المقالات

الاجتماع الرمزي ومحنة المالكي والنجيفي

487 19:02:00 2013-06-05

حيدر عباس النداوي

كشف الاجتماع الرمزي الذي انعقد برعاية زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي سماحة السيد عمار الحكيم في الأول من حزيران عن حقيقة مؤلمة لم يدركها الشارع العراقي من قبل رغم أنها حالة واقعية وسائدة وهي ان الإرهاب الذي يضرب العراقيين بقسوة وحقد هو إرهاب سياسي منشئه داخلي أكثر مما هو خارجي بدليل ان هذا الإرهاب خف وتلاشى إلى درجة كبيرة بعد الاجتماع الرمزي وعناق السلطة التنفيذية والتشريعية. وسواء كان لهذا العناق الحار وكلمات الود والابتسامات العريضة التي غلفت لحظة اللقاء بين المالكي والنجيفي دور في هذه التهدئة ام لا فان خطوات ونتائج المرحلة المقبلة ستكون كبيرة الاثر على مستقبل هذين الرجلين وخاصة السيد المالكي لانه معني بتوفير الامن والاستقرار باعتباره رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية وكالة وان اي خرق او تراجع سيكون محسوبا عليه وسيتحمل هو وحده مسؤولية هذا التراجع على اعتبار ان النجيفي تحركه دوافع اخرى يهدف من خلالها الى تحقيق اكثر المكاسب وهذا يتناغم مع قاعدته الجماهيرية وهو عكس قراءات وجمهور السيد المالكي الذي يحمله مسؤولية الأخطاء المتكررة في العلاقات وفي قيادة البلد وفي توفير السلم والامن الأهلي وهو المفصل الأكثر أهمية لانه متى ما توفر الامن والاستقرار استقامت الأمور الأخرى الى حد كبير.وعند محاكاة الواقع ومعرفة ما اذا كان المالكي والنجيفي هما اكثر الأطراف تحملا للمسؤولية وما اذا كانا قادرين على وقف التداعي الامني بقبلات دبلوماسية اكثر مما هي حقيقية وهو ما تحقق فعلا وهو ما يتحدث به الشارع العراقي...وليس مهما او لن يتم البحث كثيرا فيما اذا كانت القبلات هي من جاءت بمفعولها الساحر او بسبب الإجراءات الأمنية المتخذة من قبل الحكومة او نتيجة لتحرك أطراف خارجية باتجاه حلحلة الوضع او لان المجاميع الإرهابية غيرت من إستراتيجياتها وقد يكون اثر هذا الاستقرار نتيجة لتحركات المستشار عامر الخزاعي وتفعيله للمصالحة الوطنية...لكن كل هذه التساؤلات تفضي بالنتيجة الى ان الوضع تغير نوعا ما نحو الأحسن وهذه الأفضلية مطلوبة في كل زمان ومكان وستحسب للاجتماع الرمزي ولن تحسب لاي سبب اخر وهذا هو نبض الشارع وحديثه وهمزه ولمزه.ان المالكي والنجيفي ادخلا نفسيهما في دائرة لا يمكنهما الخروج منها الا بأفضل مما تحقق وهذا من حسن حظ الشعب اما خلاف ذلك فان أصابع الاتهام والتجريم سوف تكون ضاغطة كلها باتجاه تحميلهم المسؤولية كاملة وسيكون دليل الجريمة حاضرا في كل الاوقات وهو ما تحقق بعد الاجتماع الرمزي من استقرار نسبي وفي وقت قياسي وحرج جدا.انتهت كل خيارات ومناورات قادة البلد وخاصة قادة السلطات التنفيذية والتشريعية بعد حضورهم الاجتماع الرمزي ولم يتبق لديهم الا خيار الجلوس يوميا الى طاولة الحوار والتفاهم وحل المشاكل وعمل المستحيل من اجل استمرار هذا الاستقرار خاصة من طرف السيد المالكي الذي يبدوا انه في وضع لا يحسد عليه وقد خسر كل خياراته ورهاناته الأخرى.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك