المقالات

تجارة الموت في العراق....يصنعها المجرمون ويستثمرها الفاسدون

469 21:03:00 2013-06-08

صالح المحنّه

ماأسوءها من تجارة بخسة وما اقبح المتاجرين بها ؟ تجارة الموت... تلك التجارة التي أسس لها المنحرفون الأوائل فأتبعهم المجرمون الأواخر...من ذا الذي يفرح بموت إنسان بريء ؟ إلا الذي نزع الله منه صفة الإنسانية وألبسه عار الدنيا وخزي الآخرة ، لايكاد يمر يوم على العراق إلا والدماء تسيل هنا وهناك ..ومناطق الاستهداف الإجرامي...مناطق الموت والألم.. أمّا أن تكون مدرسة أطفال او مسطر عمال أو سوق شعبي يزدحم فيه الباحثون عما يحتاجونه أو زائر لايملك إلا جواز سفره...أو جميعها في آن واحد.... تتكرر المأساة وتتعدد الجرائم وتتمدد لتطال كلَّ ما حرّم الله في وطننا ... قتلٌ للأبرياء وهتكٌ للحرمات وبعناوين طائفية مقصودة من خلال إستهداف مناطقٍ دون أخرى... وهي صناعة بعثية تكفيرية معروفة لايختلف عليها إثنان ...إلاّ إنَّ المستفيدين من هذه الصناعةِ الإجرامية والمستغلين لظروفها والمستثمرين لنتائجها... هم الفاسدون والفاشلون في البلد الذين تعددت مشاربهم ومعتقداتهم وتوجهاتهم وسقطت نفوسهم أسيرةَ نهمهم وحبهم اللامشروع للمال والسلطة...فلكل منهم هدفه الذي يستبطنه والذي يتناسب مع مصلحته الشخصية.. فترى السياسي الذي فشل في تقديم الخدمات وإصلاح ماأوكل إليه من مهامٍ ..يسعده أن لاتسلّط عليه الأضواء وان تنصرف عن فشله ...وخير ماتنصرف إليه هوالشارع المضمّخ بالدماء البريئة ولايعنيه أي دماء..دماء أهله أو فصيلته المهم في الأمر أن يبقى في منأى عن المتابعة وقابض على مابين يديه من حطام أختلسه من بطونٍ غرثى... اما المتهم بالسرقات والأختلاس فلا يختلف عن سابقه فيسرّه أيضاً هذا الصخب الدموي فيسارع في إطلاق التصريحات ويعمل على التصعيد والبكاء على القتلى والدعاء الى الجرحى وإلقاء اللوم على مثيري الطائفية لتنشغل عنه الأجهزة الرقابية بعد أن يعم الإفلات في البلد..أما السياسي الذي يدّعي المعارضة للحكومة وللعملية السياسية يستبشر بالعمليات الإجرامية ليسارع بكيل التهم وإلقاء اللوم على غريمه السياسي الآخر ! ولكم الحكم على مثل هكذا سياسي معارض يفرح بموت الأبرياء إرضاءاً لأنانيته وبغضا لخصمه السياسي الآخر....أما الذين تطاردهم ملفات الفساد بمختلف أشكالها وهم كُثر والحمد لله...كل أولئك يخدمهم التصعيد الطائفي ليزداد منسوب الموت في الفقراء وينخفض معدل الملاحقة القانونية ضدهم ولو الى حين ! فأي نماذج وأي أشكال تلك التي تتاجر بدماء الأطفال واطراف العمال والكسبة التي تتناثر على قارعة الطرق والساحات العامة...أي إبتلاء وأي زمنٍ رديء هذا الذي يعيشه أبناء الرافدين ؟ وحدهم الفقراء يلاقون الموت بصدور عارية وبجيوب فارغة ...يموتون لتمتليء بطون الفاسدين والفاشلين ... ممنْ آلت إليهم إمور الإمة أولئك السياسيون الذين يختلفون مع بعضهم ويقتتلون ثم يتصالحون ! لأنَّ خلافاتهم وإختلافاتهم ليس على خدمة ابناء وطنهم وحفظ أرواحهم ولكن من أجل مناصبهم ومصالح أحزابهم وكتلهم ...يلتقون على تحقيقها ويفترقون ويختلفون إذا ما فقدوها ..أمّا مشاهد الدم وأوصال الجثث المقطّعة والمنتشرة في كل مكان فقد صارت مألوفة لديهم ... ومايعنيهم مايجري من إبادة حقيقية وقتل ممنهج مع تواطيء واضح ومفضوح من جهات داخلية ترقص على جراح الشعب وتقتاة على الفتن من أجل مصالحها الضيقة والمحدودة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك