عبد المنعم الحيدري.
بعد ان وضعت حرب الانتخابات المحلية اوزارها وربح من ربح وخسر من خسر اتجهت القوى السياسية الى التحالفات فيما بينها وفق مصالح تجمع هذا وتفرق ذاك .لكن هذا لا يعني ان الامور تبقى مغلقة ضمن المحافظة الواحدة ولا تؤثر على التحالفات الاستراتيجية في الاطار العام لكون اولا: ان الامور متداخلة ومعقدة في الخارطة السياسية للعراق والأمر الثاني : هو ان الانتخابات المحلية سوف تؤسس للانتخابات البرلمانية وبالتالي فأن الانتخابات المحلية هي احدى الوسائل لتحقيق الفوز الاكبر في مقاعد البرلمان العراقي.
من الطبيعي ان لكل محافظة نكهتها وسرها بالعراق لكن تبقى محافظة النجف الاشرف هي الاولى لعدة اسباب مهمة منها وجود المرجعية الدينية فيها مما يجعلها تكتسب اهمية سياسية كبرى في البلاد وهذا ما شاهدناه على مدى تاريخ هذه المدينة المقدسة, وبالتالي على اصحاب القرار السياسي ان يعطوا اهمية كبرى لهذه المدينة التي لعبت وتلعب اليوم دورا كبيرا في صنع القرار السياسي.
بالأمس واليوم تدور اخبار لم يتسنى التأكد منها رسميا وهو خروج ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي من التفاهمات او شبه التحالفات بينه وبين كتلة المواطن برئاسة الحكيم في محافظة النجف الاشرف وذهابه الى التحالف مع كتلة الوفاء للنجف برئاسة عدنان الزرفي من اجل تشكيل الحكومة المحلية للمحافظة, وانا لست مهتما بالحدث ذاته لانني اعلم ان الجميع لا يهتم بالمواطن لكن هي تلك لعبة الديمقراطية الا ان ما يهمني هو ما وراء الحدث والتداعيات التي ستترتب على اساسه وانعكاساتها على الوضع الحكومي الهش والجميع يعلم ان قرار سحب الثقة من المالكي كان قاب قوسين او ادنى لولا قشة المجلس الاعلى التي انقذت المالكي من السقوط, وبدأت تعيد تقارب وجهات النظر بينه وبين خصومه السياسين, فياترى هل ستطيح النجف الاشرف بالمالكي؟ بعد ان خرج عن تلك التحالفات التي ربطته بالمجلس الاعلى من خلال اعادة التموضع القديم لسحب الثقة مضافا اليهم كتلة عمار الحكيم البرلمانية ام انه سوف يبقى مستمرا ليكمل دورته الحالية؟, وسنترك الاجابة على هذا السؤال للايام القادمة.
https://telegram.me/buratha