حافظ آل بشارة
حشود الزوار تزحف الى الكاظمية في ذكرى استشهاد الامام الكاظم (ع) الامام السابع من ائمة المسلمين بعد النبي (ص) ، وهنا يتكرر طرح الاسئلة الأمنية ، ماهي خطة حماية الزوار من التفجيرات الارهابية والقتل العشوائي التكفيري الذي يتكرر مع كل زيارة ؟ هؤلاء الارهابيون الذين يكرهون الاسلام ونبيه وآله ويناصبونهم العداء منذ صيحة هند بين الجيشين وحتى صيحة العرعور ، منهج متصل زمنيا مفرداته الحقد والكراهية ولغة الابادة ، كل عراقي هو هدف للتكفيريين ، الزيارة المليونية تشكل تحديا مهنيا للمؤسسة الأمنية خاصة وانها جاءت متزامنة مع فضيحة السونار الذي اتضح انه جهاز وهمي ، وكذبة تجارية ضحيتها العراق العظيم حكومة وشعبا ، صفقة حصد اصحابها المليارات ، في الكفار السعيدة بريطانيا العظمى اعتقلت الحكومة صاحب الصفقة والقت به في السجن خوفا على سمعة دولتهم وامتهم ولحفظ ماء وجهها بين الأمم ، اما عصابة السونار من طرفنا فهم طلقاء احرار لا أحد يمكنه ان يتفوه معهم بكلمة ، لا داعي لاعتقالهم لاننا ليس لدينا بلد نحافظ على سمعته ، وليس لدينا ماء وجه بين الأمم ، بعض الطيبين يقول : اعتقلوا عصابة السونار لأن الموضوع يتعلق بارواح العراقيين ، ويأتيه الجواب كيف نعتقلهم ؟ هذا سلوك منافي للعدالة ! اذا اعتقلناهم فيجب ان نعتقل جميع العصابات الوطنية المشاركة في العملية السياسية ، عصابة العقود النفطية ، عصابة العقود التسليحية ، عصابة البطاقة التموينية ، عصابة الدفاتر المدرسية ، عصابة الشركات الانشائية ، عصابة الاجهزة الطبية ، وجميع العصابات الرئيسية والفرعية ، سواء كانت عصابات اتحادية او اقليمية او العصابات غير المنظمة باقليم . الآن الزوار يمرون كالسيل امام السونار الفاشل ، ومازال هناك جنود في نقاط السيطرة وبين الكتل الكونكريتية يحملون جهاز السونار الوهمي ويتظاهرون بفحص السيارات والافراد ، فاذا وقعت عينك في عين جندي في لحظة الفحص ابتسم ابتسامة ساخرة وقال لك (روح مع السلامة) ، بعض الجنود يشعر بالاحراج فاذا ركزت نظرك على السونار الذي يحمله قام باخفاءه جانبا وبدت على وجهه مشاعر الخجل ، قالوا ان الحكومة عازمة على استبدال السونار بكلاب مدربة ، وهذا يعني ظهور عصابة جديدة اسمها العصابة الكلبية ، عقود بالمليارات لاستيراد كلاب سائبة ستقول انها كلاب لكشف المتفجرات ، ويمكنها ايضا جمع حشود من الكلاب الوطنية من اطراف النعيرية والبلديات وابو غريب والمحمودية وربطها بحبال ووضعها في نقاط التفتيش واذا تطلب الامر يمكن صبغها بالالوان المعروفة للكلاب البوليسية... الملف الأمني هو الأخطر في اسقاط الحكومات وتمزيق الدول والشعوب ، في اي بلد عندما تفشل الدولة في توفير الأمن يتخذ الاهالي قرارهم ، القرار الخطير الذي هو بداية النهاية لأي دولة ، فهم اولا يشكلون لجانا شعبية لحماية الأحياء السكنية ، فتنمو اللجان الشعبية لتصبح مليشيات مسلحة ، وتنمو المليشيات لتصبح منظمات سياسية ، وتتسع المنظمات لتتحول الى احزاب يقودها أمراء حرب كل منها يفكر بالاستيلاء على السلطة ، وهنا يخرج البلد من جحيم الارهاب ليقع في جحيم الصراع السياسي المسلح فهو يتلافى حربا اهلية متوقعة يصنعها الارهاب بحرب اهلية متوقعة يصنعها رافضو الارهاب ! كالمستجير من الرمضاء بالنار ، هذه توقعات يعرفها الجميع وهي توقعات مقلقة ومرعبة ومأساوية لكن اغلب المسؤولين عندنا لا يشعرون بأي خطر لماذا ؟ هل هو بسبب الجهل ؟ ام بسبب الجنسية المزدوجة ؟ ام بسبب الاموال الهائلة التي تجعل النار بردا وسلاما ؟ ربما لكل الاسباب .
https://telegram.me/buratha