ابو هاني الشمري
قالت الزهراء صلوات الله عليها تصف القوم الذين اغتصبوا حقها (كنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب ونهزة الطامع وقبسة العجلان وموطئ الأقدام تشربون الطرق وتقتاتون القد أذلة خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم) (تعقيب: مذقة الشارب ونهزة الطامع وموطئ الاقدام, كناية عن القلة والذلة, وتشربون الطرق اي ماء المطر المتجمع المخلوط ببول الدواب, وتقتاتون القد اي تأكلون ورق الاشجار والاشياء الخشنة).اسوق هذا المقطع من خطبة الزهراء لانه يحكي لنا القصة من اولها قبل اكثر من 1400 عام وهي حكاية لم يزل ابطالها الموصوفون في مقطع آخر من نفس خطبتها يعيشون بيننا بأفكارهم ونفاقهم, وقد وصفتهم قائلةً ( فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهر فيكم حسكة النفاق وسمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل الأقلين وهدر فنيق المبطلين فخطر في عرصاتكم وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفا بكم فألفاكم لدعوته مستجيبين وللعزة فيه ملاحظين ثم استنهضكم فوجدكم خفافا وأحمشكم فألفاكم غضابا فوسمتم غير إبلكم ووردتم غير مشربكم هذا والعهد قريب والكلم رحيب والجرح لما يندمل والرسول لما يقبر ابتدارا زعمتم خوف الفتنة ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين).وهي انما تقص علينا قصة اليوم الاول بعد وفاة النبي (ص) وهل نكذب سيدة نساء العالمين وبضعة رسول الله (ص) وهي تعيش اللحظات تلك معهم اولاً بأول لتشهد انهم اظهروا نفاقهم (والرسول لما يقبر)!!!فإذا كان أول من تسلمها بعد رسول الله هم المنافقون فماذا نتوقع من احفادهم بعد مرور 1400 عام ونيف.كلنا رأينا اصحاب الفكر المنكوس والدين المطموس الذين يدّعون الاسلام زورا وبهتانا وهم من ابتدع مصائب في الاسلام لا يقبل بها حتى الكافر ولا الذي يعبد الحشرات. هدموا بيتا من بيوت الله يتعبد به الناس منذ مئات السنين وهم يكبرون وعتاتهم يتراقصون فرحاً قائلين اهدموا الاوثان !!!. وثن من هذا ومن يعبده؟!! هل هو تمثال بوذا ام صنم هبل ام مناة الثالثة الاخرى؟ وهل شاهدتم مسلما يا أولي الالباب يعبد وثنا بعد توحيده الله؟. لا هذا ولا ذاك ... انه المرض الذي يسري في دماء هذه الثلة الاجرامية التي نبشت القبور وشقت الصدور وأكلت القلوب ومثلت بجثث الشهداء اقذر تمثيل لم يفعله لا المغول ولا التتار. علام تصرخون بالتكبير وأي شئ يفرحكم ... أَهَدْمُ مسجدٍ إُسِّس على تقوى الله سجد فيه الانبياء وأولهم ابراهيم الخليل عليه السلام هو الذي يفرحكم؟عجبي ولمَ لا أعجب وأنا اشاهد أحدهم قد اطال لحيته حتى بات يستطيع ان يستخدمها ليستنجي بها دبره اذا شح عليه الماء رغم انه يستنجي ببعر الابل اذا كان يعرف الاستنجاء. وهو يصيح (الله اكبر اهدموا هذا الوثن !!!) نعم فمقام ابراهيم اصبح بين ليلة وضحاها وثنا يعبده المسلمين. كيف وأين ومتى ؟ اسألوا من هدّم هذا الوثن كما يقولون لتعرفوا من يعبد هذا المسجد وكيف يعبده.