..سعيد البدري
باتت الواقعية السياسية هي الشعار والتطبيق العملي لحركة المجلس الاعلى انطلاقا من ان السياسة هي فن الممكن لا المستحيل وعلى هذا الاساس فأن الدعوات المتتالية التي اطلقها رئيس المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم مثلت ولازالت تمثل عين ما يريد العراقي كمواطن رؤيته ولمسه بعيدا عن التنظيرات الفارغة والمزايدات والمماحكات التي افضت الى تعقيدات اضافية فوق تلك التي ورثها العراق عن النظام البعثي البائد . ان الواقعية وامكانية رؤية المشروع يتحقق ليست تجارة فارغة وتلاعب بالكلمات والالفاظ بقدر ماهي حاجة ملحة تفرضها طبيعة الازمة التي تمر بها المنطقة والتي اريد تحويلها الى العراق المتاثر بها اصلا وللخروج من عنق زجاجة الاوضاع الضاغطة على البلد فكان لابد من اجتماع واجماع لقادة البلاد وممثلي مكوناتها سياسيين ورجال دين ووجاهات وقوى عشائرية لان بذلك الاجماع فقط يمكن تطويق الازمة وغلق الباب بوجه من يريد التسلل وتنصيب نفسها محاميا ومدافعا عن مكون وهو عين ما نرى ونسمع من تصريحات لامراء القاعدة الارهابية والجماعات المسلحة التي اخذت تنشط وتتحدث عن دفاع مقدس عن مكون بعينه ولايعلم احد مدى مشروعيتها ومن خولها للحديث بأسم مكونات بعينها في العراق لكن الذي نعرفه ان هذه التنظيمات الارهابية قتلت ومسستمرة بقتل الجميع دون استثناء ويكفي ان يقول احدهم رأيا مخالفا ليلاقي مصيره المحتوم فكيف اذا تمكنت وتحكمت بالامور في منطقة ما من البلاد ويكفي ان نتذكر احدث تسلط جماعات الاهاب الزرقاوية على مناطق في عدد من مدن البلاد بعد 2005 لنفهم المغزى .اذن هناك مرحلة انتهت وانطلقت اخرى بعد ان خطى الحكيم هذه الخطوة بجمع الفرقاء في لقاء وطني رمزي فكان اللقاء الرمزي بكل شيء الكبير بمدلولاته ونتائجه ومنها التقاء القيادات الكبيرة وروح القبول بالاخر ومشاطرته الرأي وفتح حوار جاد معه بعد قطيعة استمرت لاكثر من سنة ونصف السنة وقد نجح الحكيم من خلال هذه الخطوة باذابة الجليد والانطلاق بالوضع السياسي المتأزم الى افق جديد يفتح الباب امام تعاون مثمر يخدم المصلحة العامة وهذا ان دل عل شيء فانه يدل على ان الاوضاع في البلاد لاتتحمل المزيد من التوتر والانقسام فالدعوة التي نتحدث عنها جاءت على اساس تحمل كل طرف لمسؤولياته والواجبات الملقاة على عاتقه والتزاماته تجاه هذا الشعب الذي يحتاج الى رسالة تطمين من جهة وتحذير للقوى الظلامية التي تعتاش على الصراعات من جهة اخرى وهذا ما تحقق جزئيا خلال اللقاء فوحدة الشعب العراقي وحرمة دماء ابنائه هي الثابت الذي ينبغي ان يلتزم به الجميع ,ومن هنا نستطيع القول ان عقد مثل هذه اللقاءات سيسهم بدرجة كبيرة في تجاوز الخلافات وهذه الخلافات كانت قائمة اصلا لعدم فسح المجال امام الحوار ليأخذ دوره في تفكيكها وانهائها فالواقعية التي نتحدث عنها كانت بهذا الشكل لان أي طرف من الاطراف لايستطيع الغاء الاخر اليوم بفضل التوازنات القائمة وطبيعة الاوضاع في البلاد وعليه فالحوار والعودة له تمثل قمة الواقعية كما انه يدل على ان الطرق الاخرى التي سلكها القوم متفرقين انتهت بهم الى لاشيء مدركين ان دعوة الحكيم واللقاء الوطني الرمزي هو الحل ونحن بانتظار ان يتم المزيد لتنتهي بشكل رسمي الحالة القائمة الشاذة والقطيعة المفتعلة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية والتي عطلت البلاد واثقلت كاهل العباد في وطننا الجريح ... فشكرا للحكيم على مساعيه وشكرا للعراقيين الذين يتحملون الكثير من الضغوطات وهم يواجهون الارهاب الاعمى ملتزمين بثوابتهم ودينهم واخلاقهم ومحبتهم لبعضهم البعض لان ذلك هو الرصيد الحقيقي الذي نعول عليه دائما وابدا وللمنظرين الفارغين ومن يقللون من شأن المتحقق بفعل هذا اللقاء نقول اركنوا لصوت الضمير والحق ولا تضعوا العصي بدواليب خروج العراق من ازمة الفرقاء المعطلة للحياة.
https://telegram.me/buratha