خضير العواد
لقد ملئ أردغان الدنيا صريخاً وعويلاً وهو يدافع عن أهل السنة في العراق ، وجعل من نفسه الوالي والمحامي الذي يجب أن يعتني بشؤون رعيته وقد دعم هذا الموقف الكثير من الساسة العراقيين الذين كانوا بين فترة وأخرى يشدون الرحال الى أنقرة من أجل التباكي و نقل أسرار الدولة العراقية الى الأتراك ، فكان أردغان المنتقد الأول للحكومة العراقية ويتهمها دوماً بالطائفية ورئيس وزرائها بالدكتاتور ويهددها بين الحين والأخر بالتدمير ، ولم يحاول أردغان أن يحاور الحكومة العراقية ويسمع وجهة نظرها بل أغلق جميع الأبواب بوجهها وفتحها للمتطرفين والذين يريدون تدمير العملية السياسية ، وقد تشجنت العلاقة كثيراً ما بين الحكومتين العراقية والتركية بعد مظاهرات المناطق الغربية ، ولكن مظاهرات المناطق الغربية أثبتت عن طريق جميع وسائل الإعلام والفضائيات التي نقلت فعاليات هذه المظاهرات بالصوت والصورة ، على أن خطباءها وأبرز قادتها والكثير ممن يشارك فيها طائفيون وينتمون للقاعدة وحاديهم يقول ( نحن تنظيم القاعدة قطّاعي الرؤوس) وجميع المتظاهرين يرددون معه هذه الكلمات ، وطلبات هذه المظاهرات تتمحور في تدمير العملية السياسية لكي يرجع العراق الى عهد النظام البائد ، ولكن الحكومة العراقية تعاملت مع هذه المظاهرات بكل حذر وترقب ومراعاة لحقوق الإنسان بالرغم من الخطابات الطائفية والعنصرية والعدائية التي كانت ترفع فيها بالإضافة الى كثرت المسلحين الذين ينتمون لىتنظيم القاعدة الإرهابي يتواجدون فيها ، ولكن بالرغم من كل هذا فتحت الحكومة العراقية قلبها وعقلها وواجهت المتطرفين بنداء القيادة التي تريد الخير لكل أبناءها على الرغم من عقوقهم وجفائهم وعدوانيتهم ، فقامت بتنفيذ أغلب مطاليبهم الشرعية ووفرت لهم الحماية بالرغم من جرأت المتظاهرين على الجيش العراقي وتعديه عليهم من خلال حرق مركباتهم وقتل بعض الجنود الذين كانوا يسهرون على توفير الحماية لهم ، وبالرغم من كل هذا التعامل المثالي من قبل الحكومة العراقية لهذه المظاهرات التي أثبتت عدائيتها وطائفيتها ولكن بقى أردغان يردد أنتقاداته اللاذعة ضد الحكومة ورئيسها المالكي ويصفها بأبشع الأوصاف ، ولكن السيد أردغان سقط في أول أمتحان وتمزق قناعه من أول شعار يهتف في ساحة ميدان التقسيم برفض قرار الحكومة القاضي بتغير هذه الحديقة التاريخية الى مباني حديثة ، وبالرغم من سلمية هذه المظاهرات ومطاليبها الإنسانية والوطنية نلاحظ هذه الحكومة واجهتها بأقسى الطرق من قنابل مسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطية ، مما أدى الى قتل ثلاث متظاهرين وجرح المئات وأعتقال أكثر من ألف متظاهر ، وقد نعت أردغان المتظاهرين بالمخربين والسراق والمجرمين وهم يطالبون بالحفاظ على تاريخ تركيا العريق من خلال بقاء هذه الحديقة التاريخية ، ولكن يا أردغان ماذا ستفعل إذا كانت مظاهرات أسطنبول ترفع شعارات المناطق الغربية وتحمل سلاحهم وتعمل جرائهم ضد الجيش والشرطة والمواطنين الأتراك ، إذا كان المتظاهرون مسالمين يريدون البقاء على تركيا جميلة بتاريخها العريق تواجههم بهذه المواجهة الهمجية التي أنتقدها جميع حلفاءك من أوربيين وأمريكيين وشرقيين فكيف ستواجههم إذا كانوا يحملون السلاح ويهددون به جيشك بل قاموا بقتل الجنود والمواطنين وهددوا بالهجوم على العاصمة ، فبالرغم من التعامل المثالي للحكومة العراقية مع مظاهرات المناطق الغربية بما تحتويه من سلبيات ولكن وجهت لها أبشع الأنتقادات فماذا ستوجه لنفسك يا أردغان وأنت تواجه مظاهرات شعبك السلمية (ذوألأغلبية السنية ) بهذه البشاعة والعنجهية والقساوة فأنت بحق يأردغان جدير بأن تتقبل أنتقاداتك التي وجهتها للحكومة العراقية ورئيس وزرائها ، فأنت الدكتاتور والظالم والمجرم والطائفي في الخارج والقاتل للأغلبية السنية في الداخل ، فقد أظهرت أشجار حديقة ساحة ميدان التقسيم حقيقتك البشعة يا أردغان ولو كانت مظاهرات المناطق الغربية وفعاليتها وشعاراتها وقادتها عندك لأبدتهم ونسفتهم وجعلتهم في خبر كان و عنونتهم بأبشع العناوين السيئة ، فهذه هي حقيقتك يا أردغان التي أظهرتها أشجار حديقة ساحة ميدان التقسيم فشكراً لها .
https://telegram.me/buratha