حيدر عباس النداوي
كشف الاجتماع الرمزي الذي انعقد برعاية زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي سماحة السيد عمار الحكيم في الأول من حزيران عن حقيقة مؤلمة لم يدركها الشارع العراقي من قبل رغم أنها حالة واقعية وسائدة وهي ان الإرهاب الذي يضرب العراقيين بقسوة وحقد هو إرهاب سياسي منشئه داخلي أكثر مما هو خارجي بدليل ان هذا الإرهاب خف وتلاشى إلى درجة كبيرة بعد الاجتماع الرمزي وعناق السلطة التنفيذية والتشريعية. وسواء كان لهذا العناق الحار وكلمات الود والابتسامات العريضة التي غلفت لحظة اللقاء بين المالكي والنجيفي دور في هذه التهدئة ام لا فان خطوات ونتائج المرحلة المقبلة ستكون كبيرة الاثر على مستقبل هذين الرجلين وخاصة السيد المالكي لانه معني بتوفير الامن والاستقرار باعتباره رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية وكالة وان اي خرق او تراجع سيكون محسوبا عليه وسيتحمل هو وحده مسؤولية هذا التراجع على اعتبار ان النجيفي تحركه دوافع اخرى يهدف من خلالها الى تحقيق اكثر المكاسب وهذا يتناغم مع قاعدته الجماهيرية وهو عكس قراءات وجمهور السيد المالكي الذي يحمله مسؤولية الأخطاء المتكررة في العلاقات وفي قيادة البلد وفي توفير السلم والامن الأهلي وهو المفصل الأكثر أهمية لانه متى ما توفر الامن والاستقرار استقامت الأمور الأخرى الى حد كبير.وعند محاكاة الواقع ومعرفة ما اذا كان المالكي والنجيفي هما اكثر الأطراف تحملا للمسؤولية وما اذا كانا قادرين على وقف التداعي الامني بقبلات دبلوماسية اكثر مما هي حقيقية وهو ما تحقق فعلا وهو ما يتحدث به الشارع العراقي...وليس مهما او لن يتم البحث كثيرا فيما اذا كانت القبلات هي من جاءت بمفعولها الساحر او بسبب الإجراءات الأمنية المتخذة من قبل الحكومة او نتيجة لتحرك أطراف خارجية باتجاه حلحلة الوضع او لان المجاميع الإرهابية غيرت من إستراتيجياتها وقد يكون اثر هذا الاستقرار نتيجة لتحركات المستشار عامر الخزاعي وتفعيله للمصالحة الوطنية...لكن كل هذه التساؤلات تفضي بالنتيجة الى ان الوضع تغير نوعا ما نحو الأحسن وهذه الأفضلية مطلوبة في كل زمان ومكان وستحسب للاجتماع الرمزي ولن تحسب لاي سبب اخر وهذا هو نبض الشارع وحديثه وهمزه ولمزه.ان المالكي والنجيفي ادخلا نفسيهما في دائرة لا يمكنهما الخروج منها الا بأفضل مما تحقق وهذا من حسن حظ الشعب اما خلاف ذلك فان أصابع الاتهام والتجريم سوف تكون ضاغطة كلها باتجاه تحميلهم المسؤولية كاملة وسيكون دليل الجريمة حاضرا في كل الاوقات وهو ما تحقق بعد الاجتماع الرمزي من استقرار نسبي وفي وقت قياسي وحرج جدا.انتهت كل خيارات ومناورات قادة البلد وخاصة قادة السلطات التنفيذية والتشريعية بعد حضورهم الاجتماع الرمزي ولم يتبق لديهم الا خيار الجلوس يوميا الى طاولة الحوار والتفاهم وحل المشاكل وعمل المستحيل من اجل استمرار هذا الاستقرار خاصة من طرف السيد المالكي الذي يبدوا انه في وضع لا يحسد عليه وقد خسر كل خياراته ورهاناته الأخرى.
https://telegram.me/buratha