بعض من صغار ممتهني السياسة هم ليسوا إلا واعظين في النهار، وفي الليل مرتادي مواخير رذيلة.. يعلمون أننا نعرف أنهم هكذا ولكنهم ولأنهم لا يريدون أن يعلموا أننا نعلم أنهم هكذا، يصمون آذانهم عن تلك الحقيقة، ويشيحون بوجوههم عن مواجهتها.. وان أخبرتهم بحقيقتهم صموا آذانهم من دوي رعدها..
هؤلاء مزدوجي المواقف، لا ينكرون على ظالم إذا بطش، ولا ينتصرون لضعيف أذا نُهش.. لا يسمعون إلا لأنفسهم، ولو سمعوا قولا ما فقهوه لأن أكثرهم لا يعقلون..هؤلاء الصغار سيعيشون ويموتون صغارا..في محافل السياسة يجيدون أكثر ما يجيدون فن التصفيق..عاش الملك..عاش الزعيم..عاش القائد ..عاش الأمين العام للحزب..عاش رئيس النقابة..عاش رئيس مجلس الإدارة..عاش المدير العام..عاش من بيده مفتاح الخزينة..عاش من محفظته ثخينة...عاش..عاش الى أن تبح حناجرهم فيهرعون الى بائع الحمص المطبوخ ليشربوا من ماءه الدافيء، فيرد لهم بعض صوتهم الذي فقدوه في صياحهم ..عاش..عاش، ليستأنفوا الصياح: عاش..عاش....
الصغار يتسابقون على المقاعد الأمامية في مجالس السياسة ومنتدياتها، ولكنهم سرعان ما يتخلون عنها عند قدوم الأوداج المنتفخة، عندما يحين موعد تناول الطعام يسارعون لعصر الليمون على أواني المقبلات لأصحاب تلك الأوداج..!...
صغار ممتهني السياسة بدأوها بلا هوية، وسيبقون بدونها حتى يغادروها، ليس لأنهم بلا كرامة فحسب، بل لأن الكرامة موضوع لا يفهمون فيه شيئا..يدخلون معترك السياسة عراة ويخرجون منها أيضا عراة، إلا من عدة بدلات رسمية وأربطة عنق وقمصان ملونة يظهرون بها في فضائيات تملأ بهم فراغ برامجها الباهتة مثلهم..عراة.. إذ أن بدلاتهم لا تستر عوراتهم لأنها من نوع بدلات الإمبراطور..هل تتذكرون قصة الصبي وبدلة الإمبراطور..!؟
هم يعرفون بعضهم بعضا مشكلين مجتمعا من الصغار المنافقين، الذين لا يعرفون الطريق الى العيش بكرامة، ولذا تجدهم مهطعين رؤوسهم يكرهون العيش رافعين الهامة..
صغار السياسة إلية لأكباشها.. كلما زادت قفزات الكبش تسارعا، زاد إهتزاز إليته.. إذا سكن الكبش سكنت إليته، تتناطح الأكباش فتهتز الإليات، تتكسر قرون الأكباش، لكن الإليات تبقى معلقة فوق مؤخرة الأكباش..! الإليات أكثر أجزاء الأكباش نفاقا..
يؤخذ الكبش الى المسلخ ليذبح، بعد ذبحه أول ما يفتق من جلده موضع في أليته، ثم يسلخ باقي الجلد، وفي الأخير ينزع عن الإلية ..التي تذوب وتسيح قبل كل مكونات الكبش من لحم وعظام وغضاريف..الأطباء يوصون مرضاهم بترك أكل الطعام الدسم سيما الإليات منه..فهي تسبب عسر الهضم وإرتفاع نسبة الدهون بالدم وتثخن الأوردة والشرايين، وإرتفاع ضغط الدم الناجم عن السمنة...و..وكل ذلك بسبب إلية ساحت وذابت في طبيخ...
كلام قبل السلام: أسوأ ما يمكن تصوره : أن يكون اللص واعظا، والكذاب سياسي..!
سلام..
https://telegram.me/buratha