محمد حسن الساعدي
مدن تاريخية قديمة ، تأصلت فيها العادات والتقاليد التي ورثها الاباء والاجداد ، حملت بين ثنايا ازقتها الارث والحضارة والتاريخ ، رقد بين ترابها أطهر اناس فكانت بحق طهرت بمرقدهم ، حملت بينها مرقد الظاهرة عقيلة الظهر والعفاف ، عقيلة الهواشم والطالبين ، وغيرها من مراقد ابناء وبناء الائمة الاطهار ، مدينتان حفلت بتاريخ طويل من الحقد التكفيري ، واليوم نقطف ثمار هذا الحقد ، ففي المرحلة الحالية لانهيار النظام العربي، تنطلق الغزوات الوهابية، مرة أخرى، لتضرب في المشرق؛ في العراق وسوريا ولبنان، بوساطة المجموعات الإرهابية، وتسعى بوساطة الخنق الاقتصادي والسياسي، إلى إعادة تشكيل الثالوث الارهابي الوهابي أمريكا اسرائيل ، والوهابية )، لتشكيل نهجاً وهّابياً، في سياق التفاهم الاستراتيجي مع شريك العمر، إسرائيل. اليوم تشنّ السعودية وقَطر حرباً مكشوفة متصاعدة على سوريا. وربما كان ضجيج هذه الحرب المسعورة يخفي حربهما المستمرة على العراق، إذ يتم إرسال الانتحاريين، بصورة منتظمة، لتفجير المحاولات العراقية للاستقرار وقتل المئات تلو المئات من العراقيين لمجرد كونهم ينتمون إلى المذهب الشيعي. وتستفزّ الدماء بالطبع الدماء، وتنغلق الطريق على استعادة روح الوطنية العراقية التي هي شرط لا غنى عنه لنهضة العراق.المؤسف هو ذلك الصمت الثقيل المفضوح إزاء القتل العمد المنظم للعراقيين الشيعة، وكأنّ الرأي العام العربي ساكت عما يجري ويقبل ذلك ضمناً. لقد وصلنا إلى محطة تتقبل فيه ضمائر عالجها البترودولار الوهابي القتل على الهوية المذهبية والطائفية والإثنية! أصبح ذبح الشيعة والمسيحيين وغيرهم من الطوائف ، وربما السنّة ممن لا يخضعون للمنهج الوهابي، وربما الاختلاف المذهبي والطائفي سبب وجيه للقتل. هذا هو الاحتلال الوهابي الجديد للمنطقة ، احتلالا وغزواً غربياً بأيدي اسلاميه ، تمكن من الاسلام فسرقه وأسره ، وأخذ يتحكم بالإسلام وفق رغباته ، وهو يان من الاسر آملاً ان يجد من ينقذه .التهديدات اليوم وصلت اوجها لبغداد ودمشق على حد سواء ، مرة بالتقتيل ، ومرة بالتفخيخ ، ومرة بهدم مراقدها وتراثها ،فيا ترى هل ستهدم الاسوار ...
https://telegram.me/buratha