عدنان السباهي
الكل يعلم العملية السياسية وكيف تشكلت منذ 2003 ولحد الآن نعيش الفوضى وليس الدولة بمفهومها الصحيح فمن يريد شيء من الحكومة يقطع الشارع ، وأي سياسي يزعل على الحكومة يقيم الاعتصامات والتظاهرات وتحدث بعدها الانفجارات، فالأمن منذ ذلك الوقت مفقود فمن يصنعه السياسيون وما القوات العسكرية والأجهزة الأمنية فهي تحافظ على الأمن ، فالساسة لازالوا يعيشون الماضي في الانتقام والانتقام المضاد ولم يتم انجاز المصالحة الحقيقية لان ثلث المجتمع العراقي غير مقتنع بالعملية السياسية والبعض منهم كان منتميا لحزب البعث فكرا وتنظيما ولازال يعتبره الحل الأمثل للوضع في العراق لأنه عابر للقوميات والاثنيات والأديان ، والأكثرية من الشعب العراقي تعتبر حزب البعث تنظيما إرهابيا قتل أبناء الشعب العراقي بالحروب الخاسرة والسجون القاهرة والمقابر الجماعية المتناثرة فالهوة واسعة بين الإطراف السياسية.فان أساس التازيم في العراق من القوى السياسية فهو السبيل الوحيد لبقائها السياسي على رأس السلطة من خلال صناديق الاقتراع ذات التحشيد الطائفي، وغالبا ما تقود الخطابات الطائفية لإخطار مدمرة لوحدة الشعب العراقي والحياة الاقتصادية والاجتماعية خصوصا وان هناك دعم وأجندات خارجية، وهؤلاء يتدخلون بالأموال والإرهابيون المنتحرين الذين شوهوا صورة الإسلام من خلال القتل والاغتيال والنسف والتدمير تحت مسمى (الجهاد)، وهذا أتى من الغلو والعنف والسير في طريق عكس منهج الرسول العظيم(ص) الذي قال (إياكم والغلو في الدين، فإنما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين)، وقول آخر(من حمل السلاح علينا فليس منا)و (لايحل لمسلم أن يروع مسلما) و( ومن أشار إلى أخيه بحديده، فان الملائكة تلعنه، وان كان أخاه لأبيه وأمه)، فإذا كانت الإشارة بحديده تجلب اللعنة، فكيف بمن يذبح أخاه ويفجر ويقتل الناس بالجملة.ولحرج الموقف وتأزم الأوضاع وزيادة حوادث القتل أفتت المرجعية الدينية الرشيدة بتحريم الدم العراقي ومن أي طائفة كانت وعلى الحكومة المحافظة على أرواح وممتلكات الناس ، و بعد انحدار الوضع السياسي والأمني انبرى السيد عمار الحكيم بعقد اجتماع رمزي لكل القوى السياسية العراقية والأوقاف الدينية، لما له من تاريخ عريق بالحكمة والإصلاح ولم الشمل من مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم (قدس) الذي كان ينصح الملوك والرؤساء بتطبيق العدل في الحكم وفتوى تحريم القتال ضد أبناء الشعب خير دليل، إلى شهيد المحراب (قدس) الذي اغلب خطاباته داعية للوحدة وعدم التفرقة ومشاركة الجميع في الحكم ، ومن اجل انتشال البلد من الانزلاق نحو الحرب الأهلية وفي ذلك الاتفاق على ميثاق شرف يحرم إراقة الدم العراقي ويدين عمليات القتل الإرهابية ، فالخطط الأمنية المكشوفة للإرهابيين لم تثبت نجاحها فيتم استهداف الناس في الشارع العام والأسواق والأماكن العامة، والخطوة الأمنية الأخيرة في الاتجاه الصحيح لكنها تأخرت كثيرا بمنع حركة العجلات التي تحمل لوحات الفحص المؤقت التي يتم تنفيذ العمليات الإرهابية بواسطتها لأنها غير مثبته في المرور لتعدد المالكين، وما الحادثة التي حدثت في حي الانتصار التي راح ضحيتها الشهيد (أبو عمار) الذي كان يساعد الجميع وإنسان بمعنى كلمة الإنسانية الذي يعدل ألف من هؤلاء المجرمين قتل بأسلحة كاتمة لأنه كان جالس في مكتب للدلالية لصديقه من المذهب السني فاختلط الدم الشيعي مع الدم السني في تلك الحادثة فالإرهاب لايفرق بين السني والشيعي ، نتساءل هل تستجاب القوى السياسية لمبادرة السيد الحكيم والتنازل عن المطالب التعجيزية والحزبية والذهاب نحو الوطنية كما وصفها سماحة السيد بالسفينة التي إن غرقت سوف يغرق الجميع.
https://telegram.me/buratha