باقر جبر الزبيدي/ رئيس كتلة المواطن النيابية
في الذكرى ال24 لرحيل الامام الخميني (رض) نتذكر البطولة والتاريخ وهبوط الخير وزوال الشر واقامة الدولة الاسلامية وبزوغ فجر العدالة الربانية ولازلت اتذكر المسيرة المليونية التي رافقت عودة الامام من نوفل لوشاتو الى طهران..فالخميني الذي هبط في مطار مهراباد الدولي لم يهبط قائدا وزعيما ومرجعا في تلك اللحظة التاريخية المهمة من حياة الشعب الايراني وشعوب الامة الاسلامية انما هبط مخلصا في امته وشعبه وكانه يهبط من السماء!.
لقد عشت تفاصيل الثورة ونهضة الشعب الايراني وموجات الشهادة والشهداء وكيف كان الايرانيون يلقمون بالزهور فوهات بنادق الجيش الايراني الذي كان يواجههم بالرصاص..عشت الامام الخميني عبر اذاعة موتني كارلو والاذاعة البريطانية وصوت اميركا حيث لم يكن انذاك مصدر اعلامي مميز ومحايد بل كانت الثورة تواجه بصمت اعلامي مخيف وحين استقر الامام في مقبرة جنة الزهراء هدر بصوته الذي اعاد لنا صوت اجداده محمد وعلي والحسين بان هذه الحكومة التي كان يقودها شاهبور بختيار ساصفعها على فمها بيدي والايرانيون هم الذين سيختارون نظامهم الاسلامي الذي يعيد لهم الكرامة ويستعيد بهم ايامه المشرقة.
في بداية الستينات حين كنا نتدرج بالوعي في ظل زعامة الامام الحكيم كنت من اوائل الذين وصلتهم (تقريرات) الامام الخميني في(الحكومة الاسلامية) وهي محاضراته الفكرية التي باشر بالقائها بعد نفيه من تركيا واستقراره في النجف الاشرف وتلك لعمري نبوءته الاولى في العمل على اقامة الحكومة الاسلامية في وقت لم يكن هنالك حديث عن دور للاسلام في تاسيس دولة ودور المرجعيات الدينية في ادارته وقيادته وتوجيهه وستبقى رؤيته السياسية المبكرة انذاك معلما من معالم مدرسة الامام المميزة.
لقد حقق الامام الخميني حلم الانبياء كما قال لنا الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر عشية انتصار الثورة في 11 شباط عام 1979 فلقد كنا في الستينات امة ممزقة تتناهبها التيارات الماركسية والشيوعية الملحدة والقومية العربية العنصرية الطاردة للامم الاخرى خصوصا الامة الايرانية التي كنا واياها محكومين باواصر التاريخ والثقافة الاسلامية والجغرافيا..
حين اصبحت وزيرا للمالية توجهت الى ايران اواخر 2008 في اطار مشروع للتعاون الاقتصادي حيث كانت باكورته التوقيع على مذكرة تفاهم لتقديم مبلغ مليار دولار قرض ايراني ميسر للعراق يتم اطفائه بعد 40 عاما وبعد انجاز المهمة طلبت زيارة ضريح الامام الخميني والتوجه الى قبره في الضواحي الجنوبية من العاصمة الايرانية طهران فوضعت اكليلا من الزهور على قبر هذا القائد العظيم وهنا تذكرت ملحمة الثورة والايام الاولى للانتصار الاسلامي المجيد وعودة الامام الى طهران وكنت انظر الى قبره واردد قول الشاعر
غاضب كيف يحتويك التراب وعلى وجنتيك صلى السحاب
وعلى وجنتيك هومت الشمس واغفى نجم وطل شهاب
قد تموت الورود ظمأى ولكن ان يموت الربيع امر عجاب
رحم الله الامام الخميني يوم ولد ويوم عاش للاسلام ونذر نفسه لمشروع الحكومة الاسلامية ويوم اسقط الشاه اعتى دكتاتور في المنطقة ويوم ادار دفة الحرب الكونية التي استهدفت مشروع الدولة الاسلامية ويوم رحل عن الدنيا زاهدا فيها ويوم يبعث حيا.
ان الامام الخميني في نهاية استذكاراتي مصداق لحديث النبي (ص) القائل ..علماء امتي افضل من انبياء بني اسرائيل ويقول النبي (ص) ايضا الفقهاء امناء الرسل.
https://telegram.me/buratha