اين منظمة اليونسكو والامم المتحدة والمنظمات العالمية المعنية بالتراث من هكذا جرائم مخزية باتت تطال التراث الانساني الذي لا يُقَدّر بثمن ولا يمكن السكوت عنها ... بالامس ضج العالم كله حينما دمر طالبان تمثال بوذا ولكن اليوم نلاحظ صمتاً مطبقاً على تهديمِ اثرٍ تجاوزت اعمار اللبنات التي بني بها مئات السنين.الم يكن الاولى بكم ان تتركوه كما تتركون معابد الهندوس وصوامع اليهود في المناطق التي جئتم منها في نجد والحجاز ودبي والدوحة والمنامة وعمّان وصفاقس وطنجة ووهران والضفة وغزة.. ام ان تلك المعابد لاخوتكم في الدين وهذه المعابد للمشركين؟!!!. ماذا سيعبد المسلم حينما يدخل مقام ابراهيم عليه السلام ... هل سيعبد جدرانه ام محرابه ام ارضه؟ لقد صدق قول الله في هؤلاء المنافقين حينما قال فيهم (ذلك بأنهم امنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون).المنافق لا يمكن اصلاحه ولا تنفعه شفاعة الشافعين فقد خلق من طينة غير طينة البشر فإذا لم يجد بريئا يقتله يذهب الى اقرب حجر يهدّمه ثم يدّعي ان هذا الحجر وثن.كان على هؤلاء ان يهدموا بيوتهم على ابنائهم ونسائهم لأن اهلهم يدخلون فيها ويصلّون فيها ان كانوا مسلمين لانها اصبحت اوثان يتعبد الناس فيها ولا يجوز بقائها قائمة بل يجب ان تهدم على رؤوس اهلها.إن هذا الدين الجديد الذي يقرر ماهو صحيح وما هو خطأ حسب مزاج شخص قضى نصف عمره يدور في مغارات تورا بورا يَقِبُ على ظهره من يشاء من (اخوته المجاهدين) ليعرسوا به ليلتهم ويخرجوا به للجهاد صباحهم حري بكل مسلم محب لهذا الدين ان يحاربه ويحارب هذه الطغمة المارقة التي لم تترك مجالا من الموبقات الا وفعلتها ... ولنبدأ بمصادر الافتاء الكارثية لهم ... فمن افتى للنساء ان يصبحن (مومسات) يتفخذهن المجاهدين صباح مساء تحتى مسمى مبتدع في الدين اسمه جهاد النكاح !!, ومن افتى بجواز زواج المثليين, ومن افتى بقتل توم وجيري, وافتى بمنع تربية الطيور خوف الفتنة, ومن افتى بمنع بقاء البنت مع ابيها لوحدها, ومن افتى بقتل كل مسلم يخالفه في الرأي حري به ان بشطب من قاموس الاسلام ... ويجب ان نتبرأ منه ونعلن عليه الحرب بكل ما أوتينا من قوة ... ووالله لأن بقي المسلمون هكذا صامتين عن هذه الافعال الشائنة التي لا يقبلها حتى عقل الصغير الذي لا يدرك الصواب من الخطأ فكيف بنا ونحن نرى افعالاً يهتز لها عرش الرحمن ونبقى سكوت وكأننا نقول لهم هلمَّ هدموا الدين كما تشاؤون. ان كان الغرب له مآربه الخاصة والتي وجد في هذه الثلة المارقة وسيلة رائعة لتنفيذ ما يريده وبأموال نفط اعراب الخليج فعلى اهل الحل والعقد من كبار علماء الدين ان يعلنوها مدوية للوقوف بوجه هذا الوحش المدمر للحضارة والبناء ونحن نراه يحرق الاخضر واليابس ليرجعنا الى عصر الجهل والظلام حيث يجلس الاولاد مفترشين الارض ليأتي ملا عمر ويعلمهم اصول الدين على الطريقة الصهيو طالبانية السعودية القطرية الجديدة.ولنتذكر انهم اليوم تحركوا نحو مقامات الانبياء بعد ان فعلوها بالامس مع اضرحة صحابة رسول الله ... فهل سيسلم قبر رسول الله ومن بعده بيت الله من هؤلاء اذا بقي علماء الدين الاجلاء صامتين على هذه المخازي التي تحدث في الاسلام؟!http://burathanews.com/news/197049.html
https://telegram.me/buratha