واثق الجابري
الأرهاب والعنف بكافة اشكاله يستهدف الجميع أفراد ومكونات ,و الحزم والوضوح والصراحة ضد الارهاب وضد دعواته الطائفية التي تهدف إلى تمزيق البلاد وتمزيق شعبنا تعطي الثقة بين الأطراف السياسية ، بالوقوف سوية ضد اي نهج يتبنى العنصرية و الأرهاب و التكفير أو التطهير الطائفي ، يحرض او يمجد او يروج او يبرر له ، ويلتزم الجميع بمحاربتة بجميع اشكاله ،لحماية العراق من ان يكون مقراً او ممراً او ساحة لنشاطاته ,تجاوزنا مرحلة كبيرة ومازال الطريق أمامنا طويلاً و يتذكر الشعب دائما من وقف معه ومن وقف مع نفسه ، المنطقة الاقليمية تمر بظروف إستثنائية لم تشهدها منذ 100 عام ، تضغط على الواقع الداخلي العراقي من مختلف الجهات ، والرياح العاصفة تضغط وبقوة على اشرعة وطننا ,ونحتاج البحارة الماهرين لقيادة سفينة وطننا وسط هذه العواصف وترسو في بر الامان، وليس هناك مشكلة عصية على الحل ، متى ما آمن المختلفون بالحل والعيش المشترك وليست هناك أزمة لا يمكن الخروج منها , متى ما آمنا أن العراق فوق كل الأزمات والالام ,والشعب أهم من كل المواقف وان الألتقاء في المنتصف لا يمكن اعتباره تنازلاً ,تاريخ العراق ينظر الى قادته ورموزه وينتظر منهم رسم مستقبله ومستقبل اجياله المقبلة ,يتأمل ان ينشروا الأمل على طول جغرافيا هذا الوطن الذي حملهم وحملوه في احداقهم ،والخلاص من التركة الثقيلة التي خلفتها الدكتاتورية والفجوات الكبيرة في نسيج المجتمع والذوق والفكر العراقي .إجتماع بعيدا عن التعقيدات السياسية والبروتوكولية ، يحمل دلالة كبيرة على ان العراق أكبر من الاختلافات والوطنيةأعمق من التقاطعات , قادة العراق وشعبه حملوا هموم هذا الوطن وقدموا التضحيات ، فقدوا الأخوة والأحبة والأصدقاء في الدكتاتورية والأرهاب , ووصلت التدخلات الخارجية الى نزاعات داخلية أربكت الشارع العراقي, وأخطر ذلك التقاطع بين السلطة التشريعية والتنفيذية , دعوة السيد عمار الحكيم لعقد أجتماع وطني بعيد عن الشروط المسبقة وطلبات التنازلات والتشدد بالمواقف وجدت القبول لدى الاطراف السياسية والشعبية , بعد أصبحت المفخخات تحصد الأرواح يومياً وأنتشرت المليشيات بالشوارع وتعطلت السلطات , الحكيم بتاريخه العريق وتقاربه من كل القوى أستطاع الوصول لرأب الصدع بين الاطراف السياسية وإقناعها ان تلك الخلافات لا تصل بنا لنتيجة وان الجميع خاسر في معركة تخدم أعداء العراق , والأرهاب لم يقف عند مدينة معينة ومزق الصف الوطني والتلاحم والوشائج الاجتماعية والتقارب والأنساب , وقف قادة العراق اليوم في نقطة المنتصف وحيث يلتقي القادة بمسؤولية أمام شعبهم ,إنها وقفة شجاعة حينما نعترف بالخطأ وندرك الخطر ونعرف أين نلتقي , و الحوار طريق صحيح يقودنا نحو حل المشكلات الناجمة عن الاختلافات في رؤانا لبناء الدولة وتسيير شؤون الحكم في البلاد ، و التتعددية في المكونات الدينية والمذهبية والقومية والسياسية , الاختلاف في الرأي مظهر طبيعي ، وليس سبب لأنهيار قيم التسامح والتعايش والقبول بالآخر والحوار ، أخطر ما نواجهه اليوم هو بروز الدعوات العدوانية التي تريد الغاء الآخر ، وهذا يعني اللجوءالى القتل والتدمير ، ويستدعي من الجميع الوقوف بحزم كدولة ومرجعيات دينية وقيادات سياسية وعلماء ومؤسسات مدنية ضد ظاهرة نفي الآخر ومحاولة محوه من خارطة العراق, التاريخ سيسجل هذه الوقفة وهذا الأجتماع في صفحاته البيضاء , وقد نجح الحكيم في جمع الشركاء في الوطن وأرسال رسالة تطمين للشعب العراقي .
https://telegram.me/buratha