هلال بدر
بدل أن نتكلم عن "السنة" و "الشيعة" وهو أمرٌ مكروه ومرفوض في منطق العقلاء والمنصفين.. ولكن الحوارات القائمة في صراعات المنطقة أريد لها أن يكون النفس الطائفي هو المحور بعيدا عن محور السياسية!! لكن طبيعة الصراع وعناصره ومحوره الأساسي هو سياسي خالص وذو أهداف بعيدة المدى (إستراتيجية)؛ تبدأ من الأهداف الدائرة (التكتيكية) للوصول إلى الغايات المرسومة في مراكز القرار الأميركي الغربي والقوى المناوئة لها في العالم, وقد تم اختيار بلداننا وشعوبنا كساحات للصراع والمنافسة, لتدفع شعوبنا دماءها ودمارها ثمناً لهذا الصراع على مناطق النفوذ في العالم وخاصة عالمنا الزاخر بالثروات والموارد التي تزود الطامعين والمحتلين بكل ما تحتاجه للبقاء والحياة على حساب بقاء وحياة بلداننا وشعوبنا.
من هذا المنطلق الذي أرجو أن لا أكون مخطئاً فيه - وهو وجهة نظر- تبنى أقطاب الصراع والتنافس منهج الصراع بين السنة والشيعة؛ أو الكرد والعرب أو العرب والفرس "المجوس" ومن خلاله يتم تحقيق السيطرة والهيمنة استناداً إلى مبدأ الإنكليز القديم "فرق تسُد", وأضاف عليه الأميركان عبارة أخرى فصار "فرق وجهل تسد" وهذا هو حالنا اليوم والذي يقوم بهذه المهمة وكلاء وعملاء الدول التي ترغب بالسيطرة والهيمنة والاستعمار الجديد عن طريق تنصيب الخونة والمجرمين على قيادة شعوبهم وزجها في صراعات مميتة مدمرة تصب نتائجها في مصلحة الأعداء والمتنافسين على أوطاننا وشعوبنا التي لا تعرف كيف تتخلص من هذا الجحيم المهلك في خضم تلك الصراعات التي تديرها القوى الكبرى من بعد وبواسطة العملاء والمرتزقة من أبناء الأمة ذاتها.
الاسطوانة المطبوعة في اسرائيل وسلمت إلى عملائها ومرتزقتها في منطقتنا العربية الإسلامية حفظها واحتفظ بها الطابور الخامس الخبيث والمنحط ومحتواها التركيز على عبارة "أن إيران أخطر من اسرائيل على الأمة العربية والإسلامية!" إنطلاقا من الغباء والعمالة والارتزاق والحقد الأعمى والكراهية المغروسة و"المغروزة"! في أعماقهم الفاسدة, فإن تلك الأبواق المأجورة والأفواه العفنة والعقول النتنة "فوتوها" على أنفسهم بأن "إيران" تعادي أو تتصدى لأميركا وإسرائيل وتكون خطراً على مصالحهما ومصالح الغرب القريبة والبعيدة المدى والأفق, إلا أن الحقيقة واضحة لذوي العقول النيرة والنظيفة والمتحررة, لأن الوقائع والأحداث التي أثبتت أن "إيران " (حكومة أو حكومات وليس شعباً) لها مواقف معروفة ومشهورة في التعاون الأميركي الغربي الإيراني لمصلحة حكام إيران ولأميركا معاً:1- تعاون الحكومات الإيرانية مع أميركا والغرب في التصدي للمد السوفيات في أفغانستان.أ- 25 منظمة إسلامية إيرانية أفغانية تعمل على إعداد المجاهدين وتسليحهم وزجهم في المعارك.ب- تمرير السلاح والمعدات والمستلزمات العسكرية للمجاهدين الأفغان.ت- تواجد الخبراء العسكريين الأميركان في إيران لمساندة وتدريب وتوجيه الأفغانيين ضد القوات السوفياتية.2- تكليف إيران بمهمة التصدي لأطماع "صدام حسين" في منطقة الخليج وتهديد حلفاء أميركا. وإشعال نار الحرب التي كانت تصب بكل نتائجها في مصلحة أميركا والغرب وإسرائيل.3- سكوت أميركا والغرب عن احتلال حكام إيران الجزر الثلاث ولم تتصدى لها كما تصدت لإحتلال الكويت وطرد بل سحق جيش "صدام" حسين, ويقال أن السكوت عن احتلال الجزر الثلاث هو هدية أميركا والغرب لموقف حكام إيران في أفغانستان وطرد السوفيات منها؟؟4- مرور القوات الأميركية الغازية بمحاذات الحدود الشرقية للعراق القريبة من إيران ولم يحرك حكام إيران ساكناً للتصدي لها رغم شعارهم "مرك, مرك أميركا" الشهير والفطير!!كل تلك المشاهد توحي بل تؤكد التعاون الإيراني الأميركي الغربي في المنطقة رغم مظاهر العداء والتهديدات لبعضهما, وتهديدات إيران دول الخليج لتزيد اعتمادها على أميركا ولشراء السلاح بمليارات الدولارات بمساعدة التهديدات الإيرانية المتفق عليها وبوضوح تام لكل عاقل وحكيم!من هنا سيقول "سرمد عبد الكريم" خادم الأمراء السعوديين والخليجيين في الخارج ومقدم كافة وسائل الترفيه لهم!!؟ ... سوف يقول "هذا ما نقصد في لقائنا مع "فيصل القاسم" والموسوي في مساء الثلاثاء الفائت .. أن إيران تتعاون مع أميركا في المنطقة العربية الإسلامية وهو صحيح ... ومن هنا نقول له وللمئات من أمثاله من المرتزقة والعملاء ... أنتم في موقفكم وتصريحاتكم تؤكدون على أن إيران تتعاون مع أميركا من ناحية ... ومن ناحية أخرى تدافعون عن أمراء الخليج وملوك السعودية على وجه الخصوص علماً أن الخليج كله ومنطقة الحجاز بما فيها من ملوك وأمراء هم عملاء وخدم لأميركا والغرب ويعيشون تحت حمايتهم ورعايتهم حيث تتصدى أميركا بحزم وقوة لكل من يحاول إزعاجهم!! و "صدام حسين" خير مثل لذلك رغم كل ما ملكه من قوة وسطوة وسلاح, إلا أنه أرغم على اللجوء إلى حفرة عفنة حتى تم إلقاء القبض عليه كأنه كلبُ أجرب!!
