الشيخ حسن الراشد
لربما هناك ثمة من يتساءل كيف يمكن ان يكون القرضاوي هو قاتل السنة في العراق وهو اليوم أيضاً متهم بقتلهم في سورية؟
كيف يمكن ان نرمي مسؤولية إراقة دمائهم - أهل السنة - في رقبة الشيخ الداعية القرضاوي ؟
ليست هناك مفارقات أكثر من مثل هذه القضية التي منذ بداية الأحداث الدامية في العراق وسلسلة طويلة وممتدة من التفجيرات العشوائية والمفخخات ودخول الآلاف من الإرهابيين وما يسمي المقاتلين العرب ألي العراق باسم الجهاد وتنفيذهم للآلاف من العمليات الانتحارية وقتلهم العشرات الآلاف من العراقيين سنة وشيعةً إلا بسبب الفتاوي التي أطلقها هذا الشيخ على خطين ؛
الخط الأول : خط التكفير وإخراج شريحة واسعة من أمة محمد صل الله عليه واله وسلم من الدين وإيجاد مبرر يحل له ولا مثاله قتلهم وقتالهم وقد تجلي هذا الأمر في خطابات القرضاوي التحريضية ضد العراقيين وتكفيرهم وسوق الفتاوي والادلة الشرعية التي تجوز له قتلهم واستهدافهم‘ في بداية الأمر اتخذ من حكاية التعامل مع الأمريكيين وسيلةً وحجة واعتبر كل من يتعامل معهم يحل دمه ويجوز قتله - بالمناسبة ان القرضاوي يطلب اليوم من الأمريكان ان يساعدو الشعب السوري أكثر ويشكرهم على موقفهم ويطمئنهم على ان لا يقاتل إسرائيل بعد إسقاط بشار - وعلى اثر تلك الفتاوي سقط الآلاف من أهل السنة قتلي وذبح الأضعاف من الشيعةً في عمليات انتقامية بدوافع طائفية سببها فتاوي القرضاوي وقد قتل الأمريكان جمع كبير من السنةً في الفلوجة ومناطق غرب العراق انتقاما لقتلاهم في عمليات انتحارية وقطع الرؤوس قام بها المتطرفون وفقا لتعاليم وفتاوي القرضاوي التي أججت في ذات الوقت فتنة مذهبية واقتتال طائفي دفع بالشيعة الذين يشكلون الأغلبية الساحقة من سكان العراق للدفاع عن انفسهم مما وفر جواً مشحونا بالثأر ليذهب الكثير من أهل آلسنة ضحايا الاصطفاف الطائفي .
الخط الثاني : التحريض الطائفي والتشجيع للذهاب الي العراق للقتال وتنفيذ أعمال التفجير والتفخيخ واستهداف مؤسسات الدولة والأجهزة الامنية والبنية التحتية .والواضح ان هذا النوع من التحريض والتجييش الطائفي يدفع ثمنه أهل السنة قبل غيرهم لأنهم يتحولون لوقود و حطب نار الفتنة التي ينفخ فيها القرضاوي عبر اهم وأخطر منبر إعلامي يتمثل في قناة حمد القطرية وهي قناة البعيرة . ولما فشل القرضاوي في نهجه التحريضي في العراق رغم استمراره بين الفينة وأخرى و برز ربيع الناتو ونتنياهو وجه بوصلة الفتنة والتحريض المذهبي باتجاه بلاد الشام وتحديدا سوريا ورفع من سقف خطابه بشكل هستيري وفاضح واستغل موقعه الديني المصطنع وصلته بدوائر الاستخبارات القطرية والإقليمية ليمارس دور المنفذ لأجندة الصهاينة وأدواتهم الإقليميين وهذه المرة بحق الشعب السوري ووطنه الذي حوله الإرهابيون والقتلة الى مسرحا لأكبر مجزرة بشرية بعد العراق يشارك فيها كل المطبلين للديمقراطية وهو شعار لم يستفد منه لحد هذه الساعة كل الذين ثارو بوجه الطغيان في بلاد الثورات الأطلسية ولم يطبق منه سوى القسم الذي لا يمس الصهيونية بسوء وهو ما يلمسه المراقبون بوضوح في خطاب الغزل بين من اعتلوا السلطة في تلك البلاد وبين الغرب والصهاينة ولعل حالة الاطمئنان التي أعطاها القرضاوي للأمريكان في خطبة قبل عدة أسابيع واستجدائه منهم بالتدخل في سورية ومساعدة المعارضة بعد ان نفى نية مهاجمة إسرائيل بعد إسقاط النظام السوري لهو خير دليل على ما نقوله وما يخطط للأمة وما الشيخ القرضاوي إلا أداة لتنفيذ الخطة والخاسر هو أجيال هذه المنطقة وشبابها وسوف يكون أهل السنة هم من يدفعون ثمن هذا التحريض وهذا المخطط الجهنمي .وما يجري اليوم في سورية من أعمال قتل وذبح وقطع للرؤوس وأكل القلوب والأكباد البشرية يدفع ثمنه السنة لان الذين يقتلون من الجيش والمدنيين والمعارضة هم من السنة كون ان الأكثرية في هذا البلد سنة والقيادات التي تقود الدولة اكثرهم سنة رغم وجود شريحة من الأقليات في إدارتها إلا ان السني هو الذي يقود و يقتل السني وان معظم الضحايا من السنة والقاتل هو ذلك الجالس في قصره في الدوحة وقد أعتلي اريكة الفتاوي محرضا الجميع على القتل والقتال . الدم السوري يراق اليوم بتشجيع من القرضاوي الذي وضع نفسه في موقع المتحدث بلسانهم وهو يدعو كل من يستطيع حمل السلاح للذهاب نحوالمحرقة في سورية ليقتل أخاه السني في الجيش أو الأمن أو المدنيين السنة الذين تستهدفهم المفخخات وقنابل الهاون العشوائية وصواريخ الإرهاب العمياء باسم السنة الذين يدعي القرضاوي الدفاع عنهم . ولم يكتفي بذلك بل أخذ بفتح جبهة جديدة للسنة في لبنان ليواصل إراقة دمهم في كل مكان وهذه المرة بوقاحة أكثر وخبث أعمق و بخطاب طائفي بغيض يرمي استرضاء الصهاينة ودولة إسرائيل من خلال تطاوله السيئ على من سخر نفسه وحزبه وشعبه للدفاع عن السنة والشرفاء في فلسطين ولم يكل ولم يمل في دعمهم بالسلاح وخبرات القتال وهنا نقصد سماحة السيد حسن نصرالله ووصفه له بنصر الطاغوت وهو أمر يحز في القلب ان ينبري مفتي الأطلسي والناتو بكل وقاحة للنيل من أنبل من في هذه الأمة وتحريض السنة عليه في مسعى مريب وشيطاني يدغدغ به عواطف السذج والبسيطين من الناس وهو بذلك يرضي الصهاينة واليهود وفي ذات الوقت يزج السنة والشيعة معا في حالةً اقتتال واحتراب والمحصلة النهائية هي الحاق الخسارة بالسنة في فلسطين في العراق في سوريةً وأخيرا في لبنان .
https://telegram.me/buratha