رأينا يوم أمس شيخ الفاجرين يوسف القرضاوي يخطب في الدوحة معلنا، وبلا خوف من الله أو استحياء من رسوله، عن تدشين الحرب الطائفية بين المسلمين في خطوة مريبة تقشعر لها الأبدان. القرضاوي تقيأ بكل ما في نفسه الشريرة من أحقاد على الإسلام والمسلمين، وعبّر عن تعطشه إلى رؤية دماء شبابهم تسيل. رأيناه يفتعل حربا مفتوحة بين الشعوب المسلمة، وبإسم المسلمين السنة، مشجعا على القتل، وسفك الدماء، مهددا بأن مئة مليون شيعي لن يستطيعوا الإنتصار على ألف وسبعمئة مليون سني. القرضاوي أقدم بوقاحة وصلافة صادمتين على التشجيع على الحرب الطائفية علنا، وفي وضح النهار.
إن من حق كل مسلم أن يتحسس رأسه، ويتساءل: ما ضرورة أن يقتل المسلمون بعضهم بعضا، وكيف يحرض رجل دين، إن كان مسلما حقا، المسلمين على التقاتل والتحارب، وعلى أساس طائفي فوق ذلك؟
إن أي إنسان عاقل يعرف حق المعرفة أن هذا القرضاوي لا ينطق بإسم 1700 مليون مسلم، بل لا ينطق إلا بإسمه الوسخ، وبإسم من آواه في قطر، وثلة ممن باعوا أنفسهم للشيطان، وسلكوا طريق الضلال. وكل مسلم عاقل مطالب بإدانة هذا القرضاوي وتصريحاته وتوجهاته الشريرة وتحريضاته على الحرب بين المسلمين.
إن السلوك الطائفي البغيض للقرضاوي لا يستحق الإستهجان والإدانة وحسب، بل ويثير تساؤلات خطيرة عن حقيقة هذا الشيخ. ويكاد المرء يستشف من خلال توجهات القرضاوي أن أمرا جللا قد أصاب المسلمين. إن الخرف لا يمكن أن يكون وراء مثل هذا السلوك الآثم. ولعل البعد التام لسلوك القرضاوي عن أخلاقية رجل دين، مسلما كان أو غير مسلم، يجعل الإنسان يذهب في شكوكه إلى مدى بعيد، ومخيف، فيتساءل، مثلا: هل القرضاوي شيخ أم حاخام متستر؟ هل نجحت إسرائيل خلال عقود من الزمن في اختراق أوساط الإسلاميين في العالم، وخاصة في العالم العربي، فأوصلت يهوديا صهيونيا إلى قمة الهرم التنظيمي للإخوان المسلمين تحت إسم يوسف القرضاوي؟ وجاء الآن وقت استخدامه على المكشوف لإثارة حرب طائفية بين المسلمين إسرائيل بأمس الحاجة إليها؟
لا يلزم المرء أن يكون مؤمنا بنظرية المؤامرة كي يطرح مثل هذه التساؤلات، إنما هناك أسئلة أخرى تتعلق بالنزوة “السنية” المفاجئة لهذا القرضاوي، وتأليبه المسلمين على “إيران الشيعية”، وهذه الأسئلة تتطلب جوابا والجواب يدل على حقيقة القرضاوي.
أين كانت اعتبارات السنة والشيعة في رأس هذا الفاجر حين جعل آل سعود في عام 1991 من أرض الحجاز منطلقا لدك معاقل النظام العراقي الذي حارب إيران “الشيعية” نيابة عنهم لمدة ثماني سنوات؟
أين كانت اعتبارات السنة والشيعة في رأس وضمير هذا العاهر الفاجر حين كانت الطائرات الأمريكية تنطلق من قواعد السيلية والعيديد في قطر لتصب حممها على المسلمين “السنة”! في مدن العراق عام 1991؟
أين كانت اعتبارات السنة والشيعة حين فرض الأمريكان والسعوديون حصارا اقتصاديا على العراق لمدة ثلاث عشرة سنة مات خلالها مليونا مسلم “سني”، وتحول بعدها الملايين من نساء العراق وأطفاله المسلمين إلى شحاذين؟
أين كانت اعتبارات السنة والشيعة عند هذا اللعين حين أدخل آل سعود والكويتيون نصف مليون جندي أمريكي، بينهم الآلاف من اليهود الصهاينة، إلى العراق عام 2003، فانتهكوا حرمات المسلمين “السنة”، وأحرقوا مكتباتهم، ومدارسهم؟ واغتصبوا نساءهم؟
أين كان هذا الفاجر يوم انتهك الأمريكيون أعراض نساء المسلمين السنة، بل وحتى شرف رجالهم في أبي غريب، وغيرها؟
أين كانت فتاوى هذا العاهر حين اعتدى الأمريكيون على الطفلة عبير الجنابي، ثم حرقوا جثتها؟
لماذا لا يوجه هذا الفاجر بضعة ملايين من الـ 1700 مليون سني إلى فلسطين لينقذوا حرائر المسلمين من الذل والإغتصاب في سجون إسرائيل؟
لماذا لا يوجه هذا الفاجر كلمة إدانة لما يتعرض له مسلمو الروهينغا، حيث يُقطع حتى نسلهم؟
لماذا لا يوجه هذا الفاجر بضعة ملايين من هؤلاء الألف وسبعمئة مليون سني الذين يدعي التكلم بإسمهم إلى إثيوبيا، وهي عما قليل ستترك المصريين “السنة” يموتون عطشا – بالسد الذي تموله السعودية؟
لماذا يجب أن يحارب الألف وسبعمئة مليون سني إيران، وسورية، وحزب الله، وهؤلاء في حرب مع إسرائيل؟
الجواب عن الأسئلة كلها واحد، وواضح، وهو نفسه، لأن القرضاوي لا علاقة له بالإسلام، إنما قد يكون في حقيقته شخصا مثل إيلي كوهين، حاخاما صهيونيا متسترا، ولا يمكن أن يقول أو يفعل إلا ما ينفع إسرائيل ...!!!
22/5/13603
https://telegram.me/buratha