المقالات

حقق الحكيم ما عجز عنه الجميع

453 10:50:00 2013-06-03

زيد الحلو

بعد ان شاخت المساعي لتوحيد الصف بين القادة السياسين ودخلت في مرحلة سن اليأس السياسي وبعد تفاقم الوضع الامني في العاصمة بغداد وبعض المحافظات من خلال العمليات الارهابية المستمرة ووصلت الاحصائيات في عدد القتلى والجرحى خلال شهر واحد ما فاقت به اعوام الطائفية والقتل 2005 و2006 والتي أخذت مأخذها من الشعب المظلوم والتي ما كانت تميز بين طائفة واخرى , وفي أحنك الظروف بعد سقوط نظام الطاغية سعت المراجع الدينية وبعض القيادات السياسية في أجراء انتخابات حرة وديمقراطية في العراق وقام الشعب بواجبه الوطني على اكمل وجه وبدل ان تقوم الحكومة والبرلمان برد الجميل لهم والنظر الى معاناتهم والخوض في معارك تنقذهم من الموجات الارهابية الدخيلة بشتى انواعها أنما أخذوا على عاتقهم اثارت الازمات الواحدة تلو الاخرى فأصبحنا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا . وبعد كل هذا أصبحت الساحة السياسية تعيش حالة من الفراغ السياسي لا يجد من يملئه من قبل شخصيات عقلائية تكون مقبولة من جميع اطراف النزاع ومحوراً لهم , والمتابع لمواقف الشخصيات السياسية يجد في رئيس المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم ومساعيه الجادة للخروج من تلك الازمات هي خير من يمثل ذلك . ولا نستغرب لذلك لأن هذه العائلة من زمن عميدها المرجع الاسلامي الكبير السيد محسن الحكيم ومواقفه في تلك الفترة التي عاشها العراق ومن جاء بعده وما لمسناه من حياة شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم وأخيه عبدالعزيز الحكيم وسعيهم للم الشمل وتكريس مبدأ الوحدة الوطنية , وهاهو حفيدهم السيد عمار يكمل الطريق الموحش بسبب قلة سالكيه وهو لايملك أي سلطة او منصب حكومي تجذب الأنظار له وادراك الجميع صدق نيته في جميع مشاريعه التي يقدمها لحل المشاكل , فكانت مبادرته بالطاولة المستديرة ورغم عدم الاستجابة لها من قبل أقرب الناس ظناً منهم بأنه يراد منها مكاسب شخصية لكن برغم ذلك لم تثنى عزيمته و لكن هناك مثلا شائعاً يقول كثرة الطرق على الحديد تجعله يلين فخرج لهم بمبادرة الأجتماع أو اللقاء الرمزي بعدما بلغت القلوب الحناجر وأخذ الشيطان من جديد يرقص على أنغام المفخخات وبعد وصول البلد الى نفق مظلم وباتت وجوه العراقيين البائسة وأملها في خروجهم من هذا المأزق الطائفي المتجدد غير حاضرة على أرض الواقع واخذت اخبار العراق تتصدر نشرات الاخبار في معظم القنوات الفضائية ., فقام السيد الحكيم بمفرده بجمع كافة الاطراف المتنازعة والمتفرجة ولكافة الطوائف الدينية في العراق ولأدارة الوقفين الشيعي والسني للخروج بأضعف الايمان ولو برسالة تطمين للشعب العراقي بأننا موحدين بكل أطيافنا ورسالة رفض للطائفية المقيتة, وبرغم من عدم أخذه صدى أعلامي واسع لهكذا مشروع من شأنه ان يوقف نزف الدم العراقي ولكنه أثلج قلوب العراقيين وأذاب كتلة الجليد التي كانت جاثية على قلوب المتخاصمين واستهل السيد الحكيم حديثه بقوله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا وأذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته أخوانا ) . مثل هكذا مشروع ويأتي من شخصية تريد ترسيخ سلطة الفصل لا سلطة الانحياز لهذا الطرف او ذاك والاحتفاظ بمسافة واحدة من الجميع ونجاحها في بث ثقافة المعارضة الايجابية وقول كلمة ( لا) بدون ضجيج غير معهود عراقياً هذه كلها كانت عوامل نجاح ومقبولية من كافة الاطراف .ولننظر في القادم القريب لعله يفتح ابواب للقاءات اخرى مماثلة تكون مكملة وقادرة على حل المشاكل والازمات ,لكن يجب ان تكون النيات وطنية خالصة صادقة في القول والعمل وعدم تجاهل أي مكون عراقي مهما كان حجمه والايمان بان حكم العراق يجب ان يكون بمبدأ الشراكة الوطنية المستحقة لأنه شئنا أم أبينا هذه هي الوان الطيف العراقي التي لايمكن محوها . والله الموفق

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك