الأمريكان لا يحبون الأجواء الحارة الرطبة، وهم ميالون الى الرفاهية والرخاء...سيما أذا كانوا لا يدفعون ثمنها..! كيري؛ وزير الخارجية ألأمريكي يتنقل في المنطقة العربية الحارة الرطبة ويزور مسقط في الشهر الماضي قبل أن يحضر الى عمان للمشاركة في مؤتمر جمع أعداء سوريا تحت عنوان أصدقاء سوريا..لماذا مسقط.؟!..هذا هو السؤال الأول في امتحان درس الجغرافيا السياسية..وسيقودنا هذا السؤال لاسترجاع العلاقة الحميمة (عسكريا) التي تربط مسقط عاصمة عُمان، بعَمان عاصمة الأردن.. لا حظ أن عُمان وعَمان يجمعهما الحرف ولا يفرق هذا الجمع علامات الفتح والضم على الحروف..!
مسقط في رقبة مضيق هرمز وهي لا تبعد إلا مرمى عصى عن بوشهر حيث البيت النووي الأيراني..ومسقط أيضا تميزت سياستها الخارجية بقدر كبير من الأستقلالية مع أنها في النهاية تقع ضمن حضيرة النعاج العربية التي يرعاها الكاوبوي الأمريكي..!
ونكتشف ببساطة أن ثمة تحضيرا لساحة المواجهة مع جمهورية إيران ألإسلامية، على الأقل بإرسال أشارات تقول أن مسقط صديق مضمون في لعبة السياسة الأمريكية..الأيرانيون فهموا الرسالة فأجرت قواتهم البحرية مناورات ضخمة في عنق هرمز ..فتمزقت رسالة كيري متنا وغلافا....
بعدها ماكين يشد رحاله في جولة شملت بقية عواصم العهر..الرياض، عمان، ويختمها بزيارة لتل أبيب ليشارك في حلقة نقاشية مهمة حول صناعة الغد. ..!
جون ماكين يتجول في المنطقة..ومن لا يعرف ماكين نذكره بنقطة واحدة من سيرته الذاتية: سناتور أمريكي هو الأكثر تعاطفاً وحباً لإسرائيل من بين كل أعضاء الكونكرس، وأكثرهم عداءً وكرهاً للعرب والمسلمين ومن أكثر مؤيدي إعلان القدس الشريف عاصمة أبدية للكيان الصهيوني الغاصب، ومن أكثر الداعين والداعمين للحرب علي أفغانستان واحتلال العراق عام 2003..ماكين يتحرك على محاور الرياض أنقرة سوريا ـ الداخل، صنعاء مستبعدا قطر من خارطة طريقه..!
قبل أن يأتي الى سوريا التي دخلها سرا كان قد طبخ مع كيري ووزير خارجية بريطانيا وفرنسا طبخة قرار رفع الحظر عن تزويد الجماعات المسلحة في سوريا بالأسلحة، وعندما قدم الى سوريا التقى ماكين بقيادات (جبهة النصر الإرهابية) والمجموعات الإرهابية المسلحة والمرتزقة والتكفيرين هناك حيث دخل الأراضي السورية سراً بتسهيلات من حكومة أردوغان عبر الحدود السورية التركية ..
في لقاءه مع الجماعات الإرهابية، وعدهم بأنه سيعمل المستحيل لتزويدهم بالأسلحة وأنه لن يسمح بانتصار جديد لحزب الله ..لاحظوا ماذا يستبطن هذا التصريح بعبارة "انتصار جديد"..وسنكتشف أنه ليس مصادفة أن يطلق ماكين هذا التصريح في 25 آيار..25 آيار عيد المقاومة والتحرير بتحقيق أول انتصار للأمة الإسلامية على إسرائيل على يد حزب الله والمقاومة اللبنانية التي كسرت أنف الصهيونية الى الأبد..
ماكين قال بأنه يستطيع وبكل ثقة أن يقدم للإتحاد الأوربي ضمانات مؤكدة بأن الأسلحة التي سوريا الى المجموعات المسلحة في سوريا لن تقع بيد السلفيين..
