المقالات

السيد السيستاني أُمَةٌ في رجل

1212 14:17:00 2013-06-08

عبد الكاظم حسن الجابري

 كان ولازال دور المرجعية الدينية الشيعية والتي مركزها النجف الأشرف دور الأب الراعي لجميع اطياف الشعب , وكان دورها السياسي لا ينفك عن دورها الروحي والعقائدي , فكان للمرجعية على مر تاريخها كلمة الفصل في القضايا السياسية على عكس ما يصوره البعض من أن المرجعية هرمه ومنطوية على نفسها ومنزوية , بل تجرأ البعض لأن يعتبرها مؤسسة او منظمة مجتمع مدني .وفي تاريخا المعاصر كان الدور الابرز والاكبر لسماحة اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني فبعد تصدي سماحته للزعامة الدينية بعد وفاة السيدين آيتي الله العظمى السيد الخوئي والسيد السبزواري قدس الله سريهما حمل هذا المرجع هموم المسلمين في العالم عامة وفي العراق خاصة .وقد اجتاز محنة الحكم العفلقي في فترة ما بعد عام 1993 الى عام 2003 بصبر وحنكة الاب القائد مع ما نعلمه من احداث جرت في تلك السنين العجاف وكيف أُتِهِمَ هذا المرجع الشريف بما لا يليق بشخص عادي فكيف اذا كان سماحة السيد وتعرض لمحاولات اغتيال كثيرة كان ابرزها الهجوم على داره عام 1997 ومقل احد العاملين في بيت السيد واصابة اخر وبقي هذا الجبل الاشم يدفع بسفينة العراق نحو الامان والحفاظ على ابناء العراق بكل قومياتهم من ظلم صدام واتباعه المجرمين .وبعد سقوط النظام البعثي وزوال الطاغية اضطلع سماحة السيد بمهمة عظيمة وجسيمة الا وهي مهمة مواجهات الاحتلال الاجنبي وكيفية التعامل مع التغير نحو الديموقراطية . فالشعب العراقي المكمم الافواه انفتح على عالم جديد وافاق جديده وللأسف انها اتت عن طريق الاحتلال ولم تأتي عن طريق تغيير داخلي بأيدي عراقية.وكان دور المرجعية الدينية والمتمثلة بالسيد السيستاني دورا مهما في رسم الاطار العام للعملية السياسية ,فقد لعبت المرجعية الدينية في النجف الاشرف دورا رئيسا في العملية السياسية الجارية في العراق , فأسست لمرتكزاتها , وواكبت تحولاتها , ورعت مسيرتها , وكان لموقفها الاثر البالغ في الحفاظ على الوحدة الوطنية , والسعي لإنجاز الاستقلال والسيادة , والعمل لإنهاء الاحتلال , من خلال الحث على أساس الالتزام بالقانون , ومبادئ العدالة والمساواة واحترام الاخر , وتفعيل المشاركة الشعبية . (1)لقد نادى سماحة السيد السيستاني بالوحدة الوطنية ودافع عن جميع اطياف الشعب العراقي كردهم وعربهم , تركمان وشبك وايزيدين , مسيح وصابئة , شيعة وسنة , وكان هذا التوجه واضح من خلال بياناته حول حرمة الدم العراقي وتحريم الاقتتال الطائفي , وتحريم الاستحواذ على مساجد السنة بل اوجب استرجاع ما أخذ من مساجدهم في المناطق الشيعية وتوفير الحماية لأئمة مساجد السنة , لقد كان الامام السيستاني هذا الرجل البسيط في نفسه العظيم في هيبته ليس له هم الا ان يتقدم العراق ويزدهر وكما قال سماحته " ليس لي هم الا أن ارى العراقيين سعداء " .وقد تحمل سماحة السيد الكثير والكثير في سبيل ذلك فتعرض للسب والشتم ومحاولات الاغتيال ولكنه لم ينفك ملتزم بنهجة في رسم حياة طيبة للشعب العراقي الكريم , ولم يدخر وسعا في ذلك الا أداه .لقد مَنَ الله علي بان اتشرف بلقاء سماحته مرة او مرتين خلال زمن البعث المقبور , واكثر من عشرة فيما بعد التغير وتشرفت ان احضر معه مجلسي عزاء للحسين عليه السلام في داره احدهما يوم 11 محرم عام 1432 والاخر في هذا العام بتاريخ 7 محرم 1434 وقد لاحظت في جميع هذه الزيارات البساطة التي يعيشها سماحته وكان في كل لقاءاتي به بنفس الوتيرة من التواضع والدعاء للمؤمنين وللعراق والعراقيين خصوصا . ان ما لفت انتباهي في المرة الاخيرة التي زرته فيها قبل ايام بتاريخ 20رجب 1434 حيث اوصاني بعض الاخوة من بغداد بالسلام على سماحته علما اني من محافظة ذي قار ولما سلمت عليه وكانت العادة يكون السلام سريعا وذلك لحالة السيد الصحية وكبر عمره الشريف ولكن هذه المرة سلمت عليه وعلى عجالة قلت له ان بعض الاخوة يبلغونك السلام وتفاجأت بانه امسك بيدي ودعا بهذا الدعاء " اللهم احفظ العراق والعراقيين واطل في اعمارهم واوسع في ارزاقهم ووفقهم لكل خير ببركة الصلاة على محمد واله الطاهرين ".ان هذه الكلمات نزلت علي كالماء الزلال الذي اطفأ غائلة العطش فأحسست كأن السيد استشرف في وجهي هموم كل العراقيين ودعا لهم وكان دعاءه هذا متزامنا مع ما كانت تشهده بغداد من تفجيرات وارهاب يفتك بالأبرياء واحسست من خلال كلمات سماحته انه يحس بآلام العراقيين ويتوجع لوجعهم , وليس له هم الا ان يتجاوزوا محنتهم التي ألمت بهم .إن مواقف ومسيرة السيد السيستاني في فترة تزعمه للمرجعية الدينية هي مواقف ثابته لم تغيرها التهديدات والتخوين ولا التسقيط , لقد بقي سماحته في الساحة حاملا بقلبه العراق اولاً واخراً ليس له شغل الا ان يكون العراق وادارته بيد العراقيين , ليكون بذلك الرجل الذي حمل بلدا كاملا في قلبه ليصبح بكيانه امة قائمة بذاتها .عبد الكاظم حسن الجابري7/6/2013..................................................................................(1)النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني في المسألة العراقية/صفحة 5 / اعداد حامد الخفاف .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عالية عماد
2015-03-17
ان لله في الارض جنودا لا نستغرب ان نسمع من يتهم السيد ويهينه فهناك نفوس تحمل الحقد لكل مصلح من الانبياء والاولياء والمؤمنين كما كان معاوية و اذنابه يلعنون اميرالمؤمنين عليه السلام على المنابر
علاء السعيدي
2013-06-10
الهم احفظ السيد على السييستاني بحق محمد وال محمد ... فلم يبقى لنا في هذا البلد اي امان سواه بعد الله واهل بيته الاطهار ...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك