عزيز الكعبي
بعض السلوكيات السياسية تضر بأي جهود تهدف الى معالجة القضية العراقية بصورة خطيرة لأن القضية اليوم حساسة, والمسألة لا تحتمل التلاعب والابتزاز لان الوضع في العراق يتحكم بأشياء مصيرية بالنسبة للناس ولهذا كان هناك حس وطني من الحكماء ومعالجة الامور لذلك دعا الحكيم الى اجتماع عاجل وضروري و خلال الأيام الماضية شهدنا توجهات سياسية انسانية حكيمة لاجل لم الشمل وترميم البيت العراقي وحقن دماء الابرياء لذلك دعا الحكيم باجتماع وطني رمزي أوحت هذه الخطوة الهامة التي أنتظرها الكثيرين, بالترحيب والابتهاج النابع من رغبة صادقة لأبناء الشعب العراقي كما وأنها أوجدت مباركة شعبية وسياسية واسعة وتأييد خارجي كامل جعلت الاجتماع حقيقة يصعب على أي طرف محاولة عرقلته أو اعاقة صيرورة التغيير, فمجموعة اللقاءات والتصريحات مهدت لهذا الاجتماع المتوافق عليه والبدء بمرحلة جديدة, مرحلة بناء الدولة الحديثة القائمة على العدالة و المساواة في الفرص و الحقوق و الواجبات, ومن خلال ردة الفعل الشعبي نلاحظ قبول جماعي و إستبشار بغد أفضل, وكلمة حق لا بد أن تقال وتسمع ونشعر بها هي أن هذه الاجتماع يعد نقطة تحول جوهري نحو بلد حر, الذي طالما حلم أبنائه به وضحوا لأجله بدمائهموبد الاجتماع من كلمة عراقي وطني صادق, جسد الحكمة في أسمى معانيها، فلم يدع قرارا لأفراد ولكنه قرار نظر للعراق، ومصلحة العراق فقط، بُني على دراسة إستراتيجية، وصدر لتذويب بعض معيقات التسوية السياسية، ومثَّل التمهيد العملي لبدأ المرحلة الثانية من الاجتماعات، وتهيئة الأرضية المناسبة لبدء مرحلة الحوار الوطني الشامل، المتوقف على ضوء نتائجه المهمة ومعرفة الشكل العام للدولة الحديثة دولة المؤسسات والنظام والقانون دولة المواطنة المتساوية، بشفافيتها المطلقة وحكمها الرشيد.وما حدث من خلال مسيرة الاجتماع هو أن المجتمعون جلسوا الى بعض وتصافحوا فيما بينهم بعد قطيعة سياسية ارادت ان تجر البلاد الى الهاوية لكن وقفت الحكماء ابعدت ذلك,المهم جلسوا في رحاب السيد الحكيم وتعرفوا على وجهات نظر بعضهم ويستطيعون الآن أن يتحدثوا بشكل واضح حول الاختلاف القائم بينهم الى جانب أن الأسباب النفسية التي كانت تدخل في إطار الانقسامات والاختلافات الى حد كبير يمكن القول أنها قد ازيلت لأن اللقاء اليوم والجلوس الى بعض خلال هذه المدة قد اذاب كثير من الجليد الذي كان يعكر العلاقات بين الأطراف المتحاورة.- في الاجتماع لا نقرأ ان هناك شركاء كبار وشركاء صغار, القاعدة التي قام عليها اللقاء هي قاعدة المساواة والقبول بالآخر والبحث عن القواسم المشتركة والعمل في إطارها إن الوقت قصير والمهام كبيرة، والعراق الآن دخل مرحلة الحوار والبناء الوطني، فكل من زعم الوطنية من كافة المكونات يجب عليه أن يكون سندا لهذا البلد في البناء، وهذا يتطلب التوقف عن الشخصنة في القرارات، وكبح جماح المناكفات الإعلامية، وإن لم نقل خيرا فلنصمت، فالعراق أكبر وأغلى.
https://telegram.me/buratha