المقالات

مبادرة السيد الحكيم ... انتشال بلد على حافة الهاوية /

422 12:09:00 2013-05-30

حافظ آل بشارة

المجزرة الدموية مستمرة في بغداد ، والدولة بجميع مؤسساتها واحزابها وكتلها تلعب دور المتفرج الذي يكتفي ببيانات الاستنكار وكأن الكارثة في بلد آخر ! الأزمة السياسية تنعكس في الشارع بشكل دماء عشوائية ، العصابات الارهابية تهيمن على بلد مستباح . والسؤال لماذا لا يتفاعلون جديا مع مبادرة السيد عمار الحكيم التي دعا فيها الى اجتماع رمزي للاطراف المعنية للخروج بحل ؟ لماذا لا يسارعون الى تنفيذ هذه المبادرة التي هي صوت قوي احرج المتفرجين ؟ في الازمات السابقة كان الناس يتذكرون حكاية (الاجتماع الوطني) الذي لم يعقد ، وحكاية (المؤتمرالوطني) الذي فشل ، و(مبادرة طالباني) التي كانت دعوة لاجتماع في منزل رئيس الجمهورية ولم تسفر عن شيء ، لكن مبادرة السيد الحالية هي امتداد لدعوة (الطاولة المستديرة) التي كانت آلية حل ممتازة للازمة ، حاليا اختلفت الظروف والخلفيات وتضاعف مؤشر الخطر الشامل ، لذا جاءت دعوة السيد الأخيرة وقد لقيت ترحيبا من قبل الكتل الرئيسية كالتحالف الوطني وائتلاف القائمة العراقية والتحالف الكردستاني وكافة الاوساط ، ووصفها البعض بأنها وسيلة لاخراج العراق من عنق الزجاجة ، لكن التأييد والترحيب لا يكفي ، يجب تنفيذ المبادرة بسرعة ، واذا كان البعض يتسائل عن كيفية تنفيذها فهي تساؤلات في غير محلها لأن السيد في خطاباته وتصريحاته السابقة قدم الكثير من التفاصيل وأكد ضرورة مواجهة الأزمات بمسؤولية اخلاقية ودستورية ، وكان يذكر دائما ان الحل الجذري يجب ان يجري عبر مراحل هي : 1- التهدئة ووقف كل اشكال التصعيد الاعلامي والسياسي بين مختلف الاطراف المعنية . 2- خروج كافة الاطراف بتوصيف وتعريف موحد للأزمة القائمة يعكس فهما واحدا ورؤية واحدة . 3- الانتقال الى مرحلة الحوار وتفكيك الازمة الى عناصرها الادق والدخول في التفاصيل بقوة ووضوح واكتشاف نقاط الخلاف الجوهرية . 4- التفاوض والتداول الايجابي المباشر والصريح بين مختلف الاطراف المعنية للخروج بحل وتثبيت الاتفاقات والتعهدات ووضع سقف زمني لتنفيذها بسرعة وتجنب المماطلة والتسويف . وكان ايضا يؤطر هذه المراحل بشروط اهمها : 1- رفض التدخل الخارجي والاملاءات الاقليمية . 2- تقوية الثقة والتواصل وتقديم حسن الظن بين الاطراف السياسية وعدم التخندق المسبق . 3- استعداد كل طرف لتقديم تنازلات وتفضيل المصلحة الوطنية العليا على المصالح الخاصة . 4- احترام الدستور والقانون والعمل في اطارهما ، لذا فمبادرة السيد الأخيرة لا تحتاج الى مزيد من التفاصيل لان التفاصيل سبقت العنوان والكرة الآن في ملعب السياسيين وتترتب عليهم مسؤولية تنفيذها وتفعيلها ، فالعراق يشهد تدهورا أمنيا غير مسبوق ، وقد انتقلت العصابات الارهابية الى اسلوب الاعتداء المتقابل ، اي تنفيذ عدة تفجيرات في منطقة شيعية ثم الانتقال لتنفيذ تفجيرات في منطقة سنية في بغداد للأيحاء بوجود فعل ورد فعل ، ضربة وضربة ثأرية ، هجوم وهجوم مقابل ذي طابع طائفي ، وجر الاهالي الى التورط في القتال وهي حسب تصورهم مقدمة تؤدي الى تفجير الحرب الأهلية ، الا ان معظم الاهالي في بغداد يعرفون حقيقة ما يجري ويعرفون ان الذي يقوم بهذه التفجيرات والقتل العشوائي جهة واحدة هي عصابات الارهاب ذات المخطط المعروف . فماذا تنتظر قيادات هذا البلد ، هل هناك وضع اخطر مما يجري الآن ، وهل هناك مبادرة لمواجهة الوضع الحالي افضل من هذه المبادرة ؟

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك