المقالات

اللافي.. اختطاف المِنْبَر

1739 15:34:00 2013-06-08

موقع المسلة

في آخر ظهور له، يكشف سعيد اللافي عن ارتباطه بأجندة الخارج، متوشحاً علم "الثورة السورية" في مؤتمر "طائفي" في الدوحة، متعجلاً إعادة الرمادي إلى "مستعمرة" القاعدة.

واللافي في الدوحة اليوم، وغداً في أنقرة على الأرجح، يتبع الضبُعُ الذي ينهش أبناء البلد، لكن هذا الحيوان غالباً ما يتبوّل على تابعه في النهاية.

ولم يكن سهلاً عليه، هذا الرجل الذي خطف "المنبر"، بعدما غُيّب ذوو الألسنة، من شيوخ ورجال دين مخضرمين في الانبار، ان يصل الى "صنيعة النفط" فحسب، لبحث اللائحة المتعجِّلة للاستحقاقات من أسياده، وهو المطلوب للسلطات العراقية بعد اتهامه بالإرهاب والتحريض على القتل، والفتنة الطائفية.

لكن الطريق بدت سالكة الى الدوحة، سواء في الداخل، مروراً بإقليم كردستان أو دول جوار، وتركيا وقطر بكل تأكيد.

واللافي في سنّه الصغير، اختصر الطريق الى الشهرة بالخطاب الاستثنائي من فوق مَرْقاة الخاطب، الذي يترفّع عنه رجال الدين المحترمون.

لكن المثير في المشهد الاعتصامي ان يتسيّد المشهد شاب، قليل الخبرة، وفاقد للحكمة، على شيوخ عشائر، ورجال دين مخضرمين، فيسكتون على خطابه التحريضي، إنْ لم يتماهوا معه. وكانهم نسوا او تناسوا ما قاله سيد الحكمة علي بن ابي طالب "قصم ظهري رجلان عالم متهتك وجاهل متنسك".

وجدّية منبر اللافي طغت على مشهد الاعتصام، لينجح الرجل المرتبط بأجندة خارجية من حرق المطالب المشروعة، وإحلال، بدلا عنها، خطاب متطرف يدعو الى طرد الجيش والشرطة الاتحادية من كامل الانبار بدءا من القائم الى الفلوجة.

وذهب في الترويج لمشاريع اخترعها انفصاليون الى ابعد من ذلك، حين دعا الى تشكيل جيش يدافع عن "المحافظات المنتفضة" والتصدي لأي هجوم يستهدفها.

يقول شاب من الرمادي على صفحته الافتراضية في فيسبوك "ليتني لم اسمع بهذا الرجل، انه مراهق فتوى، قبْل أن يكون طفلاً في السياسة".

وعلى خلاف هذا الشاب كثيرون، يلقى بينهم الخطاب الطائفي آذاناً صاغية وجدوا فيه ضالتهم في تعميم الحقد، والترويج لتكفير الآخر وقتله، وأبرزهم شباب القاعدة وشيوخها، ومتطرفو الاعتصام وعرّابو التقسيم.

صفة اللافي اليوم،هارب من وجع العدالة، وهو وإن ظهر علناً، فهو منكسر نفسياً، ومنهزم اخلاقياً في نظر أبناء مدينته ومذهبه.

وسبب ذلك جليّ، فلم يستطع اللافي في كل خطاباته تجاوز ذاته الطائفية، حتى حصر نفسه في مربع صغير لا يتسع إلاّ له، وإن تفاوض المعتصمون مع الحكومة وأفضوا الى حل، لفظه المعتصمون انفسهم عن المشهد، لان الاوراق المحترقة تُرمى في القمامة، والأغصان اليابسة تُقطع بعد حين.

رجل دين يقتل جنودا، لم نسمع بهذا من قبل..؟

رجل دين يفتي بالكراهية والتحريض على الفتنة، صار يتكرر اليوم..!

خطيب يتلقى الدعم المادي والمعنوي من اطراف تعادي بلده، ولا يستحي..

ناطق رسمي باسم معتصمين عراقيين يلف حول عنقه علم "ثورة سورية" كأنه عرّاب لها على حساب مصلحة بلده.

وهكذا، لرجل يظهر بتلوّن الفصول، وتبدل الاحداث، لا تلين عريكته في الفتنة، ولا يعرف لسانه كلمات المحبة والتآخي والوحدة.

واللافي، المصاب بلوثة كراهية الآخر، ليس عليه من حرج، اذا ما أدركنا ان رفاقا له ومعاصرون لأفعاله، يدهشون لصعوده على المنابر، وهو المعروف في الرمادي بمراهقته وعدم تبحره في العلم، وعدم نضج سلوكياته.

وإذا كان ممثلاً للحراك السني، فكان الاجدى بمن نصّبه ان يحْذَرَ من عصابية شديدة يعاني منها الرجل الداعي الى ذبح ما يزيد كثيرا على النصف من العراقيين.

ما شجّع اللافي، متغيّرات الخارج، ومهادنة الداخل، فبعد ان تماهى معه في الوطن معتصمون ورجال دين، على كثرتهم ، فهم قِلّة وأقليّة، انبرى الى أبعد من ذلك داعيا الى تسليح المعارضة السورية، وهذا شأن خارجي، ثم اجتّر ما قاله كثيراً عن إن "الانبار تحارب المد الصفوي"، وتحت لسانه كلمات اخرى لوصف من يريد ان يحاربهم

و دعا "كل مسلم مدرب على القتال وقادر عليه ان يقدم نفسه، لمساعدة الثوار السوريين".

هكذا اذن، صار للافي، دور اقليمي أيضا وهي بليّة من اللافي، وشر "اللافي" ما يضحك.

ويمكن للبالون ان يتمدد اكثر من حجمه، منتفخاً في الهواء تحرّكه قنوات فضائية، لكنه في النهاية يهوي ، وربما ينفجر فلا يخرج سوى هواء.

وبالفعل، نقلت "الجزيرة" كلمة اللافي في مؤتمر الدوحة، كأنها خطاب لرئيس دولة عظمى، أو حزب عظيم الشأن، او المنقذ المخلص، ليتحول اللافي الى نجم تلفزيوني، بامتياز، في خضم مهزلة اعلامية.

وكتب عماد الدليمي على "توتير": مالنا والقرضاوي، ومالنا والثورة السورية يالافي، التفت الى شعبك، فقراءه والمساكين، نسائه والأطفال".

وتفوّق اللافي في خطابه التحريضي على اولئك الذين يرون انهم الاجدى بحمل لواء الفتنة، في تنافس واضح على احتكار الخطاب المعادي للعملية السياسية في العراق، وبالتالي احتكار الاموال الخارجية والمساعدات التركية والقطرية.

ونتيجة لذلك، وصم بعثيون اللافي بالعار، لأنه يزاحمهم الدور المرسوم والغنائم المنتظرة فوصفه بيان لهم بأنه "المدعو الصغير (سعيد اللافي) المنتمي الى حزب استسلامي".

بل واتهمه البعثيون بانه "ركب موج التظاهرات لتنفيذ اجندة حزب لقيط " لكن كلاهما، اللافي والبعثيين، يدورون في ذات الفلك على اختلاف المسارات.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو زهراء الكاظمية المقدسة
2013-06-09
نؤيد صاحب التعليق الاخ عمر الدليمي هو الكلام الصحيح بارك الله فيك ونحن نعرف جيدا في الأنبار يوجد الناس من امثال الاخ عمر بعدين عن الطائفية والعنف فانتم ومنذ زمن البعيد اهل الكرم والضيافة نتمنى ان تستمر في التعليق في موقع براثا ونحن معك ومع كل الخيرين من أمثالك والسلام عليكم
ابن الناصرية سيد كاظم الشطري
2013-06-09
بارك الله بيك ابن الانبار وهاذا املنا بيكم وكلنة اخوان والبلد بذمة الاجوايد ومنخلي لاارهابي ولا مليشياوي يعبث ويدمر البلد ونكص ايد كل من يعتدي على الشعب العراقي بكل طوائفة وقومياتة
عمر الدليمي الانباري
2013-06-09
حضرنا له عدة صلوات جمعة وعندما اكتشفنا انه يتكلم بلغة ولهجة غريبة على ماتعودنا عليه من ابائنا من الفة ومصاهرة بين الشيعة والسنة تركنا الساحة ولجئنا الى الجوامع المكان الصحيح لطاعة الرحمن والفضل في فتح الجوامع الى السيد محافظ الانبار قاسم الفهداوي الذي تنبه للمؤامرة من اول وهلة وارجواان لاتعطوللمسالة اكبر من حجمها لاننا نحن اخوانكم في الانبار واعون ومتيقضون لكل الاجندة الخارجية التى تريد الفرقة والاحتراب الداخلي بين ابناء الشعب الواحد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك