حيدر عباس النداوي
مفارقة غريبة اراد تسويقها الكاتب احمد كاظم في مقاله المنشور يوم الاحد الفائت من على صفحة موقع صوت العراق (المبادرات التي تطيل عمر الازمة) والمعروف عند الجميع ان اصل المبادرات هو لتفكيك وحلحلة وتصفير الازمات وليس لاطالة عمر الازمة وهذا سياق ومنهج متبع سواء من قبل الدول او المجتمعات او المجاميع ولولا المبادرات واللقاءات لكان للدنيا وجه وشكل اخر ولتراكمت الازمات ولكانت الكوارث والحروب هي الصفة الغالبة.الكاتب خبط خبط عشواء في تشخيصه للعلة فهو يرى ان الحلول المقدمة والمقترحة من المجلس الاعلى وعلى مدار السنوات الفائتة لم تعطي ثمارها وكل ما اعطته هو الخسران المبين مقابل حصول الكرد والمكون السني على امتيازات وحقوق ما كانوا ليحصلوا عليها لولا هذه المبادرات . والحقيقة ان المبادرات انما تطلق لحل المشاكل ولم تطلق لتقديم الهبات والعطايا والتنازل عن الحقوق هذا اولا الشيء الاخر ان مبادرات الحكيم مبادرات حقيقية قابلة للتحقيق وليست مبادرات وهمية الا ان التنافس السياسي لم يمنح هذه المبادرات في بعض الاوقات جواز المرور الا ان الجميع غالبا ما يعودون اليها وتحقيقها كما هو الامر مع طاولة اربيل الشيء المهم هو ان المجلس الاعلى لم يكن يوما من الايام جزءا من المشكلة بقدر ما هو جزء من الحل والثقة فهو لم يكن شريكا في توزيع الحصص ولم يكن شريكا في توليفة التشكيلة الحكومية لذا فان الاخطاء التي رافقت الاداء الحكومي واداء البرلمان لم يكن المجلس الاعلى طرفا فيها ولهذا فانه لم ولن يتحمل مثل هذه الاخطاء القاتلة والتي تكاد تذهب بهيبة الدولة ومستقبل العراق.الكاتب احمد كاظم ذهب بعيدا في طرحه فهو لم يعتمد الفدرالية كاساس لحل الازمات السياسية المفتعلة والمتكرر وهي استحقاق دستوري بل ذهب الى ابعد من ذلك عندما وجد ان التقسيم هو الحل الاساس لكل هذه المشاكل وساق مثالا على ذلك كما يرى هو دولة كردستان والتقسيم حسب رؤية كاظم هو التقسيم الطائفي والقومي فيكون العراق ثلاث دويلات وكان الله يحب المحسنين.غير ان الاخ الكاتب لم يوضح لنا كيفية تقسيم العراق وما هو الثمن وهل ان التقسيم نزهة ام كارثة حقيقية ستجر معها البلاد الى حروب ومطاحن تطير بها الرؤوس وتطيح الايدي لان التقسيم يعني القطع والقطع يعني تمزيق الاوصال والتخلي عن بعض الاجزاء.قد يكون التقسيم كلمة تافهة الا ان المضي في طريقها يعني الانتحار وهو ليس خيارا مطروحا ابدا انه كارثة اذا ما تحققت فلم ينجو منها احد وهذه الكارثة لن تخدم اي طرف وسيكون الجميع خاسرين الطرف الرابح او الاطراف الرابحة هم الصهاينة وبعض دول الجوار والناقمين على العراق وعلى شعب العراق وعلى تجربته الفتية.ليس من المعقول ان يكون احمد كاظم على حق بينما تكون جميع الكتل السياسية ورجال الدين والعلماء والحكماء على باطل وعلى خطا لانهم قبلوا بمبادرة الحكيم.
https://telegram.me/buratha