في كل الأحوال لا يمكن نكران أو التغاضي عن خطورة إسرائيل التاريخية على الأمة العربية والإسلامية إذا تذكرنا مجازرها المستمرة وقتلها العلني للشعب الفلسطيني وتدميرها المستمر كل يوم للأراضي الفلسطينية والاستيلاء على أراض جديدة كل شهر؛ وسيطرتها على "القدس" الشريف ومنع المصلين واختيارهم للدخول وفرض الحصار المميت وكل أعمال الإرهاب والقرصنة وبشكل مستمر وعلى رؤوس الأشهاد وعلى مرأى ومسمع من المنظمات الدولية والإنسانية ... ولكن لا نسمع من "سرمد عبد الكريم " و "القرضاوي" وأمثالهما من حثالة المرتزقة والعملاء أي صوت شجب أو رفض أو دعوة للجهاد ضد الصهاينة والمحتلين للأرض والمقدسات... فأي نوع من أشباه الرجال هؤلاء؟؟ علما أن إيران على الرغم مما ذكرناه أعلاه لم تقم بأي إعتداء أو تدخل أو القيام بجرائم القتل الجماعي كما تفعل "إسرائيل" وأميركا وعملائهما في المنطقة, سوى احتلالها للجزر الثلاث وهي هدية أميركا لحكام إيران ثمنا وتثمينا لمواقفهم في أفغانستان.
المطلوب على الأقل وضع إيران وإسرائيل في موضع الاتهام للتآمر على الأمة العربية أو الشعوب العربية.لقد قام الشرفاء من "الشيعة"!! أو المجاهدين المقاومين الأبطال من الشيعة والسنة !!في التصدي لجيوش الصهاينة في مواقف عديدة وأرغموهم على الاعتراف بهزيمتهم ولكن "سرمد عبد الكريم" و "القرضاوي" لا زالوا يصرون على تكفير هؤلاء الأبطال والفتوى بمحاربتهم ولا يعترفون بالانتصارات الباهرة التي حققوها واعترف بها العدو المهزوم نفسه!! فأي نوع من البشر هؤلاء؟؟
إن المقاومة الأصيلة وليست العميلة هي التي صنعت المعجزات وهم عناصر ليسوا من الشيعة وحدهم بل فيهم من أهل السنة الشرفاء والعديد من رجال المقاومة الشريفة التي ينتمي إليها العديد من الأحزاب والاتجاهات المخلفة ولكنه مخلصة صامتة وتؤدي دورها بكل شجاعة وحكمة وهي تصنع النصر والمجد اليوم في سوريا والتصدي للعملاء والخونة والمرتزقة والوافدين من خارج الحدود وتضع مسألة "السنة والشيعة" يتاجر بها الخونة والمتخلفين والمرتزقة أمثال "سرمد عبد الكريم" و "القرضاوي" و "عرعور" والحثالات الباقية.
أما ما يتعلق بحكام السعودية والخليج وكل ما يختزنونه من سلاح وجيوش فإنهم لم ولن يقدموا أي شيء في طريق نصرة الفلسطينيين أو الدفاع عن القدس الشريف سوى بضعة ملايين من الدولارات لذر الرماد في العيون وبعض التصريحات الملقنة لهم وأكثر من ذلك فقد أقامت بعض دول الخليج المستعمرة العلاقات الدبلوماسية والتجارية والسياحية!! مع إسرائيل ثواباُ لها لما تفعله بالشعب الفلسطيني وما تقوم به من إجراءات في القدس الشريف ومنع المصلين والإستيلاء على الأراضي العربية ومع الأسف هؤلاء يدعون تمثيلهم لإخواننا السنة!! ويقود تلك المجاميع المغفلة داعية ضال وعميل متعال هو "القرضاوي" الشهير!!
وهذه معلومة مهمة يتناساها "سرمد عبد الكريم" و "فيصل القاسم" و "القرضاوي" و "عرعور" الذين ينادون بمحاربة إيران وتحريم قتال إسرائيل المحتلة والقاتلة والمدمرة للمقدسات والقيم العربية والإسلامية إذا كان هناك من يهتم بها أو يدافع عنها فإن:
1- بيت الله الحرام تحتله أميركا وتتصرف بأحواله وأمواله!!2- وبيت الله الثاني "القدس الشريف" تحتله إسرائيل وتتصرف بأحواله وأمواله!! فماذا بقي من دينكم الإسلامي يا كفرة ويا مرتزقة؟؟فأيهما أجدر بالتصدر والقتال والجهاد "إيران أم إسرائيل"!!؟
https://telegram.me/buratha