حيدر عباس النداوي
لم تكن مباحثات ائتلاف المواطن مع دولة القانون لتشكيل مجالس المحافظات تسير بيسر وسهولة وكانت تتوقف في كثير من المحطات امام عقدت الاستحقاقات وفريق دولة القانون لازال يفكر بعقلية الغلبة ولا زال يرى انه الطرف الذي يعطي ويمنح وبإمكانه ان يشتري اي طرف ويرفض اي طرف وكان أعضائه يتعاملون باستعلاء وخبث وخاصة الشيخ خالد العطية وكان هذا التصرف يثير حفيظة فريق المجلس الأعلى المفاوض الا ان هذا الفريق كان متماسكا وصعبا وكان حريصا على ان لا يمنح الفرصة للعطية ومن معه للانسحاب بذريعة رفض المجلس الأعلى للتفاوض او ابداء المرونة.بعد الجلسة الأولى التي أعقبت إعلان النتائج والتي تم فيها الاتفاق على جملة من القضايا أهمها البرنامج الحكومي وإشراك الجميع في الحكومات المحلية تم تحديد النسب وحصة كل فريق على ضوء نتائج الانتخابات بعد مباحثات عسيرة وبعد جملة من المقترحات على الالية التي يتم على ضوئها تحديد النسب في المحصلة النهائية لم يتم الاتفاق النهائي الا ان الخطوط بدت متقاربة نوعا ما وبدا ان فريق المجلس الأعلى على استعداد لتقديم التنازل.كان واضحا ان الجميع يحاول ان يعزز جبهته لكن الغايات والوسائل تختلف من طرف لأخر فالمجلس الأعلى كان يحاول تعزيز جبهته بعيدا عن الدخول في صفوف ائتلاف دولة القانون لأنه يرى ان الغدر والالتفاف ليس واردا في أدبياته وان محاولة الآخرين لاستخدام هذا الأسلوب لا تعنيه لأنه يعمل بتكليفه وأخلاقه لا بتكليف وأخلاق غيره لهذا رفض عروض مغرية من كتل وقوائم منضوية مع ائتلاف دولة القانون من اجل الحصول على مواقع مقابل الدخول في تحالف منفرد مع ائتلاف المواطن وتشكيل الحكومات المحلية في اغلب المحافظات دون الرجوع الى بغداد ودون الالتزام مع دولة القانون الا ان المجلس الأعلى رفض هذا المبدأ الغير أخلاقي.الشيء الأكثر ألما في مارثون المفاوضات الذي واجه فريق ائتلاف المواطن المفاوض هو حقيقة الكتل والقوائم الأخرى التي كانت تبحث عن المناصب والامتيازات ابتدءا دون التفكير بالبرنامج الانتخابي او بما يمكن ان تقدمه للمواطن في المرحلة المقبلة وهذا التناقض مثل صدمة كبيرة واضر حقيقة التنافس المحموم بين الخصوم.لقد اكتشف الفريق المفاوض لائتلاف المواطن ان الوصول الى توافق في قضية الحصص مع ائتلاف دولة القانون امر صعب فلم يتغير المنهج والتفكير ولم تبدر اي بادرة من جماعة المالكي لكسب ود فريق المواطن وكانت المفاوضات تتقدم خطوة وتتراجع خطوتين وكانوا يتمسكون ببعض المواقف التي تتعلق بحق ائتلافهم بينما يطالبون فريق المواطن التنازل عن حقهم اكراما لعيون المالكي ولسمعته ولانكساره ومع كل هذا التعالي فان أعضاء ائتلاف المواطن كانوا مرنين الى درجة كبيرة وتنازلوا عن استحقاقات كثيرة من اجل ان يمضي الاتفاق الى خط النهاية،غير ان حبل ود الطرفين بدا في الانقطاع بعد ان ايقن أئتلاف المواطن ان جماعة المالكي لا يريدون الاتفاق انما يريدون النفاق والالتفاف والقفز على حق الطرف الاخر.في هذه الاجواء البعيدة عن الثقة كان البعض يسال الفريق المفاوض لائتلاف المواطن عن مدى جدية فريق المالكي فكان الجواب ان لا جدية واضحة وان كل الاحتمالات واردة وان تحول المالكي الى طرف وأطراف اخرى مسالة واردة جدا وعندما يطالب البعض بتحصين الموقف والتعامل بنفس الاسلوب كان الفريق يرفض هذا المنهج ويصر على المسير الى اخر الطريق حتى لو تطلب ذلك الخروج من سباق خدمة المحافظات دون فائدة لان المجلس الأعلى لا يطلب النصر بالغدر والجور ولان المجلس الأعلى يريد البناء ولا يريد الهدم.المجلس الأعلى قد يخسر كل المواقع ويخسر استحقاقه الانتخابي وقد يخسر بعض جمهوره لكنه سيربح نفسه وسيربح منهج تعليم الاخرين معنى الطهارة في العمل السياسي الذي لا يهتم له كل الشركاء والفرقاء وخسارة جولة اخرى لا تعني نهاية المطاف رغم ان جمهور المجلس الأعلى يحدوه الأمل للتصدي للقيادة والرياده من اجل تقديم الخدمة للمواطن وبناء الوطن على أسس الدولة المدنية العادلة.الشيء المؤكد ان خيارات جميع الأطراف محدودة لهذا فان فوز احد او خسارة احد كل شيء في تشكيل مجالس المحافظات امر لا يمكن حدوثه بسهولة.
https://telegram.me/buratha