المقالات

ماذا بعد لقاء أبو مسرور وأبو إسراء !!

529 17:18:00 2013-06-10

عباس المرياني

تغيرت الأجواء السياسية تغيرا ملحوظا باتجاه الأفضل بعد الاجتماع الرمزي الذي عقد بدعوة من صاحب الضيافة زعيم المجلس الأعلى السيد عمار الحكيم قبل ايام واثر بشكل مباشر على طبيعة الأوضاع الأمنية والسياسية حيث تراجع مستوى العنف الدموي بشكل كبير وهدأت نفسيات القادة السياسيين ممن كانوا على قطيعة فيما بينهم ومن قبل كانوا يطلقون التصريحات النارية كأنهم صبية يتلاعبون بالكرة دون هدف حتى كادت هذه التصريحات ان ترسل العراق الى حافات الهاوية والى منزلقات خطيرة ووصلت درجات الخوف من الحرب الأهلية الى معدلات تفوق درجات زلزال اليابان وتفجيرات هيروشيما.ألا ان هذه الأوضاع تغيرت وبدا الإعلام يكتب عن زوال الغمة عن هذه الامة وهذا الامل الذي بزغ نوره جاء كله بجلسة رمزية واحدة وبكلمات معبرة وصادقة ونفوس صافية لديها الرغبة في التفاهم والتلاقح والتعاون.ويبدوا ان حمى القبلات واللقاءات لم تتوقف في محطات بغداد بل تجاوزتها الى اقليم كردستان فما ان حط رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي رحاله في اربيل والتقى زعيم اقليم كردستان السيد مسعود بارزاني وبأقل من ساعتين حتى تغيرت العبارات التي كانت تهدد بالانفصال والحرب والتنابز والتعاير الى كلمات محبة وإخوة وتعايش ووحدة مصير ونظام فيدرالي وديمقراطي وتأكيدات على ثوابت الالتزام بالدستور والاتفاقات الموقعة بل ان كلمات الود والترحيب والإخوة تجاوزت حدود التعامل الدبلوماسي الى جمل ودودة واخوية تبعث في النفس الاطمئنان وتزيل غوائل الحقد والكراهية التي زرعتها التصريحات النارية والحاقدة من هذا الطرف او ذلك فجاءت الابتسامات العريضة باروع ما تكون بعد صفاء النية ليكون ابو مسرور هو من بدا أبواب إعادة الثقة والتقدير وليبادله أبو إسراء بما هو حق الإخوة والأبوة.وبقدر الفرح والسرور الذي انبعث في النفوس بعد لقاء ابو مسرور وابو إسراء الا ان الغصة والألم تكاد تقطع الأنفاس لان حدوث القطيعة والتناحر وغلق الأبواب والتهديد والتهديد المباشر يمثل اخر مراحل الإنسانية بل ان هذه المفردات هي اقرب الى الهمجية وحكم الغاب ومثل هذه التصرفات يفترض ان لا تحدث ابدا بين الإخوة الأشقاء لان المشتركات كثيرة ولا يمكن ان تنتهي او تزول بقطيعة او بتصريح من هنا وهناك وما يحز في النفس هو ان الحل بسيط جدا الا ان العزة بالإثم والتمسك بالخطيئة والجهل يتغلبان في كثير من الاحيان على الصفات الإنسانية ،هل ان السيد المالكي كان سيخسر شيئا لو انه ركب طائرته ولا اقول دابته "اجلكم الله" وتوجه الى اقليم كردستان منذ الساعات الأولى للخلاف وكذلك يفعل السيد ابو مسرور ...الجواب بكل تأكيد ان هذه الزيارات كانت ستعالج المشاكل وتحل العقد وتمضي بالبلاد الى الامام.لقد جرب قادة البلد كل وصفات التقاطع والتنابز والاختلاف حتى كادوا يدخلون العراق في اتون حرب طائفية تقود البلاد الى تقسيم وتقطيع أوصاله وتشتيت شمل العائلة الواحدة وجربوا بعد ذلك اللقاء والتواصل والتحابب ووجدوا أنها أفضل وصفة لعلاج كل العلل والأمراض التي تصيب الجسد العراقي.سؤال بريء جدا ..لماذا يسعى السياسيين الى الخلاف وهم يعلمون جيدا انه سبب كل الاثام التي تصيب البلد ويبذلون من اجل هذه الآثام الكثير من الجهد والمال بينما لا يحتاج حل هذه الخلافات الا الى ابتسامة وكلمة صادقة وقبلة حقيقية لكن هذا الحل يأتي متأخر دائما.حقيقة..ان جميع أطروحات السيد عمار الحكيم أطروحات واقعية وتكمن فيها الحلول لكن المؤسف ان رجال الدولة وأصحاب الشأن لا يعترفون بهذه الواقعية الا بعد فوات الأوان والأمثلة كثيرة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك