صالح العطار
في عراقنا اليوم لم نبتعد كثيرا عن بعض المفاهيم القديمة وحتى تلك المنسوخة منها ، فالدولة مثلا مفهوم له تاريخ طويل تجدد مرارا، متاثرا بالتطورات العلمية والعملية .. في يوم كانت الدول تعرف بملوكها واذا قتل الملك في الحرب مثلا ماتت المملكة ايضا. لكن ، احد خصائص الدولة الديمقراطية الحديثة اليوم انها غير مرتبطة بالحاكم او بذلك المعنى القديم ، فالحكومات تاتي وتمضي والدولة باقية.
هذه الدولة الحديثة التي تبسط سلطتها من اقصى شمالها الى اقصى جنوبها وهي التي تمتلك السلاح والقوة حصرا لا تعيش يوما ازمة المصير وخوف التقسيم وشتات اراضيها . لكننا ما زلنا نعيش في دولة ذات المفهوم القديم ، حتى اذا شتم احد الناس الحكومة اتهمناه بالعمالة والتشكيك بوطنيته، لاننا ربطنا مصيرنا كشعب وكبلد بمصير رئيس الحكومة وهذا ما يجب تغييره .
ان المشكلة اكبر من فهمنا الخاطئ حول مفهوم الدولة والحكومة ، لانها تكمن ايضا في ان الحكومة ذاتها فهمت هذه المسألة بشكل خاطئ ! على سبيل المثال يفجر ملعونا سيارة ملغومة ويقتل عشرات المواطنين العزل بين حين وحين حتى وصل الحال الى تكراره عشرات المرات في ساعة واحدة لكن البيان الحكومي لا يتغير فبعد ادانته للعمل يقول بأن هذه الاعمال تقصدني انا !! وهي في صدداضعاف الحكومة والعملية السياسية!! هذا البيان ان دل على شيء فهو يدل على ذلك الفهم الخاطيء التي بيناه سابقا، لان الحكومة ايضا تتصور بان العراق اصبح يختصر في دولة الرئيس ووزرائه!.
https://telegram.me/buratha