لكن من المؤكد أن الأوربيين سيعظون كل أصابعهم ندما على قرارهم بتزويد المعارضة السورية بالأسلحة، وستشهد العواصم الأوربية مزيدا من الطعنات وعمليات قطع الرؤوس كما حصل في الأسبوع الماضي في لندن وباريس ..
في الجغرافيا وفي الأردن أنشيء معسكر فرسان مالطا المعروفين بأسم المرتزقة بلاك ووتر..! وللمعلومات فإن مركز عبدالله الثاني لتدريب العمليات الخاصة الذي يعرف عالميا باسم "كاساتك" وهو الاختصار لاسم المركز (King Abdullah II Special Operations Training Center (KASOTC)) على ارض حكومية مساحتها 25 كم2 ويحتوي على 52 مبنا بلغت تكلفة بناء المركز 200 مليون دولار امريكي، قيل في البدء أنه قد تحملتها الخزينة الاردنية بالكامل. لكن تبين لاحقا أن تلك الأموال معطرة برائحة الموزة القطرية..ومن بين المهام المعلنة لهذه المؤسسة تدريب عناصر العمليات الخاصة بأعلى تقنيات التدريب الحديثة للقيام بمهام " مكافحة الارهاب" وحراسة الشخصيات، كما يزعم المركز في منشوراته، اذ يقول انه يقوم بتدريب وإخراج نخبة النخبة في مجال العمليات الخاصة, ومكافحة الارهاب, ويزعم المركز انه الوحيد في العالم الذي يقوم بالتدريب على سيناريوهات حية...ونلتقط مما بين السطور عبارة"سيناريوهات حية" ، وليس أكثر حياة من سيناريوهات سوريا والعراق القريبتين جدا لموقع هذا المركز الذي ربما أنشيء من أجلهما..!
يذهب ماكين الى اليمن..! وفي صنعاء التي يسرح ويمرح المارينز فيها بإحتلال غير معلن، يطلب عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور جون ماكين طلب من اليمن تسهيل عملية سفر المرتزقة والمقاتلين من اليمن الى سوريا للمشاركة هناك في القتال ضد الشعب والنظام العربي السوري..
الطلب الأمريكي وجه الى الرئيس هادي مباشرة ، وكان تحت عنوان أن "تغض السلطات اليمنية عينها عن عمليات حشد وتسفير المقاتلين وتعمل على تقديم تسهيلات من أجل ذلك بما يضمن تسفير أكبر عدد من الجهاديين من اليمن الى سوريا وخاصة عندما يكونون من شباب القاعدة الذين يؤثرون على استتاب الأمن والاستقرار باليمن".
وكان واضحا أن زيارة ماكين جاءت لحشد الدعم للجماعات التكفيرية المسلحة التي تقاتل وتسفك الدم العربي السوري.
وجاء من هناك الى اليمن وهو معتقد أن المسلحين السوريين يحققون انتصارات ويسيطرون على مواقع لكنهم يحتاجون مزيدا من الدعم البشري للسيطرة على الأماكن التي يتم دحر قوات الجيش العربي السوري منها، وطلب صراحة من اليمن أن تعمل على تسهيل عمليات نقل المقاتلين الى سوريا.
في اليمن أيضا كانت لدى السيناتور الأمريكي الصهيوني الأصل والفكر فسحة من الوقت للإلتقاء بعدد من قادة الإخوان المسلمين المتطرفين في اليمن من أجل التنسيق معهم للعمل علي حشد المرتزقة والمقاتلين ونقلهم الي قطر ومنها الي تركيا ..
ماكين وقبله كيري قرأوا جيدا كتاب التاريخ للإخوان المسلمين، فقرأ في صفحته الأولى أنه لا يوجد في قاموسهم، جهاد ضد الكيان الصهيوني الغاصب، أو تحرير القدس الشريف من دنس اليهود أو الجهاد ضد التواجد الأمريكي فيها، بل يباركون تواجد القوي الاستعمارية بالأراضي العربية ويمدحون ويشكرونهم أقتداءً بمفتي الناتو القرضاوي كبيرهم الذي علمهم الفتنة.
https://telegram.me/buratha