المقالات

هل نجح الحكيم بحقن الدم العراقي ؟

654 09:26:00 2013-06-02

عدنان السباهي

الكل يعلم العملية السياسية وكيف تشكلت منذ 2003 ولحد الآن نعيش الفوضى وليس الدولة بمفهومها الصحيح فمن يريد شيء من الحكومة يقطع الشارع ، وأي سياسي يزعل على الحكومة يقيم الاعتصامات والتظاهرات وتحدث بعدها الانفجارات، فالأمن منذ ذلك الوقت مفقود فمن يصنعه السياسيون وما القوات العسكرية والأجهزة الأمنية فهي تحافظ على الأمن ، فالساسة لازالوا يعيشون الماضي في الانتقام والانتقام المضاد ولم يتم انجاز المصالحة الحقيقية لان ثلث المجتمع العراقي غير مقتنع بالعملية السياسية والبعض منهم كان منتميا لحزب البعث فكرا وتنظيما ولازال يعتبره الحل الأمثل للوضع في العراق لأنه عابر للقوميات والاثنيات والأديان ، والأكثرية من الشعب العراقي تعتبر حزب البعث تنظيما إرهابيا قتل أبناء الشعب العراقي بالحروب الخاسرة والسجون القاهرة والمقابر الجماعية المتناثرة فالهوة واسعة بين الإطراف السياسية.فان أساس التازيم في العراق من القوى السياسية فهو السبيل الوحيد لبقائها السياسي على رأس السلطة من خلال صناديق الاقتراع ذات التحشيد الطائفي، وغالبا ما تقود الخطابات الطائفية لإخطار مدمرة لوحدة الشعب العراقي والحياة الاقتصادية والاجتماعية خصوصا وان هناك دعم وأجندات خارجية، وهؤلاء يتدخلون بالأموال والإرهابيون المنتحرين الذين شوهوا صورة الإسلام من خلال القتل والاغتيال والنسف والتدمير تحت مسمى (الجهاد)، وهذا أتى من الغلو والعنف والسير في طريق عكس منهج الرسول العظيم(ص) الذي قال (إياكم والغلو في الدين، فإنما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين)، وقول آخر(من حمل السلاح علينا فليس منا)و (لايحل لمسلم أن يروع مسلما) و( ومن أشار إلى أخيه بحديده، فان الملائكة تلعنه، وان كان أخاه لأبيه وأمه)، فإذا كانت الإشارة بحديده تجلب اللعنة، فكيف بمن يذبح أخاه ويفجر ويقتل الناس بالجملة.ولحرج الموقف وتأزم الأوضاع وزيادة حوادث القتل أفتت المرجعية الدينية الرشيدة بتحريم الدم العراقي ومن أي طائفة كانت وعلى الحكومة المحافظة على أرواح وممتلكات الناس ، و بعد انحدار الوضع السياسي والأمني انبرى السيد عمار الحكيم بعقد اجتماع رمزي لكل القوى السياسية العراقية والأوقاف الدينية، لما له من تاريخ عريق بالحكمة والإصلاح ولم الشمل من مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم (قدس) الذي كان ينصح الملوك والرؤساء بتطبيق العدل في الحكم وفتوى تحريم القتال ضد أبناء الشعب خير دليل، إلى شهيد المحراب (قدس) الذي اغلب خطاباته داعية للوحدة وعدم التفرقة ومشاركة الجميع في الحكم ، ومن اجل انتشال البلد من الانزلاق نحو الحرب الأهلية وفي ذلك الاتفاق على ميثاق شرف يحرم إراقة الدم العراقي ويدين عمليات القتل الإرهابية ، فالخطط الأمنية المكشوفة للإرهابيين لم تثبت نجاحها فيتم استهداف الناس في الشارع العام والأسواق والأماكن العامة، والخطوة الأمنية الأخيرة في الاتجاه الصحيح لكنها تأخرت كثيرا بمنع حركة العجلات التي تحمل لوحات الفحص المؤقت التي يتم تنفيذ العمليات الإرهابية بواسطتها لأنها غير مثبته في المرور لتعدد المالكين، وما الحادثة التي حدثت في حي الانتصار التي راح ضحيتها الشهيد (أبو عمار) الذي كان يساعد الجميع وإنسان بمعنى كلمة الإنسانية الذي يعدل ألف من هؤلاء المجرمين قتل بأسلحة كاتمة لأنه كان جالس في مكتب للدلالية لصديقه من المذهب السني فاختلط الدم الشيعي مع الدم السني في تلك الحادثة فالإرهاب لايفرق بين السني والشيعي ، نتساءل هل تستجاب القوى السياسية لمبادرة السيد الحكيم والتنازل عن المطالب التعجيزية والحزبية والذهاب نحو الوطنية كما وصفها سماحة السيد بالسفينة التي إن غرقت سوف يغرق الجميع.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو زهراء الكاظمية المقدسة
2013-06-03
كل كلمة قال السيد الحكيم هي موجودة في الدستور المهم هو التطبيق فهل من مجيب السلام عليكم يا اهل الحكيم
الدكتور شريف العراقي
2013-06-03
لمنع نزيف الدم يجب مجابهة القتلة بالقوة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك