الشيخ حسن الراشد
معركة القصير فيها اوجه تشابه كثيرة من حيث المضمون والبعدين السياسي والعسكري مع معركة تحرير خورمشهر الايرانية التي كانت محتلة من قبل عصابات الجيش الصدامي ومن خلال متابعاتي لمعركة خورمشهر وقد كنت في وقتها قد زرت مدينة الاهواز وديزفول وشاهدت عن كثب سير المعارك العسكرية وقبل احتلال خورمشهر زرتها وزرت القرى العربية فيها ولا مست عن كثب بساطة سكانها وتألفهم مع الحالة الثورية التي اوجدتها صحوة الثورة الاسلامية في نفوس ابناءها العرب ووقوفهم بقوة مع الجمهورية الاسلامية وفي حينها تم تأسيس اذاعة باللغة العربية في مدينة خورمشهر كان في البداية يديرها عرب خورمشهر وكنت مساهما بسيطا في كتابة مقالات منددة بالبعث الصدامي ودوره الاجرامي في هذه المنطقة والحمدالله بعد استيلاء حزب الدعوة على الاذاعة منعت المقالات وتقمصوا دور الثوار بعد ان كانوا مناهضين لقيام الثورة الاسلامية في ايران لان الادبيات الحزبية كانت تؤمن فقط بالحزب القائد الذي له كلمة الفصل في اين تقوم الثورة الاسلامية فتفاجأوا ان القيادة الفذة للامام الخميني قدس الله سره قد خربط كل حسابات الحزبيين وانبلج فجر الثورة الاسلامية تحت زعامته في ايران ْ من خلال متابعاتي لسير المعارك والحرب التي فرضها شيوخ النفط وبايعاز من الغرب واسرائيل على الجمهورية الاسلامية في ايران عبر عميلهم المقبور صدام العار والخزي وفي مقارنة موضوعية لمست ان اوجه التشابه كثيرة بين معركة تحرير القصير على ايدي رجال الله والجيش العربي السوري ومعركة تحرير خورمشهر التي كانت منعطفا استراتجيا في تاريخ الجمهورية الاسلامية في ايران حيث بعد تحريرها سقطت كأحجار الدومينوا المدن والبلدات على امتداد اكثر من 800 كيلومتر جنوبا ووصولا بأخر نقطة في الشمال في محاذات لمنطقة حاج عمران الكردية نعم سقطت بايدي ثوار البسيج ( قوات التعبئة الشعبية) وحرس الثوري الايراني ..ولم تكن معركة القصير الاخيرة بعيدة من حيث المضمون وتداعيات تحريرها من ايدي المرتزقة وعملآء الناتو وشيوخ النفط عن معركة تحرير خورمشهر وقبلها كانت ايضا معركة مفصلية حدثت في سوسنجرد (خفاجية ،حسب القوميين العرب)بالطبع لم تكن بحجم تداعيات معركة تحرير خورمشهر،هذه المدينة التي اغتصبت فيها بعد احتلال مناطقها ابان العهد البعثي الصدامي عشرات من الفتيات العرب من قبل الصداميين وقتلهن ثم دفنهن لدفن الجريمة التي كشفت عمق الخسة والنذالة التي يتمتع بها البعثيون الصداميون ومن لف لفهم من العصابات الارهابية السلفية والوهابية .والمفارقة المهمة في المعركتين ان حرب صدام كانت مدعومة من قبل ذات المحاور الشريرة المتورطة اليوم في حرب شيوخ النفط ضد سورية وضد النظام الجديد في العراق حيث كنا نلمس بوضوح ان المملكة الوهابية ودول الخليج وبلدان عربية معينة كانت تغدق الملياراد من الدولار على العجلة الحربية الصدامية وكانت ميناء الاحمدي الكويتية تعج بالقوافل العسكرية المحملة بالعتاد والسلاح ومئات الدبابات الى العراق عبر معبر صفوان الحدودي .والمفارقة الاهم هنا هو التجييش الطائفي والعنصري الذي كانت وسائل الاعلام العربية وتحديدا الخليجية تقوده ضد ايران وضد مكون مذهبي معين في المنطقة ولن ننسى والذاكرة لن تخوننا ان الاقلام الصفراء والحناجر الطائفية التي كانت تحرض على الفتنة الطائفية وعلى التحريض المذهبي هي ذاتها واصحابهم هم انفسهم حيث كانوا في حرب الخليج الاولى يصفقون لصدام المجرم معتبرينه حامي حماتهم وراعي البوابة الشرقية في وجه(( المجوس الصفويين)) والسد العظيم امام اطماع (( الفرس والشيعة))! واليوم هؤلاء اصحاب الاقلام المرتزقة اصبحوا ادوات شيوخ النفط تسيرهم فتاوي مشايخ التكفير والتطرف وتغذيهم خطابات مفاتي الناتوا وليس ادل على ذلك هو تلك النماذج البائسة من امثال عبدا لرحمن الراشد وجارالله الكويتي وغيرهم وطبعا لا ننسى الانذال المحسوبين على الشيعة من امثال من سخره اخيرا المال القطري سرمد عبدالكريم ليمارس حقا دور العاهروالعبد الذليل في قناة البعيرة مع من باع درزيته في حضرة ((موزة)) اليهودية الهوى فيصل القاسم.
معركة القصير كشفت الكثير من تلك المفارقات وفضحت الطائفيين والمنافقين والمتمترسين خلف مذاهبهم زورا وما فرح اللبنانيين في الضاحية ورفعهم يافطة " وسقطت القصير" الا من اجل غربلة المواقف وكشف حقيقة الاقزام والمتأمرين وخاصة تلك الفئة القليلة من ناكري الجميل في حماس المشعل الخائن الذي باع قضيته من اجل عيون حمد ومفتي الناتوا النجس الحاخام القرضاوي ولعلم اللبنانيين في الضاحية ان معركة القصير هي احدى اهم احجار الدومينو التي بسقوطها تسقط الاحجار بامتداد كل ثغور سوريا وما بعدها ! وليس انتهاءا بالانبار التي باشر الجيش العراقي فيها وباستحياء حملة ضد الارهابيين واتباع القاعدة.مثل ما كان سقوط خورمشهر منعطفا في سير المعارك وتحولا ترك تداعيات سياسية مهمة في وقتها افشل كل مخططات الخونة في الخليج والطائفيين ورغم ان نهاية الحرب كانت في نهايتها غير سعيدة في ظاهر الامر الا ان الاحداث كشفت ان من يلعب مع الايراينيين بالطريقة التي يريدها الصغار والعملاء في الخليج لن يحصد الا الريح والخسارة لانهم اثبتوا انهم اذكياء وانهم ملوك الشطرنج ! لذلك فان سقوط القصير هذه المرة سوف تكون تداعياتها ليس فقط ايجابيا لعموم الشعب السوري بل لكل المنطقة وترتد سلبا على شيوخ النفط والغاز والنساء ومشايخ التكفير في مملكة الوهابية !
https://telegram.me/buratha