واثق الجابري
.قال تعالى ((وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَامِن تَقْوَى الْقُلُوب))زيارة العتبات شعائر أعتاد المسلمون أحياء مناسباتها وكان العراقيون هم السباقون فيها , طقوس خاصة وقمة في التكافل والتكاتف الأجتماعي ونكران للذات وبذل للغالي والنفيس , مواقف تبكي العيون وانت تشاهد المؤمنين بمختلف مشاربهم يتوسلون بك لأجل خدمتك , مأكل بمختلف الأنواع وملبس ومشرب وحسن ضيافة تدل على كرم عميق يعيش في النفوس, من أصل تقاليد المجتمع العراقي, فيتعاون العراقيون بمختلف دياناتهم ومذاهبهم , يكونون مثال للعالم في تلك الخدمات والكرم والثبات في المباديء , أفعال لم تأتي من فراغ إنما هذه الثقافة اصبحت من مواريث وفلكلور الشعب العراقي , حيث المسارح السيارة التي تشرح المظالم وما تعرض له اهل البيت (ع) ( التشابيه ) ,ورغم بساطة بعضها الاّ إنها توثق الحوادث لتنقلها للمجتمع وتتوارثها أجيال بعد أجيال ,
وفي أحد الايام سأل الشاعر عبدالرزاق عبدالواحد من هو اعظم رجل في التاريخ قال الامام الحسين قيل وكيف قال في احد الأيام كنت في مدينة الحلة والمواكب الحسينية تسير وأذا أرى أمرأة ألمانية تنظر للمواكب وتبكي قلت لها ما أبكاك , قالت ( رجل عظيم يبكي الناس بعد 1400 سنة أنه اعظم رجل في الدنيا ) , نعم من حقنا ان نفتخر إننا ننتسب الى هذه الشجرة الطيبة التي أصلها في في الارض وفرعها في السماء ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24))﴾,
استوقفني موقف قبل قليل وانا اشاهد الجموع المليونية التي تسير بحركات فطرية ودون بطاقات دعوة , هذه الملايين متوجهة نحو ضريح الأمام موسى الكاظم (ع) , تدافع كبير نحو الضريح وهنالك صوت يصدح بكل شجون وابداع انه صوت الأسطورة باسم الكربلائي, ومن خلال مشاهدتنا للمواقع الالكترونية ومواقع اليوتيوب وجد انه سجل الارقام القياسية عالمياً , وأينما يحل تجد مئات الالاف تتدافع وتحضر للمشاركة معه دون بطاقات دعوة وتتحمل لذلك العناء وقد تقطع مسافات طويلة , ونحن اليوم في هذه الذكرى الأليمية وما يدور في العراق من حوادث , وتبذل العوائل بكل ما تملك ولا تتردد ان كان العطاء قليل او كثير كل حسب إمكانياته , أيماناً بتلك الثقافة المبنية على القواعد الأساسية للدين المحمدي دين الأنسانية والتعاون بين المجتمع وليس كما يصوره البعض ( دين قطع الرؤوس والتمثيل بالاجساد ونبش القبور ) ,
ومع هذه الاجواء يوجد في بغداد مهرجان كونها عاصمة للثقافة العربية , لماذا لا زلنا نخجل أن نعبر عن ثقافتنا بكل مواريثها , ولماذا مهرجانها لا يزال يعبر عن الفنون والرقص وكان بغداد هي مدينة فقط للرقص على بلاط السلاطين العايبدين للدنيا والحكم على رقاب الناس , وماذا لو كان الاسطورة باسم الكربلائي حاضر يمثل شيء من ثقافتنا وأرثنا وتاريخنا , ربما يقول البعض ان هذه الافكار تعصب او غير ذلك لكن , الشعوب تحترم بعضها لبعض وتحترم احتفالاتهم وأحزانهم وبأي صورة يمكنهم التعبير عنها , أليس باسم الكربلائي يملك الفن الذي تجاوز فيه كل الملحنين وقدر أصدر الألاف من ألحان القصائد وبكل اللغات ؟, وبذلك كان سفير لثقافتنا ومنهجنا الذي نعتز به , وأن بغداد هي مدينة الكاظمين ومن تتلمذ على يد الامام الصادق (ع) .
https://telegram.me/buratha