عبدالله الجيزاني
اليوم عادت بي الذاكرة قليلاً إلى ماقبل سنوات، تذكرت لقاء تم مع عزيز العراق لقيادات أحد مكونات تيار شهيد المحراب، وكنت حاضراً حيث جاءوا يشكون التهميش من الحكومة وعدم حصولهم على إستحقاقهم كمجاهدين يشهد لهم سماحته، كان رد السيد :- كم مرة طالبتم ومَن طالبتموه..؟هل لديكم وثائق مكتوبة لتلك المطالبات..؟ فكان الرد لا سيد نحن نطالبك، ونريد تدخلك. قال سماحته أنا حاضر لإنصاف كل عراقي مظلوم لكن لا اُطالب له بل هو من يُطالب وعندما تصل مطالبته لطريق مسدود، عندها أتدخل لصالحة، بما في ذلك المجلس الأعلى الذي أتشرف برئاسته.فأنا ليس لجهة دون آخرى أنا للكل فالثقة التي نحظى بها من المرجعية وكل الفُرقاء من مكونات الشعب العراقي لم نأتي بها بقوة سيف أو بذل مال أو حنكة وحكمة سياسية فقط، لكن حُرصنا على إحقاق الحق وتطبيق العدل منحنا ثقة الآخرين. واليوم وأنا أشاهد قادة العراق بكل مكوناته من الشمال إلى الجنوب بلا إستثناء، ورغم كل خلافاتهم التي وصلت لكسر العظم الإ انهم نسوا كل ذلك أمام دعوة الحكيم لهم، لا لشيء إلا لانهم يعرفون انهم يقصدون مكان ليس فيه إلا الحلول، لم يكن يوما طرفا بأزمة أو مماحكة سياسية ولم يكن معا بالمطلق ولاضد بالمطلق بل كان يتمسك بالاصح، لم تستهويه مغريات بمناصب أو مواقع .بل دائما يستهويه الوطن والمواطن لذا فأن كل مواقفه تأخذ من كلا الطرفين الحق لتكون معه، الا مع الوطن والمواطن فهو في حالة انحياز دائم لهما، فمع كل الازمات كان الحكيم وخلفه تيار شهيد المحراب في الموقع الصح لكون كل الأزمات كان فيها شيء من الحق لدى الطرفين وبالمقابل هناك شيء من التجاوز لدى كلاً منهما. انتقد البعض وشنع البعض مرة جهلاً واخرى حسداً، حتى من داخل تيار شهيد المحراب هناك من طالب بموقف منحاز ليحاكي التصعيد القومي في الأزمة مع الكورد مرة أو طائفيا ليحاكي التصعيد الطائفي في ازمة التظاهرات والاعتصامات في محافظات شمال وغرب العراق، كان الحكيم يرد واثقا أن هذا الثوب لايليق بتيار شهيد المحراب، وايضاً لايناسب هوى أغلبية الشعب العراقي وأن الأصوات القومية والطائفية ليس أكثرية الشارع العراقي بل الأعلى ضجيج فيه. ولمس الجميع ذلك من خلال نتائج الانتخابات الذي حقق فيها الأعتدال نتائج بارزة رغم كل ماجرى فيها من تجاوزات وخروقات، واليوم ايضاً لمس الجميع في هذا الحضور الكبير الذي تم في مكتب السيد ليعلن دون أن ينطق، أن الاعتدال في العراق هو الاصل والاساس وكل ماسواه طاريء وزائل وعلى كل المستويات الشعبية منها والسياسية. اليوم شاهدنا الجميع لبى دعوة العراق المهدد بوجودة، وجاء الجميع بقلوب مفتوحة حيث الحل، وضعوا خلافاتهم كلها ليعلنوا انهم مع العراق العادل، العراق الواحد وللجميع وكل حسب استحقاقه ووجودة، فهذا السبيل الوحيد لنبذ المتطرفين واصحاب أجندة التصعيد التي يبغون من ورائها اهداف ضيقة لايتسع لها العراق..
https://telegram.me/buratha