المقالات

خجل السونار في طريق الزوار

555 15:36:00 2013-06-03

حافظ آل بشارة

حشود الزوار تزحف الى الكاظمية في ذكرى استشهاد الامام الكاظم (ع) الامام السابع من ائمة المسلمين بعد النبي (ص) ، وهنا يتكرر طرح الاسئلة الأمنية ، ماهي خطة حماية الزوار من التفجيرات الارهابية والقتل العشوائي التكفيري الذي يتكرر مع كل زيارة ؟ هؤلاء الارهابيون الذين يكرهون الاسلام ونبيه وآله ويناصبونهم العداء منذ صيحة هند بين الجيشين وحتى صيحة العرعور ، منهج متصل زمنيا مفرداته الحقد والكراهية ولغة الابادة ، كل عراقي هو هدف للتكفيريين ، الزيارة المليونية تشكل تحديا مهنيا للمؤسسة الأمنية خاصة وانها جاءت متزامنة مع فضيحة السونار الذي اتضح انه جهاز وهمي ، وكذبة تجارية ضحيتها العراق العظيم حكومة وشعبا ، صفقة حصد اصحابها المليارات ، في الكفار السعيدة بريطانيا العظمى اعتقلت الحكومة صاحب الصفقة والقت به في السجن خوفا على سمعة دولتهم وامتهم ولحفظ ماء وجهها بين الأمم ، اما عصابة السونار من طرفنا فهم طلقاء احرار لا أحد يمكنه ان يتفوه معهم بكلمة ، لا داعي لاعتقالهم لاننا ليس لدينا بلد نحافظ على سمعته ، وليس لدينا ماء وجه بين الأمم ، بعض الطيبين يقول : اعتقلوا عصابة السونار لأن الموضوع يتعلق بارواح العراقيين ، ويأتيه الجواب كيف نعتقلهم ؟ هذا سلوك منافي للعدالة ! اذا اعتقلناهم فيجب ان نعتقل جميع العصابات الوطنية المشاركة في العملية السياسية ، عصابة العقود النفطية ، عصابة العقود التسليحية ، عصابة البطاقة التموينية ، عصابة الدفاتر المدرسية ، عصابة الشركات الانشائية ، عصابة الاجهزة الطبية ، وجميع العصابات الرئيسية والفرعية ، سواء كانت عصابات اتحادية او اقليمية او العصابات غير المنظمة باقليم . الآن الزوار يمرون كالسيل امام السونار الفاشل ، ومازال هناك جنود في نقاط السيطرة وبين الكتل الكونكريتية يحملون جهاز السونار الوهمي ويتظاهرون بفحص السيارات والافراد ، فاذا وقعت عينك في عين جندي في لحظة الفحص ابتسم ابتسامة ساخرة وقال لك (روح مع السلامة) ، بعض الجنود يشعر بالاحراج فاذا ركزت نظرك على السونار الذي يحمله قام باخفاءه جانبا وبدت على وجهه مشاعر الخجل ، قالوا ان الحكومة عازمة على استبدال السونار بكلاب مدربة ، وهذا يعني ظهور عصابة جديدة اسمها العصابة الكلبية ، عقود بالمليارات لاستيراد كلاب سائبة ستقول انها كلاب لكشف المتفجرات ، ويمكنها ايضا جمع حشود من الكلاب الوطنية من اطراف النعيرية والبلديات وابو غريب والمحمودية وربطها بحبال ووضعها في نقاط التفتيش واذا تطلب الامر يمكن صبغها بالالوان المعروفة للكلاب البوليسية... الملف الأمني هو الأخطر في اسقاط الحكومات وتمزيق الدول والشعوب ، في اي بلد عندما تفشل الدولة في توفير الأمن يتخذ الاهالي قرارهم ، القرار الخطير الذي هو بداية النهاية لأي دولة ، فهم اولا يشكلون لجانا شعبية لحماية الأحياء السكنية ، فتنمو اللجان الشعبية لتصبح مليشيات مسلحة ، وتنمو المليشيات لتصبح منظمات سياسية ، وتتسع المنظمات لتتحول الى احزاب يقودها أمراء حرب كل منها يفكر بالاستيلاء على السلطة ، وهنا يخرج البلد من جحيم الارهاب ليقع في جحيم الصراع السياسي المسلح فهو يتلافى حربا اهلية متوقعة يصنعها الارهاب بحرب اهلية متوقعة يصنعها رافضو الارهاب ! كالمستجير من الرمضاء بالنار ، هذه توقعات يعرفها الجميع وهي توقعات مقلقة ومرعبة ومأساوية لكن اغلب المسؤولين عندنا لا يشعرون بأي خطر لماذا ؟ هل هو بسبب الجهل ؟ ام بسبب الجنسية المزدوجة ؟ ام بسبب الاموال الهائلة التي تجعل النار بردا وسلاما ؟ ربما لكل الاسباب .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك