عدنان السباهي
في التاريخ القديم من يحكم العراق يسمى ملك الجهات الأربعة ويخبرنا أن اغلب الملوك الذين مارسوا الظلم يكون مصيرهم القتل على يد ملوك آخرين أو من خلال ثورة شعبهم عليهم ،أما في العصر الإسلامي فقد تم اغتيال الإمام علي(ع) الحاكم العادل الوحيد الذي حكم في العراق وربما هذه اللعنة أتت من زمن الغدر به من قبل الخوارج وما تبعها من قتل وتعذيب لأولاده فاغلبهم أما مات مسموما أو مقتولا لا لشيء وإنما لطلبهم من الحاكم الظالم العدل وإنصاف المظلومين وتطبيق التعاليم الربانية الصحيحة بعيدا عن التحريف والالتفاف ، ومنذ ذلك التاريخ والعراق يمر بحروب يتسلط عليه الظالمين واحد تلو الآخر إلى المغول الذين حرقوا المكتبات وقتلوا ونهبوا وسلبوا، إلى العثمانيين وحربهم مع الصفو ين وما خلفت هذه الحروب من دماء وأحقاد لازالت أثارها لحد هذا اليوم قائمة.أما في العصر الحديث فالتاريخ مليء بالإحداث الدموية بالحروب الخارجية والداخلية من الاستعمار البريطاني وما لحقه من الثورات التي أخذت تتلاحق بقتل الملوك واتى بعدها آخرون ادعوا أنهم هم الوطنيون فقتلوا الذين سبقوهم إلى أن تسلق البعث للحكم الذي كالعادة قام بتصفية سابقيه ووضع العراق في سجن كبير من خلال نظام قاسي مارس القتل بأبشع أنواعه ، ودفع قائده الأرعن لحرب خاسرة من قبل إخواننا العرب ضد العدو الفارسي !!، وبعد ثماني سنوات من الحرب الطاحنة التي كنا لانتصور نهاية لها في وسط الأنين والآهات والأشلاء المتناثرة والإطراف المقطوعة والأيتام والأرامل، فدعا الناس الأخيار الله رب العالمين الانتقام من الظالم ومن ورآه ، كدعاء الإمام الحسين(ع) على أعدائه يوم ألطف ، فأصابنا القنوط عندما تأخر العقاب ، لكن أتى أمر ربك بان يتحالف علي قائدنا الهمام من كان صديقه بالأمس الذين كانوا يحرقون ويقتلون أبناء العراق بأموالهم وتعاد نفس المأساة ولكن هذه المرة سقط الدكتاتور بقوة ربانية ودعوات الثكالا عن طريق قوة عالمية عبرت البحار والمحيطات.تأملنا خيرا بسقوط الصنم وبان الله استجاب لدعائنا وسنعيش بأمان وسلام وسينتقم لنا الله ممن ساهم في قتلنا لكن عاد هؤلاء مرة أخرى التدخل في شؤوننا وإرسال الإرهابيين والأموال من اجل قتلنا فلم يكفهم ما فعلوه بنا بالحروب السابقة وعاد الأنين والآهات والدعوى من الله بتخليصنا من الظلم الجديد والقتل المجاني وزيادة طوابير الأرامل والفقراء والمساكين والأشلاء المتناثرة واليوم تعاد إلى أذهاننا ما حدث لعائلة الحسين (ع) واصحابة من ذبح وتقطيع ، فتكالب علينا اغلب جيراننا فسوريا قامت بإدخال الارهابين بعد تدريبهم على أراضيها ، وعندما نقول لهم انتم تقتلون أطفالنا وتحرقون بلدنا وكأنهم لايسمعون وكل كلامهم اضبطوا الحدود (فقلنا لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم)(حوبة) العراقيين سوف لن تذهب من دون عقاب ، وسبحان الله انقلب السحر على الساحر فعاد الإرهابيون الذين ذبحونا ليقتلوا السورين ويحاربوا نظامهم، وتركيا التي أرسلت المتطرفين والأموال واحتضنت الإرهابيين ومارست الفتنة في العراق ، فقلنا أن الله يمهل ولا يهمل وان التدخل بشؤون الآخرين وخاصة بالقتل والإرهاب سيعود بالضد وفعلا حدثت اليوم المظاهرات التي تطالب برحيل النظام، لكن نتساءل متى يأتي دور السعودية وقطر آلتان ترسلان الأموال والمقاتلين الانتحاريين للعراق ويساهمان في تفتيت وحدته الوطنية، وربما قادم الأيام يبين لنا حوبة العراقيين ولعنة العراق فيوم المظلوم على الظالم اشد من يوم الظالم على المظلوم.
https://telegram.me/buratha