عدنان السباهي
إن العالم اليوم أصبح يقاد من قطب واحد وهذا القطب ينظر لمن يسير بركابه ويأتمر بأمره حليفا يسنده في المحافل الدولية ويقدم له التسهيلات الكثيرة وصفقات السلاح وغيرها ، يقود هذا الاتجاه الولايات الأمريكية راعية الديمقراطية وحقوق الإنسان ومن ورائها الدول الغربية واغلب الدول العربية التي تعتبر أدواتها في المنطقة وتركيا وطبعا حليفها الأساسي إسرائيل ، التي يتم منع القرارات التي تدينها لأنها تبني المستوطنات وتقتل الفلسطينيون وتستخدم الأسلحة المختلفة ، هذا المنطق جعل الكثير ممن كان يحترم الديمقراطية الأمريكية ويعيد النظر لهذا الكيل بمكيالين وكان المنطق اليوم إن لم تكن معي فأنت ضدي.حدثت في العراق بعد عام 2003فوضى عارمة خسر خلالها العراق الآلاف من أبنائه بقتل وعمليات إرهابية تستخدم المتفجرات والعبوات الناسفة بعد أن فقد الملايين في الحروب السابقة، وبعد أن عجز هؤلاء من إسقاط العملية السياسية وعودة المعادلة القديمة بداو باستخدام طريقة العنف السلمي أي المظاهرات والاعتصامات التي تستخدم المطالب المشروعة لتمرير المطالب غير المشروعة ، التي تضمنتها خطابات طائفية تدعوا للتفريق بين طوائف الشعب العراقي ، بل وراحت تدعوا علنا لإسقاط الحكومة ورموزها ووصفهم بأوصاف ونعوت طائفية وقتل إفراد الجيش والشرطة لأنهم يمثلون الحكومة ، وكانت آخر مطالبهم التقسيم أو الحرب وكل هذا ، والحكومة لم تدخل ساحة الاعتصامات من باب الديمقراطية وتلبية لطلبات المجتمع الدولي ورغم هذا يصرح رئيس وزراء تركيا بان يصف المتظاهرون في العراق سلميين ويجب صون حريتهم والمتظاهرون في البحرين بالمتطرفين والمعارضة في سوريا يجب دعمها والمعارضة في دول أخرى من المفترض لجمها، وتأتي قمة الازدواجية والنظر بعينين وليس واحدة للأمور، فاليوم وبعد ان حدثت المظاهرات في تركيا احتجاجا على تحويل ساحة عامة لمجمع تجاري أثار حفيظة البعض فخرجوا محتجين فتم دفع رجال الشرطة لتفريقهم وباستخدام القوة والغازات المسيلة للدموع ، وهددهم رئيس الوزراء بأنه سيستخدم القوة ويرمي بهم في المعتقلات ووصفهم بأنه مجموعة متطرفين وكان يعيب استخدام مثل هذه الألفاظ على الآخرين فمتى تنتهي هذه الازدواجية، واليوم طالعنا القرضاوي شيخ وعاض السلاطين الذي أفتى بمحاربة الشيعة وكفر العلويين بعد أن كان صديقا للأسد حين كانت قطر بأميرها صديقة لسوريا برئيسها ولكن اليوم وحين تغير الموقف تغيرت نظرة وفتوى القرضاوي، فيا حكام وقادة الدول المجاورة والبعيدة اتقوا الله في شعوبنا فان النار التي تحرقون فيها الشعوب الأخرى بزرع الفتنة بين أبنائها سيأتي اليوم الذي ينقلب السحر على الساحر ولا ينفع الندم فكما تدين تدانا
https://telegram.me/buratha