المقالات

ماذا بعد الغزو الثقافي التركي للبلدان العربية

662 13:01:00 2013-06-06

بقلم اسعد عبدالله عبدعلي

في العقود السابقة لم يكن للثقافة التركية تاثير على العالم العربي ,وحتى تاثير استعمار الدولة العثمانية للبلدان العربية كان بائسا لانه بالاصل كانت دولة متخلفة لا تملك التاثير ! لكن مع انطلاق الالفية الثالثة حصل تغيير غريب , بصعود حزب ناشي بسرعة الصاروخ لحكم الاتراك , وانشاء شبكة متماسكة من العلاقات مع اسرائيل وامريكا . وتزامن هذا الصعود بالقبض على عبدالله اوجلان قائد المعارضة الكردية في تركيا ( وهذا التزامن ليس مصادفة بل مكافئة من دول الارهاب العالمي للحكم التركي الجديد ) . بعدها بدا المخطط الغزو الثقافي للبلدان العربية عبر نشر قيم غريبة وسلوكيات خاطئة ومفاهيم عجيبة بصبغة تركية , عبر الفضائيات مسلسلات تركية تبث بكثافة وعلى مدار الساعة ! واول ما بدا بالتنفيذ الترويج والبث للمخطط التركي الجديد هي القنوات السعودية والخليجية ,فحصل تعاطف كبير من قبل المجتمعات العربية مع الدولة التركية بفعل تاثير الدراما التركية وحصل نوع من القبول لتركيا بل وصولا للبعض للمطالبة بعودة الحكم العثماني ! مع الاعلان الكبير عن مسرحية تركية عندما ارسلت تركية سفينة السلام لغزة وواجهتها اسرائيل بعنف ,هذا الموقف جذب قلوب العرب لتركيا اكثر , ولحقه بمشهد مسرحي اخر عندما رفض ارودغان مصافحة رئيس اسرائيل في برنامج تلفازي ! مع ان علاقاتهما تسير بنسق واحد ! لكن المشاهد العربي يتاثر بالصورة اكثر من الواقع ! وهذا بسبب فقدان للقدرة على قراءة الاحداث وغياب الوعي وتقديسه للصور .وبعد حالة القبول والتعاطف مع اي شيء تركي بدات مرحلة جديدة الا وهي التدخل التركي بالدول العربية . ففي العراق كان دورها غير بريئ ! حيث عملت على جذب بقايا البعث وعملت على دعمهم بكل ما يحتاجوه لكن بسرية تامة ! ثم احتضنت احزاب عراقية تحت عنوان المذهب ! ورفعت شعار انها المحامي عن اهل السنة في العراق ! فمع انها دولة علمانية لكنها تستخدم الدين في السيطرة والاستحواذ على الاخر ! وتسببت بفتن وتناحر سياسي داخل العراق نتيجة انحيازها لجهة دون اخرى , ووصل الامر بان رفع اهل الانبار والموصل في تظاهراتهم صور ارودكان ومطالبته بالتدخل لانقاذهم ! وهذا يعطينا ان تركيا نجحت بما تريده في العراق فاحزاب تدين بالولاء لتركيا وشخصيات ارتبطت بتركيا وجماهير تعشق تركيا وتتمنى منها التدخل للقضاء على النظام العراقي الجديد! الا يدلل هذا على النجاح !قبل القيام بالخطوة الاكبر الا وهي التدخل العسكري وهو ما تسعى تركيا لتنفيذه مع رفع شعارات ( العثمانيون الجدد) . ومن جهة اخرى التدخل المجنون في سوريا وارتباطها بمحور قطر وسوريا وامريكا واسرائيل للقضاء على الجيش العربي السوري والنظام السوري كي يتم عزل حزب الله الذي يشكل الم مستمر لدولة بني صهيون . فحشدت تركيا جهودها لهذا الامر ففتحت مراكز التدريب للسلفية والوهابية لكل الجنسيات ثم تسهيل دخولهم لسوريا ! ودعمتهم بالسلاح والمال والجهد الاستخباري ,لكن يا ترى ما هو الذي حصلت عليه تركيا مقابل جنونها لتدمير سوريا ! يبدوا انه كبير جدا والايام ستفضحه. فارتفع الصوت الطائفي في المنطقة حيث تخندقت تركيا ودول الخليج والاردن باعتبارها دول سنية وتدافع عن اهل السنة بوجه الهلال الشيعي المتمثل بايران والعراق ونظام السوري وحزب الله ! واندفعت قوافل القتلة والسفلة والذباحين والمفخيين لقتل الابرياء في العراق وسوريا ولبنان تاييدا لمحور تركيا ! واستكمالا لامر هام الا وهو جعل اسرائيل تعيش بامان مما يتهددها من محور دول الممانعة محور رفض الاستسلام والخضوع , فتحولت المعركة من صراع مع اسرائيل مباشرة , الى صراع طائفي فاليوم هناك من ينوب عن اسرائيل في ضرب خط الممانعة ! والتركيا اليوم تتنتظر دورها القادم بعد نجاح غزوها الثقافي لمساحة واسعة من مجتمعات الدول العربية , وقبول تدخلها بالامور الداخلية , وبقيت الخطوة الاخيرة الا وهي تدخلها العسكري .فهل انتبه العرب( ونقصد بالعرب هنا المؤيدين والراضين بالغزو التركي) لما يفعل بهم ام لازالوا في حالة النوم ؟الايام هي التي ستبوح باسرارها .

فاي منزلق سقطت به الانظمة العميلة والخاضعة لاسرائيل وامريكا !ان محور تركيا وقطر والسعودية ومن لف لفهم يقدمون خدمة مجانية لاعداء العرب والاسلام ويساعدون في تنفيذ مخططاتهم للكيد للامة العربية والاسلامية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Zahraa
2013-06-07
شرح دقيق وذكي ادامك الله فهل يصحى النائمون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك