حيدر عباس النداوي
اجمع كل المتابعين للشأن السياسي والإعلامي في العراق وفي المنطقة وفي عدد من دول العالم على ان الاجتماع الرمزي الذي عقد في مكتب السيد الحكيم تلبية لدعوة منه في الأول من حزيران وحضره قادة البلاد والطوائف الدينية او من ينوب عنهم وممثلي العشائر والنساء كان ناجحا ومهما ومؤثرا في صنع القرار وفي التهدئة والعودة الى الحوار ووقف التداعي الأمني والسياسي الذي يشهده البلد ،ورغم وجود هذا الإجماع الكمي والنوعي المؤيد لنظرية نجاح الاجتماع الرمزي هذا.. الا ان هناك بعض الأصوات والمواقف التي شككت بجدوى هذا الاجتماع وقللت من أهميته ولم تبد تفاؤلها في إمكانية تحقيق تقدم يذكر،وان كان عددهم ضئيلا جدا ولا يكاد يذكر او يؤثر.هذا النفر المشكك توزع بين سياسي غاضب وإعلامي حاقد وعند البحث عن أسباب هذا التشاؤم يبطل العجب بالنسبة للسياسي اما الإعلامي فلم يكن تشاؤما بقدر ما كان تطاولا وتجاوزا وحقدا غير مبرر ولا يتصل بالمهنية وأخلاق الإعلام الحر الواعي الملتزم بصلة.واذا كان للسياسي من عذر في تشاؤمه الذي بدا بحدود الأدب والموضوعية وهو بكل الأحوال رد فعل لحالة معينة رافقت عدم حضوره للاجتماع لأسباب متداخلة صححته مواقف كتلته عندما اثنت نائبة تنتمي الى كتلة هذا السياسي بالاجتماع وطالبت الآخرين بخطوات اكثر لتحقيق الوفاق الوطني،الا ان ما ذهب اليه المدعو زهير شنتاف في مقاله"مسرحية المجلس الأعلى بحضور اللصوص والمرتزقة والانتهازيين" امر يدعوا للاستغراب فزهير هذا ناقض نفسه بنفسه ويبدوا انه لم يكن على دراية وعلم بالاجتماع الرمزي ولماذا رمزي وما هي الجدوى من هذه الرمزية فصال وجال وعلل وسب وشتم وحمل الاجتماع ما لا يحمله وتطاول على شخص السيد الحكيم بطريقة أولاد الشوارع وبصورة مهينة لم يلتزم بحدود الأدب او أخلاقيات المهنة ونصب نفسه محاميا ومدافعا عن حقوق أبناء الشعب العراقي.ولو ان زهير هذا كلف نفسه قبل ان يكتب سمومه عن الأسباب والدوافع التي أوجبت الاجتماع الرمزي واستمع جيدا الى ما قاله زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الشاب عمار الحكيم لتوقف عن الكتابة ولاحترم قلمه ونفسه الا ان الرجل يسوقه الحقد الدفين على السيد عمار الحكيم فخبط خبط عشواء ولم يترك طريقا الا وسلكه وهو يناقض نفسه بكل ما ذهب اليه.كان على زهير شنتاف ان يعرف ان الاجتماع الرمزي ليس مؤتمرا موسعا ولا مهرجانا لإلقاء الخطب حتى يتكلم الجميع ولا يتضمن جدول أعمال حتى يتم طرح ومناقشة كل المشاكل..انما كان المغزى من الرمزية وباختصار هو ارسال رسالة تطمين الى الشارع العراقي ورسالة تحذير الى القتلة والمجرمين والمتصيدين في الماء الحكر والسبابين والحاقدين من ان العراقيين موحدين وان الخلافات لا يمكن ان تؤدي الى القطيعة والتشرذم وان جميع المشاكل يمكن حلها من خلال الاحتماء بخيمة الدستور والتوافق الوطني،وحسنا فعل السيد الحكيم عندما لم يجعل الاجتماع ساحة للتصريحات النارية لان هذه الخطب من شانها ان تعقد الأمور اكثر مما تحلها،واما انفراد الحكيم بكلمته فلان العادة تقتضي ان يقوم صاحب الدعوة بتسيير الامور بطريقة توصل الى نهايات ناجحة وقد نجح السيد الحكيم بدرجة كبيرة في نزع فتيل الازمة واذابة جليد القطيعة المتكلس ونزع فتيل صاعق المشكلة وحقق ما عجز عنه الاخرين منذ اكثر من ثلاث سنوات وجمع الفرقاء وحقق الصلح وهو خير بكل الاديان والاعراف.الامر الاكثر سخرية في مقال شنتاف هو التجني الكبير على تاريخ وجهاد ال الحكيم وبودي لو يرشدنا الكاتب الى من هو اكثر من السيد الحكيم مهنية ومقبولية وحكمة وحنكة وتاريخا ونضجا في الساحة السياسية حتى يتسنى لنا اتباعه والاستئناس برأيه وان كنت اشك بوجود مثل هذه الشخصية في الساحة السياسية مع احترامنا وتقديرنا للجميع ،ولا اعرف موقفا تكالب فيه الحكيم على منصب بل اعرف ان الحكيم تنازل وضحى وكان بامكانه ان يقلب الطاولة على الاخرين لكثرة الفرص التي سنحت له الا ان منهجه ومبادئه لا تتضمن الختل والغدر ولا تطلب النصر بالجور كما هو منهج الاخرين كما انه لا يبحث عن فرص يخسر فيها الاخرين .ان شذوذ شخص او اكثر واختلاف رايه عن راي الجمع العام ليس امرا مهما او مؤثرا بدليل ان الجميع يرى ان اي موقف من شانه ان يهدأ الامور ويحقن دماء العراقيين هو موقف محترم ومحل تقدير وهو افضل بكثير من المواقف الاخرى التي تبحث في تفاصيل عقيمة ولا تتمكن من قراءة الواقع بطريقة صحيحة.ان الزمن المقبل هو زمن عمار الحكيم وهذا الخبر قد يكون محزنا للكاتب زهير شنتاف الا انه حزنه لن يكون اهم من تحقيق تطلعات ابناء الشعب في بناء الدولة المدنية العادلة التي تستوعب الجميع .
https://telegram.me/buratha