيارات المفخخة او الاحزمة الناسفة او العبوات اللاصقة او الاسلحة الكاتمة رغم ان الشهر لم ينتهي بعد ويبدوا ان الحصيلة في تزايد مستمر وهي نتيجة طبيعية لحالة الاحتقان والشد الطائفي والتحريضي الذي تشهده الساحة السياسية العراقية خاصة بعد حوادث الفلوجة والحويجة .وواضح ان الانهيار الامني يمثل انعكاسا حقيقيا لافرازات ساحات الاعتصام في الفلوجة والانبار والحويجة وسامراء والموصل وامتدادا للغة العنف والانتقام والاتهام والاتهام المتبادل التي يطلقها عدد من النواب الغير منضبطين وممن لا يشعرون بالمسؤولية تغذيهم وتمدهم أجندات من خارج الحدود وكما اعلنها محافظ صلاح الدين وعلى رؤس الاشهاد من استلام عدد من السياسيين وشيوخ العشائر والمتاجرين بارواح ودماء الابرياء في المناطق الغربية لمئات الملايين من الدولارات.وواضح ان الانهيار الأمني سيستمر مدة أطول وواضح أيضا ان اعداد الضحايا في تزايد وان كل شهر يترحم على الذي قبله لغياب الحلول الحقيقية وعجز الاجهزة الامنية عن توفير الامن والنظام واستمرار صراع الإرادات الغير منضبط والذي يركز على السلطة كغاية ووسيلة دون الالتفات الى الثوابت الاخلاقية والوطنية وكذلك بسبب التدخلات الخارجية التي دخلت من منفذ الخلافات والتقاطعات لتضيف الى عمق الجراح نصلا غائرا في جسد الشعب العراقي لا يشعر بحرارته والمه من هم في مركز القيادة او التصدي للمسؤولية.ان السوط الاكثر ايلاما في واقعية الانهيار الامني هو هذا الاسترخاص المتعمد واللا ابالي لارواح ودماء الابرياء المدنيين والعسكريين وقد يكون هو الاسوء على طول تاريخ العراق الحديث بقرينة عدم سعي اصحاب القرار الى وقف هذا التداعي بل ان هؤلاء يحاولون ويسوفون وسيعملون دون ان تكون لديهم القدرة والرغبة الحقيقية للعلاج واعتقد ان هذا التسويف وهذا التداعي ما كان ليستمر لو ان شخصا يحمل في عروقه دماءا نقية وطاهرة ارتوت وتعشقت بماء دجلة والفرات ودهلى الاهوار .ان الانهيار الامني سيستمر وستتصاعد وتيرة العنف في بغداد وباقي المحافظات وسيكون حزيران اكثر دموية من نيسان وايار ما دام المالكي وشلته من جهة والنجيفي وزمرته من جهة اخرى مستمرين بنهجهم العدائي التحريضي ولا تربطهم بالعراق وشعبه غير المصالح الشخصية والحزبية وما دامت ساحات الاعتصام في المناطق ذات الغالبية السنية تقدم خطبها التحريضية الرنانة كل يوم جمعة وما دام الارهاب يمسك بعصمت الملف الامني وما دام الاتحاد الاوربي رحيما وعازما على تزويد الجيش السوري الكر وجبهة النصرة بالاسلحة الحديثة والفتاكة.ان الحقيقة الكامنة في قادم الايام تؤشر الى احتمالات سيئة ربما يواجهها العراق لكن نوافذ الامل لا زالت باقية وراسخة في فكر ونهج ومخيلة الشرفاء ممن يحاولون اطفاء نار الفتنة والاحتراب وان كانت الفرص محدودة والخيارات قليلة جدا.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك