بقلم/ ضياء المحسن
في بلد لا يزال يشهد قتلا على الهوية بلا رحمة، وتترمل فيه النساء؛ ويُترك الأطفال يتامى بلا معيل. والقاضي تراه مطاردا لأنه يقول الحق ولو على ذوي القربى، وترى أساتذة كليات لا يستطيعون أن يقدموا مادة علمية حقيقية لأن البعض من الطلاب لا يفهمون ماينطق به أستاذهم؛ في بلد أصبحت أيام التظاهرات والإحتجاجات أكثر بكثير من أيام العمل في دوائر الدولة، في بلد تجد بين سيطرة وسيطرة؛ سيطرة أخرى وكل واحدة تعمل بتعليمات تختلف عن التي قبلها. في بلد ترى كلٌ يُكَفْر الأخر، ويتخاصمون فيما بينهم حتى النهاية، ولا من بارقة أمل في الخلاص من هذا النفق المظلم؛ ((وكلُ حزبٍ بما لديهم فرحون)) أصبحنا نرى من يختلف مع جاره يخرج حاملا سلاحه ليحرق الأخضر واليابس، بعد أن دخلت قطع السلاح في كل بيت وأمام أعين الأجهزة الأمنية، وترى السلاح تتلاقفه أيدي الأطفال والمدمنين " وهم كثر في مدننا" في بلد الجالس في بيت الشعب ليحكم الشعب بما أراد الله، ينقلب عليهم ويحكم بهم بما لا يرضى الله والعباد. في بلد سيطرت فيه النعرات القبلية والطائفية على روح الجماعة والبلد ذاهبة الى الجحيم والخراب، وكل يوم تسمع عصابات تقتل وتسرق أمام أعين الأجهزة الأمنية. وكل جمعة تشبه سابقتها إلا بالتسمية فهذه جمعة الخلاص، وتلك جمعة تصفير، وجمعة النفير، وجمعة.... ولا أحد يلتفت لصوت العقل الذي ينادي الجميع " إنكم بهكذا تصرفات تحرقون البلد، فتعالوا الى كلمة سواء" نسي أبناء البلد الواحد أنهم لم يأتوا مهاجرين من أقصاع بعيدة ليسكنوا في هذا البلد، وأنهم أول بلد سن القوانين والتشريعات ، نسي البعض بأن " الدين المعاملة. ومثلما تحب أن يعاملك الآخرون بلين، فعاملهم كذلك باللين. نسي البعض قول الله عز وجل للرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم) (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ)) آل عمران 159. وما خطوة السيد عمار الحكيم الأخيرة في عقد إجتماع رمزي لقادة الكتل السياسية في مقر الأعلى الإسلامي العراقي إلا خطوة في الإتجاه الصحيح لتصحيح مسار العملية السياسية التي تكاد تخرب البلد، واخذه من جميع الحاضرين " كلمة شرف" بأن يضعوا البلد نصب أعينهم، وليس المصالح الفئوية والخاصة، فالبلد لا يحتمل بعد الأن المناكفات والتصريحات النارية التي تصدر من هنا وهناك.أيها السادة بعد هذا وذاك لا تجعلوا من بلدنا إضحوكة ونحن الذين علمنا الجميع الكتابة والقراءة.
https://telegram.me/buratha