المقالات

آه يا بلدي!!

490 12:24:00 2013-06-08

بقلم/ ضياء المحسن

في بلد لا يزال يشهد قتلا على الهوية بلا رحمة، وتترمل فيه النساء؛ ويُترك الأطفال يتامى بلا معيل. والقاضي تراه مطاردا لأنه يقول الحق ولو على ذوي القربى، وترى أساتذة كليات لا يستطيعون أن يقدموا مادة علمية حقيقية لأن البعض من الطلاب لا يفهمون ماينطق به أستاذهم؛ في بلد أصبحت أيام التظاهرات والإحتجاجات أكثر بكثير من أيام العمل في دوائر الدولة، في بلد تجد بين سيطرة وسيطرة؛ سيطرة أخرى وكل واحدة تعمل بتعليمات تختلف عن التي قبلها. في بلد ترى كلٌ يُكَفْر الأخر، ويتخاصمون فيما بينهم حتى النهاية، ولا من بارقة أمل في الخلاص من هذا النفق المظلم؛ ((وكلُ حزبٍ بما لديهم فرحون)) أصبحنا نرى من يختلف مع جاره يخرج حاملا سلاحه ليحرق الأخضر واليابس، بعد أن دخلت قطع السلاح في كل بيت وأمام أعين الأجهزة الأمنية، وترى السلاح تتلاقفه أيدي الأطفال والمدمنين " وهم كثر في مدننا" في بلد الجالس في بيت الشعب ليحكم الشعب بما أراد الله، ينقلب عليهم ويحكم بهم بما لا يرضى الله والعباد. في بلد سيطرت فيه النعرات القبلية والطائفية على روح الجماعة والبلد ذاهبة الى الجحيم والخراب، وكل يوم تسمع عصابات تقتل وتسرق أمام أعين الأجهزة الأمنية. وكل جمعة تشبه سابقتها إلا بالتسمية فهذه جمعة الخلاص، وتلك جمعة تصفير، وجمعة النفير، وجمعة.... ولا أحد يلتفت لصوت العقل الذي ينادي الجميع " إنكم بهكذا تصرفات تحرقون البلد، فتعالوا الى كلمة سواء" نسي أبناء البلد الواحد أنهم لم يأتوا مهاجرين من أقصاع بعيدة ليسكنوا في هذا البلد، وأنهم أول بلد سن القوانين والتشريعات ، نسي البعض بأن " الدين المعاملة. ومثلما تحب أن يعاملك الآخرون بلين، فعاملهم كذلك باللين. نسي البعض قول الله عز وجل للرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم) (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ)) آل عمران 159. وما خطوة السيد عمار الحكيم الأخيرة في عقد إجتماع رمزي لقادة الكتل السياسية في مقر الأعلى الإسلامي العراقي إلا خطوة في الإتجاه الصحيح لتصحيح مسار العملية السياسية التي تكاد تخرب البلد، واخذه من جميع الحاضرين " كلمة شرف" بأن يضعوا البلد نصب أعينهم، وليس المصالح الفئوية والخاصة، فالبلد لا يحتمل بعد الأن المناكفات والتصريحات النارية التي تصدر من هنا وهناك.أيها السادة بعد هذا وذاك لا تجعلوا من بلدنا إضحوكة ونحن الذين علمنا الجميع الكتابة والقراءة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك